محتويات
تدجين الحيوانات
يشير مفهوم تدجين الحيوانات أو استئناس الحيوانات إلى تلك العملية التي يتمّ من خلالها إخضاع أحد أنواع الحيوانات تحت السيطرة البشرية، بحيث يتمّ ذلك بطرقٍ عدة تستهدف بشكل رئيسي جانب التغيير الجيني، بصورة يختار فيها الإنسان الصفات المرغوب توافرها في الحيوان المراد تدجينه، بحيث تكون هذه الصفات ذات فائدة ومنفعة تعود على البشر وتلبي احتياجاتهم، علماً أنّ التدجين هو بمثابة خيار اصطناعي يتمّ اللجوء له لعدة دواعٍ وأسباب، بما فيها الإنتاج الغذائي بكميات أكبر، والبحث العلمي، والحماية من الانقراض، وفي حالات الحروب والكوارث، ولأغراض النقل.
نشأة مفهوم تدجين الحيوانات
اعتمد الإنسان منذ القدم على الحيوانات في الدفاع عن النفس والحماية، وفي التنقل لمسافات بعيدة، مما جعل من هذه الحيوانات أحد المتطلبات الرئيسية للعيش بصورة سليمة، الأمر الذي استدعى بعد ذلك البحث عن طرق لإخضاع هذه الحيوانات للسيطرة ووضعها تحت الرغبة البشرية لتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها، علماً أنّ الحيوانات الداجنة تنقسم إلى قسمين رئيسين، هما: الحيوانات الداجنة المنتجة، والحيوانات الداجنة الأليفة، حيث يضم القسم الأول الحيوانات التي يستفاد من لحمها، وحليبها، وبيضها، بينما يستفاد من قوة الحيوانات الأخرى في الحركة والتنقل، والصيد، والحماية، والجر، والحراثة، وسحب العربات، وينتهي الأمر ببعضها الآخر في المصادقة كتربية القطط.
أهمية تدجين الحيوانات
- تحقيق أقصى فائدة ممكنة من الحيوانات، مما يسهل الحياة البشرية، ويختصر الوقت والجهد والتكلفة.
- حماية النفس البشرية من الاعتداءات التي قد تشكل تهديداً على الحياة من قبل الحيوانات المفترسة، وخاصة في ظل انعدام وسائل الحماية في الحياة البدائية قديماً.
- استخدام صوف الحيوانات في صناعة الملابس والأقمشة، الأمر الذي يؤمن الدفء للإنسان في الشتاء، ويحميه من حرارة الطقس صيفاً.
- تأمين الغذاء اليومي للبشر، بما في ذلك الحصول على اللحوم والحليب من المنتجات الحيوانية الضرورية للجسم، والتي تضمن البقاء على قيد الحياة.
مراحل تدجين الحيوانات
- المرحلة الأولى: يطلق عليها اسم مرحلة الترويض، بحيث يتمّ فيها السماح للحيوان المراد تدجينه بالاختلاط بغيره من الحيوانات التي تنتمي لنفس الجنس، ومن الأمثلة على ذلك إتاحة الفرصة للفيلة بالزواج من فيلة الغاب.
- المرحلة الثانية: يتمّ في هذه المرحلة وضع الحيوانات ضمن نطاق جغرافي محدود أو محصور، وذلك بهدف إظهار طباع أو صفات الاستئناس أو التدجين، ومن هنا تتطور لدينا أصناف محلية متنوعة من الأبقار والخنازير.
- المرحلة الثالثة: أو المرحلة الأخيرة، بحيث يتمّ فيها تحسين طباع الحيوانات المدجنة تبعاً لرغبة الإنسان، وذلك من حيث الشكل، الحجم، الإنتاج، والكفاءة، والقوة، مما يجعلها حيوانات منتجة يمكن الاستفادة منها.
- ملاحظة: من الجدير بالذكر إلى أنّ أول حيوان تمّ تدجينه على يد البشر كان كلباً، ويعود ذلك تحديداً إلى 12000 قبل الميلاد.