سلسلة جبال الريف
تُعرف سلسلة جبال الريف الواقعة في المملكة المغربيّة، بأنّها من أعلى السلاسل الجبليّة الموجودة في العالم العربي، وأغناها بالغابات والتي تُعتبر رئة البلاد الطبيعيّة. تُعتبر القمّة الجبليّة تدغين هي أعلى القِمم الموجودة في هذه السلسلة؛ حيث يبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي ألفين وأربعمئة وخمسة وستين متراً.
الموقع
تقع سلسلة جبال الرّيف في المملكة المغربيّة، وتحديداً في الجزء الشمالي منها، وتمتدّ هذه السلسلة محاذيةً لسواحل البحر الأبيض المتوسّط، تبدأ من مدينة طنجة عند مضيق جبل طارق، وتنتهي بالقرب من وجدة عند نهر ملوية، مشكلةً هذه الجبال قوس واسع، يبلغ عرضه من أوسطه حوالي ألفين وأربعمئة وستة وخمسين متراً، أمّا عرضه من شرقه فإنّه يبلغ حوالي ألف وثمانمئة متر، إلاَّ أنّه يضيق كلّما اقتربنا من ناحيته الغربيّة.
الأمطار والنباتات
إنّ سفوح جبال الأطلس غنيّة بالأمطار ذات الغزارة الكبيرة؛ حيث تتساقط فيها الأمطار أكثر من كافّة المناطق دولة المغرب العربي، حيث إنّ منسوب الأمطار يرتفع في بعض مناطق سلسلة جبال الريف إلى ما يقارب ألفي مليمتراً سنوياً، وخاصّةً في أجزاء المغرب الغربيّة وأيضاً الوسطى.
بفضل أمطارها الغزيرة فإنّه يعود الفضل إليها في نموّ وتنوّع الغطاء النباتي الغني والكثيف فيها، وبذلك فإنّها غنيّة أيضاً بمحاصيلها الزراعيّة المتنوّعة، ينشط فيها أيضاً نشاط الرعي إضافةً إلى الاحتطاب.
تُغطّي غابات الأرز الأطلسي مساحاتٍ واسعة من الجبال، إضافةً لأشجار البلوط الفليني، وأيضاً بلوط هولم، إضافةً لوجود غابات التنوب المغربي والمنتشرة في الجبال، وهي من نوع التنوب الإسباني المتبقّي في العالم، أمّا في مُنحدرات السلسلة الشرقيّة والتي عادةً ما تكون أمطارها أقلّ عن المرتفعات، فإنّها تكثر فيها غابات الصنوبر وتحديداً الحلبية، وفيها أيضاً الصنوبر البحري، إضافةً إلى التتراكلينيس.
الطبيعة والبيئة
هنالك اعتقادٌ بأنّ سلسلة جبال الريف هي جزءٌ منفصل عن سلسلة الجبال الإسبانيّة والتي تُعرف بسيرانيفادا، وبأنّهما كانتا سابقاً ملتصقتين ببعضهما البعض قبل أن يتشكّل مضيق جبل طارق. حسب سي مايكل هوغان فإنّ سلسلة جبال الريف ليست مرادفةً لسلسلة جبال الأطلس المشهورة في البلاد.
توجد في هذه السلسلة حوالي ثماني مستوطنات خاصّةً بقرود تُعرف باسم مكاكا البربري أو مكاكا سيلفانوس المهدّدة بالانقراض، وإنّ هذه الجبال هي الموطن الأكبر لنحل العسل والذي يُعرف باسم أيبس مليفيرا مايجور.
الجدير ذكره أنّ الكثير من الغابات الموجودة في هذه السلسلة الجبلية هي قيد الزّوال بشكل واسع، ويعود ذلك للرعي الجائر فيها، إضافةً إلى الحرائق التي تسبّبت في إتلاف التربة، وأيضاً الاحتطاب بشكلٍ عشوائي، ويُضاف لكلّ ذلك قلع الأشجاع من جذورها بهدف إنشاء مساحاتٍ واسعةٍ للزّراعة؛ حيث انتشرت مزارع القنّب في الجبل، وكان نتيجة ذلك أن تدهورت التّربة بسبب ما تَعرّضت له من انجراف في سطحها بسبب الأمطار الغزيرة.