الطفل
الطفل هو تلك الصفحة البيضاء التي تنقش عليه الدنيا تجاربها، ففي الطفل تجد البراءة والحب والبساطة والصدق والضحكة الجميلة والأمل، فالأطفال هم سر السعادة في الحياة وبلاهم لما كان للكون ألوان، فهم إشراقة الشمس وهم الفرح والسرور وهم البسطاء الذي يسعدهم كل ما هو بسيط، فعالم الطفولة عالم جميل ومليء بالألوان وفي هذه المقالة سنقدم لكم أجمل الكلمات المتنوعة التي قيلت بالطفولة.
أجمل ما قيل في الطفل
- كن راغباً في رؤية نور الطفل البريء الذي بداخلك.
- لا يحقدون ولا يحسدون وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون.
- وكيف لنا أن لا نقع في حب تلك المخلوقات الصغيرة.
- كل طفل فنان، المشكلة هي كيف يظل فناناً عندما يكبر.
- حتى الأطفال حين تحضنهم تشعر أنك أنت المحتاج إلى الحضن وليس هم.
- إنّ دموع الطفل لأشد إيلاماً من دموع الرجال.
- سلب كرامة الطفل يسوغ له عمل القبائح.
- اعطِ الطفل الحب والضحك والسلام.
- مهما كان الطفل كائناً ضعيفاً فهذا الضعيف هو الذي استطاع أن يجعل رجلاً و امرأة يعودان للحياة معاً.
- ليتني طفل لا يكبر أبداً فلا أنافق ولا أراهن ولا أكره أحداً.
- نريد أن ينشأ الطفل وهو يشعر أنّ القراءة مثل النوم والطعام والشراب، واللعب شيء يتكرر كل يوم.
- التحمل هو أول شيء يجب على الطفل تعلمه، وهذا هو أكثر شيء سيحتاج لمعرفته.
- الطفل الذي اقتصر تعليمه على المدرسة هو طفل لم يتعلم.
- يأتي الطفل فتأتي البهجة ويهل النور.
- إنّ تربية الطفل يجب أن تبدأ قبل ولادته بعشرين عاماً، وذلك بتربية أمه.
- ليس هناك مكان ينام فيه الطفل بأمان مثل غرفة أبيه.
- اللحم بلا ملح والطفل الذي لا تقومه يفسدان.
- الطفل الذي يعيش في أجواء الأمن يتعلم الثقة بالنفس.
- أعطني أربع سنوات لتعليم الأطفال والبذور التي سأزرعها سوف لن تقتلع.
- عندما أتحدث مع طفل يثير في نفسي شعورين: الحنان لما هو عليه، والاحترام لما سوف يكونه.
خواطر عن الطفولة
الخاطرة الأولى:
كبرنا وما زلنا نبحث عن الأمان، عن الصدق، عن الوفاء، عن قلوب صافية كقلوب الأطفال، قلوب صادقة لا تعرف الكره والحقد والخيانة والغدر، قلوب بريئة طاهرة نقية، نعم كبرنا لكننا ما زلنا نعشق الطفولة، ونتمنى لو يعود بنا الزمن كما كان، عندما يداعبنا الحنين إلى الماضي البعيد عن طفولة بريئة وأيام سعيدة، حينها تعرف أن هناك أيام لن ترجع وسنين قد مضت وأيام لن تأتي، وحينها تتذكر تلك السنين وتشعر برغبة قوية للعودة لها دون قيود ولا هموم، نعيش على براءة وطهارة قلوب أطفال في زمن بعيد، والآن أصبحنا كومة من الهموم والأوهام الزائفة، نعيش في حياة واحدة، مختلفين في تلك الظروف ضائعين لا نعرف أين ذلك الحنين.
