التوحيد
يردّد المسلم في يومه عبارة: لا إله إلا الله كثيراً، سواءً كان ذلك في ذكره وتسبيحه لله أو كان ذلك في ألفاظ الأذان التي نعرفها، وهذا هو معنى التوحيد الخالص لله وفريضة على المسلم أن يعتقد به، ويتلفظ بكلمات التوحيد؛ لأنَّه قوام إيمانه، وصحّة عقيدته، وأنس وسعادة حياته، فواجب المسلم أن يردد لا إله إلا الله موقناً بمعناها محقّقاً في نفسه شروطها، وفيما يأتي ذكر لمعنى: لا إله إلا الله وعرض لشروطه وأختم بذكر واجبنا نحوه.
معنى لا إله إلا الله
التوحيد القائم على لا إله إلا الله معناه: لا معبود بحق إلا الله فالله لغة من المألوه، والمألوه هو المعبود، فلا إله بحق إلا الله وهذا هو توحيد الألوهيَّة، وهو يبني على توحيد الربوبيّة الذي يعني: الاعتقاد بأنّ الله وحده هو الخالق، والمسيطر، والمدبِّر في هذا الكون، فما دام الله هو الخالق، فهو وحده المستحق لكل صور العبادة، والتوكل، والدعاء، والخوف، والرجاء، والحاكميّة، وغير ذلك، من مستلزمات توحيد الألوهيَّة، فالعلاقة بين توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهيَّة علاقة تكامليّة، لا يصح أحدهما دون الآخر.
شروط لا إله إلا الله
لا يقصد بالتوحيد فقط التلفظ بلا اله إلا الله مع أنَّ هذا التلفظ مطلوب، لكن يقصد العمل بمقتضاها، والاعتقاد بمضمونها، وفق شروط، منها:
- العلم والإدراك لمعناها فمعناها يتضمن نفي وإثبات، نفي للألوهيّة لغير الله، وإثباتها لله سبحانه.
- اليقين المنافي للشك لهذا المعنى، فلا يخالط المسلم أيُّ شكٍ أنَّ الله وحده هو المستحق للعبادة، بكل صورها، من صلاة وصيام، وخوف وتوكل، ورجاء، وغير ذلك.
- القبول والرضى، والإذعان لما تضمنته هذه العبارة من أحكام ومستلزمات، يتعيّن القيام بها، كوجوب تحكيم شرع الله مثلاً.
- الإقرار بها باللسان مع موافقة القلب لذلك.
- الانقياد لما تضمنته هذه العبارة من أحكام، بشكل كامل غير منقوصٍ، ومن غير انتقائيَّة بدافع الهوى والمصلحة.
- الصدق، بأن يوافق لسانه قلبه في هذا الإقرار، وإلاَّ انطبق عليه وصف النفاق الذي هو إظهار الإيمان، وإخفاء الكفر.
- الإخلاص، وذلك أن يقصد بها وجه الله وحده عند التلفظ بها.
- المحبَّة لهذه العبارة، ولما تتضمنه من مقتضيات ومستلزمات، ولأهلها، وهم المؤمنون الملتزمون بها.
- تحقيق عقيدة الولاء والبراء من خلالها وعلى ضوئها، فيكون ولاؤه لله، ولرسوله، وللمؤمنين، ويكون براؤه من الكفر وأهله.
إنّ للعمل بمقتضى عبارة التوحيد الخالص:لا إله إلا الله أثرٌ عظيم في سلوك المسلم، وفي حياته بشكل عام، يظهر في استقامة سلوكه في شتّى المجالات ومختلف الميادين، وله أثر كذلك على الأمّة الإسلاميّة بشكلٍ عام، يظهر في استقرار الأمّة، ورفعتها وعزتها، وعلو شأنها بين سائر الأمم.