فرعون وقومه
فرعون كان حاكماً لمصر القديمة، وعرف عنه أنّه كان ظالماً في قومه، يأكل أموالهم، ويقتل أبناءهم، ويستحيي نسائهم، وقد بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام لهدايته، قال تعالى :"نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿3﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿4﴾".
قصة سيدنا موسى مع فرعون
تبدأ أحداث قصة سيدنا موسى مع فرعون عندما كان في المهد، حيث كان فرعون يقتل الأطفال الرضع من الذكور خوفاً على ملكه وحكمه، عندما ولد سيدنا موسى أوحى الله سبحانه وتعالى إلى أمه أن تلقيه في اليم ففعلت ذلك، إلى أن رأته آسيا زوجة فرعون وأحبته وطلبت من زوجها فرعون أن تتخذه ولداً.
وبعد مرور سنوات وأحداث كثيرة في قصة سيدنا موسى وطرد موسى من قصر فرعون واتهامه في قتل أحد الأشخاص، أوحى الله سبحانه وتعالى إلى موسى بالرجوع إلى فرعون وهدايته، وأعطى الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى آيه ليحدّث بها الناس؛ أي أعطاه معجزات؛ المعجزة الأولى وهي العصا السحرية؛ حيث إنّ قوم فرعون اشتهروا بالسحر وخداع أعين الناس، ولكن عصا سيدنا موسى كانت حقيقة إذا رماها على الأرض أصبحت أفعى تسعى، والمعجزة الأخرى هي اليد البيضاء فقد كان سيّدنا موسى شديد السمرة، وإذا أخرج يده من جييه فإذا هي بيضاء تسر الناظرين.
أقبل سيدنا موسى إلى فرعون لهدايته ولكنه أبى واستكبر فألقى موسى بعصاه فإذا هي حية تسعى وأخرج يده فإذا هي بيضاء تسر الناظرين، ظنّ فرعون أن الذي يقوم به موسى سحراً كباقي السحرة، فجمع السحرة جميعاً ليكيد موسى، فألقى السحرة بعصيهم الخشيبة فخيّل للناس أنها أفاعي قال تعالى" قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ" وعندما ألقى موسى عصاه فإذا بها أفعى حقيقية تسعى وليست خداعاً بصرياً كباقي السحرة، قال تعالى :"فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ" .
عندما رأى السحرة ما صنع موسى آمنوا جميعاً، فذلك الذي رأوه كان حقيقياً وليس سحراً، أما فرعون وبعضٌ من قومه أبوا أن يؤمنوا، وأمر فرعون بقتل كلّ من آمن من السحرة، فهرب السحرة الذين آمنوا من فرعون خوفاً من القتل فلحقه فرعون بجنوده إلى أن وصلوا إلى بحر لا يستطيعون الهروب من خلاله فأوحى الله إلى موسى أن يضرب بعصاه البحر، ولما ضرب انقسم البحر إلى قسمين، فهرب موسى ومن آمن معه وغرق فرعون وجنوده.
كما هو مشاع فإنّ المكان الذي غرق فيه فرعون وجنوده هو شاطئ النويبع في جمهورية مصر العربية التابع للبحر الأحمر، والله تعالى أعلم.