محتويات
معنى كفّ الأذى
يجب على جميع الأشخاص التّحلي بالأخلاق الحميدة، والعادات الحسنة والراقية، والتي حثّنا عليها الدين الإسلاميّ، فقد دعا الدين إلى الأمور التي تجعل من الفرد المسلم شخصيّةً راقية ومهذبّة، وتجعل منه شخصاً محبوباً في المجتمع، ومن أهم هذه الأمور كفّ الأذى عن الناس.
يعرف كفّ الأذى بالابتعاد عن كافّة الأعمال التي تلحق الضرر والإساءة بالغير، سواءً كان الضرر مادّياً كالضرب، أو التكسير، أو الهدم، أو معنويّاً كالكلام الجارح، أو المهين، أو الكلام المؤثّر في النفس، كما يطلق على كفّ الأذى مصطلح السلام الاجتماعيّ، للدلالة على الحب والتواصل بين الناس، وكذلك تجنّب الكره بينهم.
ذُكر الكفّ عن الأذى في القرآن الكريم، لقوله تعالى:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [الأحزاب:58]، كما وردت أحاديث عديدة عن الحبيب المصطفى، تحثّ على الكفّ عن الأذى بجميع أشكاله، فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِي اللَّهم عَنْه (قالوا: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الإسلامِ أفضلُ؟ قال : مَن سلِم المسلمونَ من لسانِه ويدِه) [صحيح البخاري]، ذلك لأنّ الأذى يزرع البغضاء والكراهية والحقد بين الناس في المجتمع، وهذا ما يجنيه في الحياة الدنيوية، بالإضافة إلى الآثام والخطايا التي يحملها الشخص في الحياة الآخرة، لذلك يجب على المسلم التحلي باللسان الطيّب الحسن، وكسب الدنيا والآخرة في آنٍ واحد.
كفّ الأذى باليد واللسان
كفّ الأذى عن اللسان
من خلال الابتعاد عن الثرثرة والكلام الجارح، والذي يسبّب الألم للآخرين، وأخذ الحيطة والحذر من الغيبة والنميمة على الآخرين، وتجنّب نقل الحديث والكلام بين الأشخاص، والذي بدوره يعمل على خلق الفتن بينهم، وقد أدّى الأذى باللسان إلى التفرقة بين الأزواج والأهل والأقارب، ويجب على الشخص المسلم أن لا يتدخل في ما لا يعنيه، لأنّ هذه الأمور تؤذي الناس والمجتمع كله، بالإضافة إلى العداوات التي ينشرها بين الناس، وكسبه للآثام والخطايا.
تجنّب التهجّم على ممتلكات الآخرين
والاعتداء عليها، أو تخريبها، بغضّ النظر عن حجمها، سواءً كانت كبيرة أو صغيرة، فهي تعود بالضرر على أصحابها، كما أنّه لا يحقّ لأيّ شخصٍ بالاعتداء على الآخرين سواءً بالضرب، حتى لو كان لديه حق فيها، والابتعاد عن الإيذاء الجسدي، وأخذ حقوقه عن طريق القانون.
عدم تتّبع عورات الناس
تتّبع عورات الناس يعد من أبشع صور الأذى وأكثرها خطورة، بل يجب على الإنسان التستّر على عيب أخيه مهما كان، وأن يقدم النصيحة له، بدلاً من تتّبعها، وأن يساعده للابتعاد عن الأخطاء والعادات السيّئة.