أهمية الحوار

كتابة - آخر تحديث: ٠:١٨ ، ١٠ يوليو ٢٠١٧
أهمية الحوار

الحوار

إنّ الحوار لغة من المحاورة وهي مراجعة الكلام، والمنطق، والمخاطبة، ويأتي الحوار بمعنى النقصان أيضاً، وتحاوروا أي راجعوا الكلام بينهم، واستحاره أي استنطقه، أما اصطلاحاً فهو الكلام المتبادل بين طرفين مع تقديم الأدلة المقنعة من أجل تقريب وجهات النظر بينهما، وقد وردت كلمة الحوار في القرآن الكريم في عدة مواضع، قال تعالى: (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [الكهف: 34]، وسنعرفكم في هذا المقال على أهمية الحوار، وآدابه.


معلومات عن الحوار

أهمية الحوار

يُعتبر الحوار الطريق الوحيد الذي يتم استخدامه من أجل إقناع الطرف الآخر المخالف، فهو المفتاح لإقناعه بالرأي الصائب، كما يعد أسلوباً للتواصل، والتفاهم بين الناس، وطريقاً للتعرف على بعضهم، وهو منهج الإصلاح، والدعوة في المجتمع، ووسيلة التربية، والتعليم للأبناء، وهو نقطة الالتقاء، والتقارب بين الأفراد.


للحوار دور بارز في إنهاء الحروب بين الناس، فلولاه لانتشر الفساد، ولتصرف الأفراد بتسرع وتهور، فهو الطريق التي يتم إظهر الحق خلاله دون حدوث خسائر، أو إهانة لأحد من الطرفين.


آداب الحوار

  • أن تكون نية المتحاورين من الحوار إظهار الحق، لا إظهار النفس والهوى، فهناك البعض يتحاورون من أجل السمعة، والجدل، وليُقال عنهم بأنّهم محاورين جيدين، ولإضاعة تاوقت، والانتصار للباطل مع علمهم به، فهذا الحوار لا فائدة منه، ويُنصح بالابتعاد عنه، فيجب أن تكون النية إرضاءً الله تعالى بإعلاء كلمة الحق أياً كان صاحه، فالأفكار السليمة لا تُحصر بأحد مُعين، فهي عطية من الله تعالى يُعطيها لمن يشاء من عباده، فقد يكون الحق معك مرة، ومع غيرك مرات أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه مسلم: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى) [صحيح].
  • أن يكون المتحاور مُتواضعاً وذا خلق حسن، فيعرض آراءه وأفكاره بطريقة جميلة، فكلما انتقى المُحاور كلمات سهلة وألفاظاً جميلة زادت احتمالية اتباع رأيه والاقتناع به، وكلما كان المُحاور مُترفعاً عن الناس وفخوراً بقوله كلما مال قلب السامع عنه، قال تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18]، وتتفاوت القدرات العلمية من فرد إلى آخر، فمن يمتلك علماً أعلى من الآخر عليه أن يعطف عليه في الحوار، ولا يتعالى عليه، ويُراعي هذه النقطة جيداً.
  • أن يستمع المحاور لغيره جيداً، فالحوار لا ينحصر بطرف آخر دون غيره.
  • أن يكون المُحاور ذا علم، فالعلم شرط رئيسي لنجاح الحوار، فبدونه يُصبح الحوار ضعيفاً لا فائدة منه، فيجب الحرص على عدم التحاور في موضوع لا يعرفه المتحاورين.
  • أن يُبنى الحوار على الأدلة، والبراهين العقلية الصحيحة، ويجب الابتعاد عن الأدلة الظنية الغير متواجدة في الواقع، أو المجهولة المصدر.
1,564 مشاهدة