البدع
تعرف البدعة في اللغة بأنها كل ما أحدث على غير مثال سابق، سواء أكان مذموماً أم محموداً، أما في الشرع فهي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الشريعة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنها كل ما يحدث في الدين شيئاً سواءً أكان بنقصان أم بزيادة، الأمر الذي يؤثر على الدين بشكلٍ سلبي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإن َّكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ) [حديث صحيح]، وفي هذا المقال سنعرفكم على خطر البدع أكثر.
خطر البدع والتحذير من إهمالها
مخاطر البدع
- تؤدي إلى تفريق الأمة، وتمزيق وحدة المسلمين، حيث تؤدي إلى إحداث مذاهب وفرق متنازعة في كل الجوانب الفكرية والسياسية، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه البدع عادةً ما تكون مبنية على الأهواء أي لا أصل لها من الصحة.
- تحبط عمل صاحبها، وعدم قبوله، وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) [متّفق عليه].
- تعتبر اتهاماً لله سبحانه وتعالى بأنه لم يكمل دينه، ولم يتم نعمته، لذلك هو يدخل إليه ما يراه حسب ظنه متمماً وحسناً، ولا بدّ من الإشارة إلى أن ذلك يعتبر منافياً للأدب مع الله الذي يمتلك حق الانقياد والتسليم.
- تعد اتهاماً لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يبلغ رسالة الله كما ينبغي، مما ينقص من حقه، ومن شأنه.
- يعتبر صاحبها متبعاً لغير شرع الله، فهو لم يقف عند حدوده، وإنما أنشأ في دين الله ما لم ينزّل به سلطاناً.
- يعتبر المبتدع محارباً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إنّها تضعفها، وتذهب بها، وتؤثر على قيمتها في قلوب الناس.
- تدفع مبتدعها إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي التغيير في سنته، وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أتخوف على أمتي الأئمة المضلين) [صحيح ابن ماجة].
- يحتكم المبتدع لهواه، لأنّه يعبد الله فيما يوافق هواه، ويعصيه فيما لا يوافقه، وذلك تصديقاً لما ورد في قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 50].
- يصعب على المبتدع أن يتوب إلى الله من بدعته، لأنّ الشيطان زين له ذلك، فنظر إليه على أنه قربة وطاعة، ولم ينظر إليه على أنه معصية وإثم.
- تعرّض صاحبها لغضب الله وسخطه.
- تحمّل صاحبها أوزاره، وأوزار من يلحق به، ويتبعه، وذلك كما جاء في قوله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل: 25].
- يعتبر صاحبها من أبغض الناس إلى الله سبحانه وتعالى.
مخاطر إهمال البدع والسكوت عنها
- يعتبر إهمالها سكوتاً عمّا ورد في النصوص الشرعية من ضرورة ردها وإبطالها.
- يؤدي السكوت عنها إلى خيانة الأمة وغشها، لأنها تعتبر من موجبات سخط الله وغضبه، وقد تجر صاحبها إلى الشرك بالله، والموت على ذلك.
- يؤدي إهمالها إلى طمس معالم الدين الحق، لأنّ ذلك يساعد على إظهارها، ونشرها، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الناس يكونون أسرع إلى الباطل.
- تخفي السنة، وبالتالي يقل من يعمل بها، ومن يستطيع التفريق بين السنة والبدعة.
- تفرّق الأمة، وتؤدي إلى زيادة حدوث النزاعات، والشقاق، والاختلاف.
- تزيد ضعف الأمة وهوانها، وتسلط الأعداء عليها.
- تنقص الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم، وتعرضهم لعذابه الشديد.