محتويات
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ
- يقول ابن الرومي:
نفرٌ من الخلطاءِ والأصحابِ
- تجري مودَّتُهُمْ معَ الأنسابِ
مازلتُ بينهُمُ كأني نازلٌ
- في منزل من صحّةٍ وشبابِ
أُكفَى وأُعفى غيرَ ما مُتجشِّمٍ
- تعباً ولا نصباً من الأنصابِ
آثرتكُمْ بمودتي وتركتهُمْ
- متغيِّظينَ عليَّ جِدَّ غِضابِ
حتى إذا ما جاش بحرُ المُشتري
- لكُمُ ففاضَ وعبَّ أيَّ عُبابِ
وكَّلْتُمُ زُحَلاً بأمري وحدَهَ
- وكذاك حقُّ الجاهل الخَيّابِ
أنا منْ أصابَتْهُ الصواعقُ بعدما
- رجَّى حياً فيه حياةُ جنابِ
لِيُبَكِّني الأعداءُ إني رحمةٌ
- لهُمُ فكيف تظنُّ بالأحبابِ
أَسخطتُ إخواني وأَخفقَ مطمعي
- فبقيتُ بين الدُّورِ والأبوابِ
ماذا أقول لمن أُراجعُ بعدما
- وحَّدتُكُمْ وكفرتُ بالأربابِ
تاللّه آملُ عدلَ شيءٍ بعدَكُمْ
- أو أرتجي للظن يومَ صوابِ
فاز الورى من ريحكم بسحائبٍ
- هطلت وفزتُ بسافياتِ ترابِ
إن تقوى ربنا خير نفل
- يقول لبيد بن ربيعة :
وَلَقَد يَعلَمُ صَحبي كُلُّهُم
- بِعَدانِ السَيفِ صَبري وَنَقَل
رابِطُ الجَأشِ عَلى فَرجِهِمُ
- أَعطِفُ الجَونَ بِمَربوعٍ مِتَل
وَلَقَد أَغدو وَما يَعدَمُني
- صاحِبٌ غَيرُ طَويلِ المُحتَبَل
ساهِمُ الوَجهِ شَديدٌ أَسرُهُ
- مُغبَطُ الحارِكِ مَحبوكُ الكَفَل
بِأَجَشِّ الصَوتِ يَعبوبٍ إِذا
- طَرَقَ الحَيَّ مِنَ الغَزوِ صَهَل
يَطرُدُ الزُجَّ يُباري ظِلَّهُ
- بِأَسيلٍ كَالسِنانِ المُنتَخَل
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
- يقول المتنبي:
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
- بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ
- عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
- وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ
- وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
- وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
- فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
إن تحي آمالي برؤية عيسى
- يقول البوصيري:
لِي صاحِبٌ سَرَقَ اللُّصُوصُ ثِيابَهُ
- لَيْلاً فباتَ بِبَيْتِهِ مَحْبُوسا
وشَكا لِوَالي الحَرْبِ سارِقَ بَيْتِهِ
- فكأنَّما يَشْكُو له افرَنسِيسا
وكأَنَّه قاضٍ يقولُ لِخَصمِهِ
- هذا غَرِيمُكَ أَثْبَتَ التَّفْلِيسا
ويَحُجُّهُ أصحابُ رَيْعٍ عِنْدَهُ
- ويُقَدِّمُوهُ فَيُظْهِرُ التَّعْبيسا
وَلَرُبّما التَمَسُوهُ بالمالِ الذي
- سَرَقُوا فأصْبَحَ لامِساً مَلْمُوسا
مَلؤوا البيوتَ بِمالِهِ ولوِ اشْتَكَى
- مَلؤوا بِأَوْلادِ الحَزِينِ حُبُوسا
كَمْ قُلْتُ إذْ سَمِعَ الوُلاةُ كلامَهُم
- أتُرَى الوِلايَة تُفْسِدُ الكَيمُوسا
أبلغ الحارث بن عمرو بأني
- يقول حاتم الطائي:
أَبلِغِ الحارِثَ بنِ عَمروٍ بِأَنّي
- حافِظُ الوُدِّ مُرصِدٌ لِلصَوابِ
وَمُجيبٌ دُعائَهُ إِن دَعاني
- عَجِلاً واحِداً وَذا أَصحابِ
إِنَّما بَينَنا وَبَينَكَ فَاِعلَم
- سَيرُ تِسعٍ لِلعاجِلِ المُنتابِ
فَثَلاثٌ مِنَ السَراةِ إِلى الحُل
- بُطِ لِلخَيلِ جاهِداً وَالرِكابِ
وَثَلاثٌ يُرِدنَ تَيماءَ رَهو
- وَثَلاثٌ يُغرَرنَ بِالإِعجابِ
فَإِذا ما مَرَرتَ في مُسبَطِرٍّ
- فَاِجمَحِ الخَيلَ مِثلَ جَمحِ الكِعابِ
قُل لِأَصحابٍ رأَوني مَيتا
- يقول السهروردي المقتول:
قُل لِأَصحابٍ رأَوني مَيتا
- فَبَكوني إِذ رأوني حزنا