الخاطرة الثانية:
في ضحكة الأطفال زرقة السماوات واتساع البحور ولمعان الأنجم وفيها سلسبيل يجري ورائحة الأرض لما زارها المطر، ما أعذب قلوبهم، طاهرة، صافية، نقية، صادقة لا يحملون الكره، لا يعرفون الحقد الابتسامة لا تفارقهم، حياتهم بسيطة أكل، ولعب، ونوم يريحهم من عناء اللعب بنظرة إلى أعينهم، نترجم معنى البراءة ما أروعه من معنى، يذيب قلوبنا، أحاسيسهم مرهفة وأحاديثهم مشوقة وتعاملاتهم محبة إن أسأت إليهم اليوم في الغد ينسون وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة ذلك لأن قلوبهم بيضاء لا تحمل على أحد، ما أجمل الطفولة تجد في ابتسامتهم البراءة وفي تعاملاتهم البساطة لا يحقدون ولا يحسدون وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون يعيشون يومهم بيومهم بل ساعتهم بساعة لا يأخذهم التفكير ولا التخطيط للغد ولا يفكّرون كيف سيكون وماذا سيعملون.
الخاطرة الثالثة:
سلام على عهد الطفولة إنّه أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة توفِّي جلال الطهر وردًا ومشربا فيا رب بارك بسمة الطفل كي نرى على وجهه الرّيان أهلاً ومرحباً، ويا رب كفكف دمعه برعاية ولطفك بالجسم الصغير إذا كبا وحببه للأجيال تحضن طهرَه وتقبس منه الطهر عطراً مطيبا ويا رب في بيتي عصافير دوحة فقلبي من خوف الفراق تشعبا أخاف على عش الطفولة جائراً.
قصيدة طفولة
الشاعر عبد الكريم معتوق المرزوقي، ولد عام 1963م في الإمارات العربية المتحدة وهو رئيس اتحاد وكتاب الإمارات ومن إصداراته رحلة الأيام السبعة، وديوان مناهل، وحكاية البارحة، ورواية حدث في إسطنبول، والسامري، ومجنونة، وديوان طوقتني، وأعصاب السكر، وقصائد قصيرة، أمّا قصيدته فقال فيها:
ما الذي أبكاكَ في هذا المساءْ
خشبُ السقفِ أم الألواحُ
أم أنَّ البكاءْ
دائماً يأتيكَ من غير اختيارٍ
كُلَّما جاءَ الشتاءْ
وتغنيتَ وكانَ البَرَدُ الشادي
على السقفِ غناءْ
إنني وحدي وظلِّي
خوفَ أن ينهارَ سقفُ البيتِ
للهِ أصلّي
والرجاءْ ..
أن يفي بالوعدِ هذا المطرُ الهاطلُ
فالأرضُ لهُ عَطْشى
وسقفُ البيتِ ماعادَ له حِملٌ
وقدْ كانَ الدعاءْ حينما مرَّ جفافُ الأرضِ بالأمسِ
وللأرضِ اشتهاءْ
للمراعي والبذورْ
وإذا ما أطْرَقَ الصيفُ على أوجاعِها العطشى
على أشدْاقها اخْضرَّتْ نذورْ
عَبَرَ الماءُ من السقفِ وثبنا بارتباكٍ
ثم سطَّرنا القدورْ
فوق فَرشِ البيتِ
فالصوفُ إذا ابْتَلَّ
تَمطى عَفَنَاً طعماً لذا كانَ البخورْ
في زوايا البيتِ في سعيٍ يدورْ
ولنا في كلِّ قدرٍ يمتلي بالماءِ والطينِ دُعاءْ
آه لو يقضمُ هذا المطرُ الهاطلُ
سَقْفَ الأغنياءْ
أينَ نُلقي الماءَ فالماءُ حصارْ
حولَ بيتً منه قد ضاقَ الجدارْ
فالتجأنا للسماءْ
بيدٍ مبتلةٍ بالماءِ والطينِ
وقد بانَ الضياءْ
من عيونِ السقفِ وانْزَاحَ العناءْ
فكأنَّ السقفَ أعمى
أبْصَرَ الآنَ وكانَ الكبرياءْ
