مدينة الغزوات
الغزوات هي إحدى بلديّات دائرة الغزوات في ولاية تلمسان في الجزائر، تتميّزُ هذه المدينة بموقعها الاستراتيجيّ المتميّز الذي جعل منها مركزاً للعديدِ من الحضارات على مرّ التاريخ، بدْءاً من الحضارة الرومانيّة حتّى انتهت بالانتداب الفرنسيّ لها في القرن الماضي، فإرثُها التاريخي كامنٌ وراء تلك التأثيرات التي خلّفتها الحضارات المتتالية التي سكنت تلك الأرض، لكنّ الحياةَ الحضريّة فيها بدأت منذ بداية الوجود الفرنسيّ فيها.
موقع المدينة
مدينة الغزوات الجزائريّة هي مدينةٌ ساحليّة متوسطيّة تقعُ شمالَ غرب البلاد، على بعد نحو خمسةٍ وسبعين كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة تلمسان، وتبعدُ عن مدينة مغنيّة حوالي خمسةٍ وأربعين كيلومتراً، وعن مدينة ندرومة نحوَ أربعة عشر كيلومتراً، وهي تبعدُ عن الحدود المغربيّة حوالي خمسةً وأربعين كيلومتراً.
مساحة المدينة وتضاريسها
تبلغُ مساحةُ المدينة حوالي ألفين وثمانمئةِ هكتار بحسب التقسيم الإداريّ الذي أجري عامَ ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعةٍ وثمانين، والطبيعة في المدينة هي عبارة عن مجموعةٍ من التضاريس لا يمكنُ فصلُها عن السلسلة الجبليّة ترارة، فالمدينة محاطةٌ بواد السقطر من جانب، وبجبال السرو والقمقوم من الجانب الآخر، وتتميّز بوجود انحداراتٍ كبيرة متفرقة بها، وهذه المناطق غير صالحة للبناء أو التعمير، ونسبة تلك الانحدارات الموجودة تشكّل نحو خمسين بالمئة من المساحة الإجماليّة للمدينة. بلغ عدد سكّان المدينة بحسْب الإحصاءات التي أجريت عام ألفين وثمانية، حوالي ثلاثاً وثلاثين ألفاً وسبعمئةٍ وأربعةً وسبعين ألف نسمة.
نبذة تاريخيّة عن المدينة
تطلُّ مدينة الغزوات على البحر الأبيض المتوسّط، وهذا الموقع مكّنها من أن تتحوّل لمركز تموينٍ وإخلاء للمرضى المتجهين إلى فرنسا بدْءاً من عام ألفٍ وثمانمئةٍ وأربعةٍ وأربعين، حيث اقتضت الضرورة في تلك الفترة إتاحة الظروف المناسبة لهؤلاء المعمّرين للاستقرار في المدينة، وبُنيَ أوّلُ منزلٍ من الحجر فيها عامَ ألفٍ وثمانمئةٍ وستّةٍ وأربعين. في عام ألفٍ وثمانمئةِ وسبعةٍ وأربعين أطلق على المدينة اسم نيمروس؛ نسبةً للحاكم أومال الابن الثاني للويس فيليب.
بدأ النموُّ السكّاني في المدينة بعد هذا التاريخ بالتزايد، وازدادت حركة العمران من مساكن وهياكل إداريّة التي أصبحت تشرف على مسيرة النشاط الاقتصاديّ المرتبط بحركة الميناء في المدينة. في الفترةِ الواقعة ما بين عاميْ ألفٍ وثمانمئةٍ وستّةٍ وأربعين، وعام ألفٍ وثمانمئةٍ وأربعةٍ وسبعين استقرّ في المدينة نحوَ خمسمئةٍ مواطنٍ فرنسيّ، وفي عام ألفٍ وثمانمئةٍ وستّةٍ وخمسين، بُنيَ نحوَ ثلاثةٍ وخمسين من المباني السكنيّة والهياكل الإداريّة كمقرٍ للبلديّة والمستشفى والمحكمة، ومركزٍ للبريد.