محتويات
ريتا والبندقية
بين ريتا وعيوني بندقيهْ
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإلهٍ في العيون العسليّهْ!
وأنا قبّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقتْ
بي، وغطّت ساعدي أحلى ضفيره
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه ريتا
بيننا مليون عصفور وصوره
ومواعيد كثيره
أطلقتْ ناراً عليها بندقيّهْ
اسمُ ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا سنتينِ
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين
آه ريتا
أي شيء ردّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفائتين
وغيوم عسليّهْ
قبل هذي البندقيهْ
كان يا ما كان
يا صمت العشيّهْ
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسليّهْ
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني بندقيّهْ
زدني بفرط الحب فيك تحيرا
زِدني بفَرطِ الحُبّ فيك تَحيّرا
- وارحَم حشىً بلَظى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتك أن أراك حقيقةً
- فاسمَح ولا تجعل جوابي لن ترى
يا قلبُ أنت وعدتني في حُبّهم
- صبراً فحاذر أن تَضيق وتضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُت بِهِ
- صَبّاً فحقّك أن تموت وتُعذرا
قُل للّذينَ تقدَموا قبلي ومَن
- بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرى
عني خذوا وبي اقتدوا ولي اسمعوا
- وتحدّثوا بصبابتي بينَ الوَرى
ولقد خلوتُ مع الحبيب وبيْننا
- سرٌّ أرقّ من النسيم إذا سرى
وأباح طَرفي نَظرةً أمّلتُها
- فَغدوتُ معروفاً وكُنت مُنَكَّرا
فدُهشتُ بين جماله وجَلاله
- وغدا لسانُ الحال عنّي مُخبرا
فأَدرْ لحاظكَ في محاسنِ وجهه
- تَلقى جميعَ الحُسنِ فيه مُصوَّرا
لو أنّ كلّ الحُسن يكمُلُ صُورةً
- ورآهُ كان مُهللاً ومُكبرا
لا أريد من الحب غير البداية
لا أُريدُ منَ الْحُبِّ غَيْرَ الْبدَايَةِ، يَرْفو الحَمَامُ
فوْقَ ساَحَاتِ غَرْنَاطَتِي ثَوْبَ هَذَا النَّهارْ
في الْجِرَارِ كِثيرٌ من الْخَمْرِ للْعِيدِ من بَعْدِنَا
في الأَغاني نوافِذُ تكْفِي وَتَكْفِي ليَنْفَجِرَ الْجُلَّنَارْ
أتْرُكُ الْفُلَّ في الْمزهريَّة, أَتْرُكُ قلْبيْ الصَّغيرْ
في خزانَة أُمي، أتْرُكُ حُلْمي في الْماء يَضْحَكْ
أَتْرُكُ الْفَجْرَ في عسل التّين, أَتْرُكُ يَوْميْ وأَمْسِي
في الْمَمَرِّ إلى ساحَةِ الْبُرتُقالةِ حيْثُ يطيرُ الْحمامُ
هَلْ أَنا مَنْ نَزَلْتُ إلى قَدَمَيْك ليَعْلُوَ الْكلامُ
قمراً في حليب لَياليك أَبْيضَ.. دُقّي الْهَوَاء
كَيْ أَرى شارعَ النّاي أَزْرَقَ.. دُقّي الْمَسَاء
كَيْ أَرى كَيْفَ يَمْرَضُ بَيْنِي وَبَيْنَكِ هَذَا الرّخَامُ
ألشَبَابيكُ خاليةٌ مِنْ بَسَاتِينِ شَالِكِ. في زَمَنٍ
آخر كُنْتُ أَعْرفُ عنْك الْكثير، وأَقْطُفُ غاردينيا
مِنْ أَصابِعِك الْعَشْر في زَمنٍ آخرٍ كان لي لُؤْلُؤٌ
حَوْلَ جيدِكِ، واسمٌ على خَاتَمٍ شَعَّ منْهُ الظَّلامُ
لا أُريدُ من الْحُبِّ غير الْبدايَةِ، طار الْحمامُ
فَوْقَ سَقْفِ السَّماء الأخيرةِ، طَارَ الْحَمَامُ وَطَارْ
سَوْفَ يبْقى كثيرٌ من الخَمْرِ، من بَعْدِنَا في الْجِرَارْ
وقليلٌ مِنْ الأرْضِ يَكْفي لكيْ نَلْتَقي، وَيَحُلَّ السَّلامُ
المستحيل
أموت اشتياقاً
أموت احتراقاً
وشنقاً أموت
وذبحاً أموت
ولكنني لا أقول:
مضى حبنا، وانقضى
حبنا لا يموت
أين أذهب
لم أعد دارياً إلى أين أذهب
كل يومٍ أحس أنك أقرب
كل يوم يصير وجهك جزءاً
من حياتي ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمل شكلاً
وتصير الأشياء أحلى وأطيب
قد تسربت في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى تتسرب
اعتيادي على غيابك صعبٌ
واعتيادي على حضورك أصعب
كم أنا، كم انا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعر يكتب
منذ أحببتك الشموس استدارت
والسموات صرن أنقي وأرحب
منذ أحببتك البحار جميعاً
أصبحت من مياه عينيك تشرب
حبك البربري أكبر مني
فلماذا على ذراعيك أصلب؟
خطأي أنني تصورت نفسي
ملكاً، يا صديقتي، ليس يغلب
وتصرفت مثل طفل صغير
يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحيني إذا تماديت في الحلم
وألبستك الحرير المقصب
أتمني لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ما ليس يطلب؟
أخبريني من أنت؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافة في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعب
القرار
إني عشقتك واتخذت قراري
فلمن أقدم يا ترى أعذاري
لا سلطةً في الحب تعلو سلطتي
فالرأي رأيي والخيار خياري
هذي أحاسيسي فلا تتدخلي
أرجوك، بين البحر والبحار
ظلي على أرض الحياد فإنني
سأزيد إصراراً على إصرار
ماذا أخاف؟ أنا الشرائع كلها
وأنا المحيط، وأنت من أنهاري
وأنا النساء، جعلتهن خواتماً
بأصابعي، وكواكباً بمداري
خليك صامتةً، ولا تتكلمي
فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى
للواقفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي، وخرائطي
وأنا الذي أختار لون بحاري
وأنا أقرر من سيدخل جنتي
وأنا أقرر من سيدخل ناري
أنا في الهوى متحكمٌ متسلطٌ
في كل عشق نكهة استعمار
فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولةٍ أمطاري
إن كان عندي ما أقول فإنني
سأقوله للواحد القهار
عيناك وحدهما هما شرعيتي
مراكبي، وصديقتا أسفاري
إن كان لي وطنٌ فوجهك موطني
أو كان لي دارٌ فحبك داري
من ذا يحاسبني عليك وأنت لي
هبة السماء ونعمة الأقدار؟
من ذا يحاسبني على ما في دمي
من لؤلؤٍ، وزمردٍ، ومحار؟
أيناقشون الديك في ألوانه؟
وشقائق النعمان في نوار؟
يا أنت، يا سلطانتي، ومليكتي
يا كوكبي البحري، يا عشتاري
إني أحبك دون أي تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي ودماري
إني اقترفتك عامداً متعمداً
إن كنت عاراً يا لروعة عاري
ماذا أخاف؟ ومن أخاف؟ أنا الذي
نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشارٍ ومن مهيار
وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الأشجار
سافرت في بحر النساء ولم أزل
من يومها مقطوعةً أخباري