لا تَظُنّوني بِأَنّي مَيّتٌ
- لَيسَ ذا المَيت وَاللَه أَنا
أَنا عصفورٌ وَهَذا قَفَصي
- طِرت مِنهُ فَتَخلى رَهنا
وَأَنا اليومَ أُناجي مَلأ
- وَأَرى اللَه عَياناً بِهنا
فَاِخلَعوا الأَنفُس عَن أَجسادِها
- لِترونَ الحَقّ حَقّاً بَيّنا
لا تَرعكُم سَكرة المَوتِ فَما
- هِيَ إِلّا اِنتِقالٌ مِن هُنا
عُنصرُ الأَرواحِ فينا واحدٌ
- وَكَذا الأَجسامُ جِسم عَمَّنا
ما أَرى نَفسي إِلّا أَنتُم
- وَاِعتِقادي أَنَّكُم أَنتُم أَنا
فَمَتى ما كانَ خَيراً فَلَنا
- وَمَتى كانَ شَرّاً فَبِنا
فَاِرحَموني تَرحموا أَنفسَكُم
- وَاِعلَموا أَنَّكُم في إِثرِنا
مَن رآني فَليقوّ نَفسهُ
- إِنَّما الدُنيا عَلى قرن الفَنا
وَعَلَيكُم مِن كَلامي جملةٌ
- فَسلامُ اللَهِ مَدحٌ وَثَنا
ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
- يقول عروة بن الورد:
ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهم
- كما الناس لما أخصبوا وتمولوا
وإنّي لمَدفوعٌ إليّ ولاؤهم
- بماوان إذ نمشي وإذ نتململ
وإذ ما يريح الحي صرماء جونة
- ينوسُ عليها رحلُها ما يحلّل
موقَّعة ُ الصَّفقينِ، حدباء، شارفٌ
- تقيد أحياناً لديهم وترحل
عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُمُ
- وتمشي بجَنبيها أراملُ عُيَّل
وقلت لها يا أم بيضاء فتية
- طعامُهُمُ من القُدورِ المعجَّل
مضيغ من النيب المسان ومسخن
- من الماء نعلوه بآخر من عل
فإني وأياهم كذي الأم أرهنت
- له ماء عينيها تفَدّي وتَحمِل
فلما ترجت نفعه وشبابه
- أتت دونها أخرى جديداً تكحل
تخير من أمرين ليسا بغبطة
- هو الثّكلُ إلاّ أنها قد تجمَّل
كليلة ِ شيباء التي لستَ ناسياً
- وليلتِنا إذ منّ ما منّ قِرمِل
أقول له يا مال أمك هابل
- متى حسبت على الأفيح تعقل
بدَيمومة ٍ ما إن تكادُ ترى بها
- من الظمأ الكوم الجلاود تنول
تنكر آيات البلاد لمالك
- وأيقن أن لا شيء فيها يقول
راقني من لفظكَ المستطابِ
- يقول صفي الدين الحلي:
صَدرَتْ عن لفظِ صاحبِ فضلٍ
- هو عندي من أكبرِ الأصحابِ
فتأملتُ وأملتُ منهُ
- جمعَ شملي في عاجلٍ واقترابِ
ثمّ قابلتُ أيادي ثناهُ
- بدعاءٍ صالحٍ مستجابِ
يا أهيلَ الودّ أنتم مرادي
- وإليكم في العَلاءِ انتِسابي
ذكرُكم لي شاغلٌ في حُضوري
- وثَناكم مُؤنسي في اغترابي
عاد ربيعُ الأرض فاستَيقظت
- يقول رشيد أيوب:
تجدو بيَ الأحلامُ في عالمٍ
- قاصٍ عن الدنيَا بعِيدِ المَزار
فلا جليسٌ غير زهر الرّبى
- ولا أنيسٌ غير صوت الهزار
حتى إذا لاحت نجومُ الدّجى
- تذكّرَ الأصحابُ نائي الديار
وَهَبَّ مِن أحلامِهِ ناسياً
- ما مرّ بالذكرى وأرخى السّتار
محضتك يا سليمان الودادا
- يقول ابراهيم الأسود:
عرفتك أخلص الأصحاب حباً
- وأصدق من صحبتهم ودادا
عرفت لك البيان الحر يروى
- بصيبه العواطف والبلادا
عرفت لك القصائد سائرات
- وما عرفت زحافاً أو سنادا
وإن تجدب ربوع العلم يوماً
- سقاها علمك الصافي العهادا
عرفتك ظاهراً حراً صريحاً
- سديد الرأي لم تعد السدادا
وكم للفضل قد شيدت بيتاً
- وكم اعليت للعليا عمادا
طويت على النزاهة نفس حر
- وما تخذت سوى العلياء زادا
ولم تقلق لغير شقاء قوم
- ونهضة يعرب أبداً وسادا
وفي الحلبات من نظم ونثر
- شأوت السابقين بها طرادا
قوافيك الحسان تكاد فيها
- إذا انشدتها تحيي الجمادا
ولم تعد القديم يروق حسناً
- كما حوت الجديد المستجادا
ذهبت بضوء هذا الشعر فرداً
- وقد خلفت للغير الرمادا