لبقايا السقفِ في هذا الصباحْ
وكأن الغيمَ قد فرَّ من الشمسِ
على وعْدِ اللقاءْ
بغدٍ عْندَ المساءْ
قد أعادَ الماءُ طينَ الأرضِ للأرضِ
ولكنَّ البقاءْ
حَتَّمَ العودةَ أن نحملَ طينَ الأرضِ للسقفِ
وأنْ يبقى البناءْ
في صراعٍ
كلَّما جاءَ الشتاءْ
اللوحة الحادية عشرة
تلكَ كانت قِصصُ الجدِ وكانَ
الموقدُ الشّتويُّ نارْ
قسوةُ الأرضِ على الأهلِ
كإعصار البحارْ
كَمْ تصافحنا مع الدفءِ
تعانقنا على الجمرِ حصارْ
كانَ بردُ الخوفِ أقسى
منحَ الدفءَ فرارْ
تلكَ كانتْ قصصُ الجد لأيامِ العذابْ
كلَّما حدَّقَ فينا
أبْرَقتْ عيناهُ وانهارَ واكتئابْ
يَدهْ .. فصلٌ من الماضي
وعيناهُ كتابْ
نقرأُ الفاتحةَ الأولى
ونطوي صفحةً أخرى
من العمرِ المُذابْ
بينَ ملحِ البحرِ والشمسِ التي
أمْطَرتْ سُمرتها وجهاً فشابْ
قَبَل أن يدركَهُ الشيبُ
وصدرٌ .. يمضغُ التبغَ ويجتَرُ الشبابْ
تلكَ كانتْ قصصُ الجدِ وكانتْ
علْبةُ التبغِ كنعشٍ للحريقْ
يدهُ تمتدُّ باستحياء كالعذراءِ لمَّا
صادفتْ وجهَ غريبٍ في الطريقْ
فاستشاطتْ بالخطى راجفةً
ضاقتْ سماها من سماه
ليس إلا هو في هذا الطريقْ
ليس إلا هو لو تدنو خُطاه
كان جدي بارتعاشٍ يسحبُ العلبةَ
تهتزُ يداه
فترى الأمسَ بعينيهِ طَليقْ
غصَّ بالدُخَّانِ من فرطِ أساه
وعلى عينيهِ يخضَّرُ البريقْ
مدَّ للماضي ذراعاً احتواه
كانَ جدي يرصدُ الدُخَّانَ
كالفاقدِ جاه
اللوحة الثانية عشرة
لَمْ يَزَلْ وصفي لذاكَ اليومِ
وصفاً قَدَرياً للقدرْ
لم أزَلْ أعجزُ عن إيجادِ معنى
لارتسامِ الأمسِ في كلِّ أحاديثِ السمرْ
لانقضاضِ الوجهِ في كلِّ التعابيرِ
وفي كلِ التفاسيرِ أثرْ
لم أزلْ احتفظُ من جارتنا بعضَ الأحاديثِ
عن الألفةِ مازالَ صداه
عشتِ بعد المائة باثنينِ وعشرين تَقزَّمتِ
وصارَ القبرُ في حجمِ سجاجيد الصلاة
آه يا جارتَنا الأكبرَ من أيامنا عمراً
ويا جارتَنا الأصغرَ من أجسامنا حجماً
ويا سِرَّ الحياة
كم تحمَّلتُكِ في الليلِ دَليلاً
حينما نمشي على ضوء الفوانيسِ بلا أي حذرْ
وقطعنا خِرقْةَ الليلِ
وعادَ الرتقُ لليلِ فلمْ يَبق أثرْ
غير بعضٍ من خُطانا
عَبَرَتْ قَبْلَ قليلٍ
حينما الضوءُ عَبَرْ
وطوينا الدربَ بالضحكِ كَما تُطوى
السجاجيدُ من السطحِ إذا جاءَ الشتاءْ
ووصلنا بيتَ فطوم وقد كان العزاء
فيه من موتِ ابنها أحمد في البحرِ
وقدْ كان البكاءْ
في ازديادٍ مع كلِّ الداخلينْ
وتقلَّبْتِ على صدرِ النساءْ
تمسحينْ الدمعَ من عينِ وأخرى تحضنينْ
وتساءلتُ عن الحزنِ وقد كنتِ معي
قبلَ قليلٍ تضحكينْ
كانَ عمري وقتها تسعَ سنينْ
قالت الألفةُ بينَ الناسِ فأكْبُرْ
سترى الألفةَ نبراساً ودينْ
قد كبرتُ الآنَ
أيقنتُ الذي ضيعهُ الناسُ من الحبِ
فأشقاني اليقينْ
آه يا جارتَنا الأكبرَ من أيامنا عمراً
ويا جارَتنا الأصغرَ من أجسامنا حجماً
ويا بحرَ الحنينْ
آه لو عدتِ لنا الآن
فماذا تصنعينْ