فضل البسملة
بدأ الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم بسورة الفاتحة، بالآية الكريمة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، وقد وجدنا أن الرسول صل الله عليه وسلم كان يبدأ معظم أعماله بهذه الآية لأهميّتها، فقد أنزل الله تعالى هذه الآية شفاءً ورحمةً للمؤمنين، لذلك يحرص المؤمنين قبل البدء بمباشرة أعمالهم المختلفة، سواءً الأكل أو الشرب أو اللبس أو العمل أو الصلاة وغيرها من الأعمال على قول بسم الله الرحمن الرحيم، كما يبتدئ الخطيب يوم الجمعة خطبته بالبسملة للاستعانة بالله، وبالتالي إيصال رسالته للناس، وكذلك يجب قول بسم الله الرحمن الرحيم عند الدخول إلى البيوت أو المساجد أو الأماكن المهجورة، فأي كلام أجمل من ذكر الله والاستعانة به.
بيّن النّبي صل الله عليه وسلم فضل بسم الله الرّحمن الرّحيم، بقوله (أي أمرٍ ذي بال لم يبدأ ببسم الله الرّحمن الرّحيم فهو أبتر) ومعنى الحديث الشريف أن أي قول أو فعل لا يبدأ فيه المسلم بقول بسم الله الرحمن الرحيم فهو ناقص، وأفضل الأفعال هي التي بُدئت بالاستعانة بالله.
مفردات البسملة
تتكون الآية (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، من أربع كلمات:
- بسم: اسم مشتق من سمة، أي العلامة، أو ما يدل على المسمى، أو السمو والرفعة، والباء للاستعانة، أي الاستعانة بالله.
- الله: اسم الله الأعظم، وهو مشتق من إله.
- الرحمن: اسم من أسماء الله الحسنى، ويعني ذا الرحمة العامة والشاملة، وهي شاملة للمؤمنين والكافرين.
- الرحيم: اسم من أسماء الله الحسنى، ويعني ذا الرحمة الخاصة، أي خاصة بالمؤمنين بالله والرسول واليوم الآخر.
أول من كتب البسملة
- ورد في كتاب الأوائل لابن أبي عاصم الشيباني عن ابن عباس قال: أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم سليمان عليه السلام، وفي أخبار مكة للأزرقي: وأول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في صدر الكتاب من أهل مكة خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه.
- وروى الأزرقي عن إبراهيم بن عقبة قال: سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول إنّ أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.
- ولا يوجد أي تعارض بين ما في كتاب الأوائل وما في أخبار مكة، فالنبي سليمان عليه السلام أول من كتبها في الكتب مطلقاً، عندما أرسل كتاباً إلى بلقيس يدعوها وقومها إلى دخول الإسلام، وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه أول من كتب البسملة في أول الكتب من أهل مكة.