إنّ نصرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من أهم أولويات المسلمين جميعاً، فمن ينصر رسول الله عليه الصلاة والسلام، ينصره الله تعالى ويسدد خطاه، وينير دربه، ويهديه، خصوصاً مع كثرة الأخطار المحدقة في رسالة الإسلام، والتي تحاول تشويه صورة أشرف الأنبياء والمرسلين، والتي تديرها الكثير من جماعات التضليل والكذب على رسول الله، لذلك اصبحت نصرة الرسول بمثابة فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة.
إنّ نصرة الرسول الكريم لا تكون بالكلمات فقط، وإنّما تكون باتّباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وتنفيذ أوامره ووصاياه، والسير على عهده في نشر دعوة الإسلام الخالدة، والتقيد بأمور الدين الحنيف والتعاليم التي جاء بها عليه السلام؛ لأنّ نصرة الرسول تتطلب منا أن نكون قدوة حقة لغيرنا، كي نكون خير خلف لخير الأنبياء والمرسلين فالمسلمون هم أمة محمد، ويجب علينا أن نكون جميعاً بحجم هذا الاسم.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عن نصرة نبيه محمد: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) [التوبة: 40]، وهذا دليل على أنّ الله سبحانه وتعالى تكفل بنصرة نبيه حتى وإن تخلى عنه الجميع، فالله تعالى وعد نبيه الكريم بالنصر، والثبات، والسكينة، لذلك فإنّ نصرة الرسول تعتبر من الأشياء التي نتقرب بها إلى الله تعالى، ولأنّ الله غالب على أمره، فكلّ من يحاول أن يشوه سيرة النبي الكريم العطرة سواء بالكلمات أم بتزوير الحقائق، أم بالتشكيك في رسالته أم بالرسومات المسيئة سينال عقابه في الدنيا والآخرة.
نستطيع أن ننصر رسول الله بأن نحفظ أحاديثه النبوية الشريفة وأن نطبقها، وأن نُحيي السنن النبوية المهجورة التي كان عليه السلام يفعلها دوماً؛ كأداء صلوات النوافل، مثل صلاة الضحى، والصلاة جماعة في المسجد، واستخدام السواك لتطهير الفم، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعطف على الأيتام، وعيادة المريض، وإماطة الأذى عن الطريق، وقيام الليل، وصوم الأيام البيض من كلّ شهر، وغيرها الكثير من السنن التي تمثل اقتداءً ونصرةً لنبينا وحبيبنا محمد.
نستطيع أن ننصر الرسول عليه السلام، بأن ننشر سيرته بين الناس، وأن نوضح للعالم أجمع أخلاق نبينا محمد، وكيف أنّه كان يُلقب بالصادق الأمين، حتى في أيام جاهلية العرب، وأن نزيل جميع التشويهات التي يتعمد الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة إلصاقها بالنبي الكريم، وأن نستخدم الحكمة والموعظة الحسنة في نصرته، وأن نبتعد لكل ما يسيء إلى صورة الإسلام السمحة، فالإسلام هو انعكاس لأخلاق المسلم، وامتداد لرسالة النبي عليه الصلاة والسلام.