محتويات
شعار التوحيد
ممّا تميّزت به أمّتنا الإسلاميّة بأنّها كانت الأمّة الوحيدة التي رفعت شعار التّوحيد وهو لا إله إلا الله، ليكون عنواناً لها في الحياة وواقعاً في سلوكها وعملها وتعلّق قلبها واعتقادها، فالمسلم حينما يردّد لا إله إلا الله فإنّما يثبت أن لا شريك لله ولا نداً ولاخالقاً سوى الله تعالى.
كلمة التّوحيد فيها نفيٌ وإثبات، فأمّا النّفي فهو نفي الألوهيّة عن غير الله، وأمّا الإثبات فهو في استثناء الله تعالى وحده عن غيره باستحقاق الألوهيّة، وإنّ غير المسلم يتكلّم بهذه العبارة الجليلة لتكون مفتاحاً له لدخول هذا الدّين العظيم بحيث يصبح مسلماً كغيره من المسلمين، له ما لهم من حقوق وعليه ما عليهم من واجبات، وإنّ كلمة التّوحيد لها شروطٌ معتبرة حتّى تتحقّق معانيها وتظهر أسرارها وثمارها في حياة المسلم، فما هي شروطها ؟
شروط لا إله إلا الله
هناك شروط معينة لكلمة التوحيد وهي:
العلم
يجب أن يكون المسلم عالماً بعبارة لا إله إلا الله علماً ينفي عنه الجهل بها، وهذا العلم يتضمّن معرفة هذه العبارة وما تتضمنّه من معانٍ، وفي الحديث الصّحيح عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن من كان عالماً عند موته بكلمة التّوحيد دخل الجنّة.
اليقين
ينبغي على من علم كلمة التّوحيد أن يراعي مسألة اليقين بها، واليقين ينافي الشّكّ المذموم، ومعنى أن يكون موقناً بها أي أن يكون معتقداً بها اعتقاداً قلبياً صادقاً، وإنّ اليقين بكلمة التّوحيد يؤدي بالمسلم إلى الجنّة بلا شك، بينما يكون الشّكّ فيها مفتاحاً للنّفاق، حيث إن المنافقين في الدّرك الأسفل من النار والعياذ بالله.
القبول
من شروط لا إله إلا الله أن يقبل بها الإنسان ويرضى بها، والقبول هو خلاف الرّفض حيث كان من عادة الأقوام السّابقين الذين عذّبوا أن يدعوهم أنبياؤهم إلى قبول تلك الكلمة والإيمان بها فيرفضون ذلك ويصرّون على البقاء على شركهم وضلالاتهم.
الانقياد
لا يكفي المسلم أن يعلم بكلمة لا إله إلا الله وأن يوقن بها ويقبلها بدون العمل بمقتضاها وما تستلزمه من منهجٍ في الحياة، فمن اعتقد بها انقاد لها، والانقياد هو الخضوع والطّاعة لكلّ ما أمر به الله تعالى وأوجبه، والبعد عن كلّ ما نهى عنه الله تعالى، وفي الحديث الصّحيح عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام قوله: ( لا يؤمن أحدكم حتّى يكون هواه تبعاً لما جئت به ).
شروط أخرى
- الصّدق: هو أن يكون الإنسان صادقاً في هذه الكلمة والصّدق ينافي الكذب والنّفاق.
- الإخلاص والمحبّة: أن يكون الإنسان مخلصاً لله في اعتقاده لكلمة التّوحيد بترك الأعمال والأقوال التي تشوب هذه العبارة؛ لتكون صافيةً نقيّة، وكذلك حبّ الله ورسوله أكثر من غيرهما وحبّ المؤمنين الموحدين وموالاتهم.