سيدنا إبراهيم والكعبة
يرجع بناء الكعبة المُشرّفة لسيدنا إبراهيم رضي الله عنه وأرضاه وذلك استنادًا للنصّ القرآني: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾، وهذه إشارة واضحة لأوّل من قام ببناء الكعبة، كما وجاء بالمعجم الوسيط ومعجم المعاني أنَّ البيت الحرام بمكَّة أوّل بناء وضع للنَّاس من أجل العبادة؛ وهو مُكعَّب الشّكل رفع بناءه النَّبيّ إبراهيم عليه السَّلام بمكّة وجدَّدته قريش، وتسمَّى كذلك البيت العتيق، ومن مسمياته أيضًا بكّة، وقد أمر الله إبراهيم وإسماعيل رضي الله عنهما ببناء البيت؛ فكان إسماعيل يجلبُ الحجارة وسيّدنا إبراهيم يعمل بالبناء إلى أن أتمّا العمل على أكمل وجه.
تجديد بناء الكعبة
قد هُدمت بعض الأجزاء من الكعبة نتيجة السيول الدائمة في مكّة، وهذا ما دفع القبائل حينها إلى تجديد البناء وترميمه، وكان من هذه القبائل قبيلة " العمالقة "، وأيضًا بعد ذلك قامت قبيلة جرهم والتي يربطها بسيّدنا إسماعيل النسب بتجديد الكعبة المُشرفة، وقام كذلك قصيّ بن كلاب والذي يعود إليه في نسبه الرسول صلّى الله عليه وسلّم بتجديد البناء مرّة أُخرى، وعمل على تجديد بناء الكعبة الصحابيّ عبد الله بن الزبير، وتأتي هذه القصّة في أكثر من رواية؛ حيث إنَّ بعض الروايات تقول إنَّ هذا التجديد جاء بعد أنْ احترقت الكعبة خلال حصار الحجاج بن يوسف الثقفيّ للكعبة.
وبعض الرّوايات ذكرت أنَّ الكعبة قد احترقت بسبب عبد الله بن الزبير حيث كانت الريح قويّةً حينها، وكان هذا ليس متعمّدًا منه؛ إذ كان يتجسّس أخبار الحجّاج ليلًا، وأضاء سن رمحه، وأشعله بالنار، وطارت بعض الشرارات وأحرقت الكعبة، وغير هذه الروايات الكثير ممّن يتحدثون عن هذه القصّة إلَّا أنه من الثابت تجديد البناء في عهد عبد الله بن الزبير. قام الحجّاج بن يوسف بعد ذلك بتجديد أو تعديل البناء في عهد عبد الملك بن مروان " الدولة الأمويّة " ذلك لأنَّ الحجّاج رأى أنَّ عبد الله بن الزبير قد اجتهد وأحدث في البناء تجديدًا يُخالف البناء القديم فامره عبد الملك بأن يعيد البناء مرّةً أخرى.
الكعبة المُشرّفة في عهد العثمانيين وآل سعود
في عهد بني عثمان "الدولة العثمانيّة " حدث تصدّع في الكعبة فاهتمّ بذلك السلطان أحمد خان عام 1919م، من ثمّ تمّ تغيير الباب الرئيسي للكعبة في عهد الملك عبد العزيز، وبعد ذلك تتابعت فكرة التجديد والاهتمام بالكعبة المُشرّفة عند آل سعود أجمع.