الكائنات البحريّة
خلق الله عزّ وجل كوكب الأرض وجعله الكوكب الوحيد الذي تصلح عليه الحياة؛ إذ يُشكّل هذا الكوكب موطناً لملايين بل لبلايين الكائنات الحية على اختلاف أنواعها، من نباتات وحيوانات وكائنات دقيقة وحتى نحن بنو البشر. من الكائنات التي تعيش على سطح الأرض هي الكائنات الحية البحرية؛ وهي تمتاز عن باقي الكائنات بأنّها اتخذت من البحار والمحيطات وغيرها من المسطحات المائية مأوىً لها، وذلك لأنّ الماء يناسب طبيعة أجسامها وطريقة حياتها.
وتعدّ الكائنات البحريّة مختلفةً عن بعضها البعض؛ إذ إنّ هنالك الملايين من أنواعها التي تعيش في الماء، ولا حصر لها، والتي تختلف عن بعضها بالخصائص والشكل؛ بحيث إنّ لكلٍّ منها أمراً معيناً يجعلها كائناً مميزاً عن غيرها من الكائنات، وهنالك بعض هذه الكائنات ليست معروفةً بشكل كبير لدى الإنسان، ومن أمثلتها ثعبان البحر الشفاف الذي يجهله الكثيرون ولا يعرفون عنه شيئاً، وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على كلّ ما يخص ثعبان البحر الشفاف.
ثعبان البحر
كلّ ما على هذه الأرض وفي هذا الكون الواسع يثبت عظمة الله سبحانه وتعالى في الخلق، ومن مظاهر إبداعه في الخلق جلّ وعلا هو خلق ثعبان البحر الشفاف؛ فهو كائن شفّاف تماماً، ومن الصعب رؤيته أو ملاحظة وجوده، ويعتبر أحد أنواع الثعابين البحرية، ويعيش هذا الكائن الغريب في المحيطات منذ 140 مليون سنة، ويُسمّى أيضاً بنحيف الرأس، وذلك لأنّ جسمه الهلامي من الداخل مضغوط من جانبيه، كما يتكوّن من طبقة عضليّة غاية في الرقّة تكون مرئيةً نوعاً ما من الخارج، وأكثر جزء يمكن ملاحظته من جسمه هو أنبوب صغير من قناته الهضمية، ويمتلك هذا الثعبان زعانف ظهريّة وشرجية كغيره من الثعابين، إلّا أنه يفتقر إلى وجود الزعانف الحوضية.
ويمتاز هذا الكائن بعدم إمكانيّة رؤية أيٍّ من أجزائه؛ كالقلب أو الرئة أو أي من أجهزته، ولا يمكن مشاهدة دمه فهو أصلاً لا يمتلك خلايا دم حمراء، أمّا بالنسبة إلى طوله فمن الممكن أن يصل إلى 8 سم، ولثعبان البحر الشفاف قدرة كبيرة على السباحة للأمام وللخلف بسهولة وبسلاسة كبيرة، وحركته متسارعة جداً، وله القدرة على التكيّف للعيش إلى جانب جميع الأسماك لهدوئه.
يعيش ثعبان البحر على عمق 100 متر تقريباً تحت سطح البحر، وفي النهار يُفضّل أن يتواجد على أعماق أكثر قليلاً، وعلى درجة حرارة تتراوح بين 24 إلى 30 درجة مئوية. من الصعب على العلماء والخبراء تحديد نوع الغذاء الذي يتغذّى عليه ثعبان البحر الشفاف؛ وذلك لأنّ قناته الهضمية دقيقة جداً، كما أنّهم لم يجدوا أيّ بقايا أو أي عوالق حيوانية داخله، إلا أنّهم مؤخراً وجدوه يتغذّى على جزيئات صغيرة جداً عائمة في مياه المحيط تسمى "الثلوج البحرية".