محتويات
وقت قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة
قراءة سورة الكهف لم تحدّد بزمنٍ، إنّما تكون في أي وقتٍ من يوم الجمعة، سواءً أوّل اليوم، أو آخره، أو أوسطه، دون تحديد أي مكانٍ، فتصحّ في المسجد، أو في الطريق إليه، وغير ذلك من المواضع، ويُعرف اليوم في الاصطلاح الشرعيّ ويُقدّر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إلّا أنّ وقت استحباب قراءة سورة الكهف يبدأ من ليلة الجُمعة، أيّ مساء يوم الخميس.[١][٢]
فَضْل قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة
تترتّب على قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة العديد من الفضائل، فيما يأتي بيان البعض منها:
- سُورة الكهف نورٌ لمن يقرأها، وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تدلّ على ذلك؛ منها: ما ورد عن أبي سعيد الخُدريّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ، و مَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ)،[٣] وما أخرجه السيوطيّ في الجامع الصغير: (من قرأ سورةَ الكهفِ يومَ الجمعةِ أضاء له النُّورُ ما بينَه وبين البيتِ العتيقِ)،[٤] وسورة الكهف نورٌ بين الجُمعتين، كما ورد عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بين الجمُعتَينِ).[٥][٦]
- تُستحبّ قراءة سورة الكهف كلّ يوم جُمعة، فقد كان الصحابيّ الجليل عبدالله بن عمر يقرؤها؛ لِما لها من الثواب والأجر الكبير، إلّا أنّ أغلب الأحاديث التي وردت في بيان فَضْل قراءتها ضعيفة الإسناد، ولكن يُؤخذ بها في فضائل الأعمال، كما أنّها تدعم بعضها الآخر، ولذلك فإنّ قراءة سورة الكهف يوم الجُمعة سنّةٌ.[٧][٨]
- سورة الكهف نورٌ يُضيء للمسلم طريق الهداية، فهي تكفّ المسلم عن المعاصي والآثام، وتُرشده إلى طريق الخير والصواب، وقد تكون نوراً حقيقياً حسيّاً، كما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجمُعةِ سطَعَ له نورٌ من تحتِ قَدَمِه إلى عَنانِ السماءِ يُضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفِرَ له ما بينَ الجمُعَتَينِ).[٩][١٠]
- سورة الكهف تحمي وتقي قارئها، وتحفظه من فتنة المسيح الدجّال، وذلك بحفظه لأوّل عشر آياتٍ منها، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تؤكّد ذلك؛ منها: ما ورد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)،[١١] وما أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه بحديثٍ طويلٍ يتعلّق بالدجّال: (فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ)،[١٢] وقبل إنّها آخر عشر آياتٍ من سورة الكهف، كما ورد في الرواية التي أخرجها ابن حبّان: (مَن قرَأ عَشْرَ آياتٍ مِن آخِرِ الكهفِ عُصِم مِن الدَّجَّالِ).[١٣][١٤]
سُنَن وفضائل يوم الجُمعة
تترتّب العديد من الفضائل على يوم الجُمعة، فله مكانةٌ عظيمةٌ في قلوب المسلمين؛ فهو يوم عيدٍ، وقد اختصّ الله -تعالى- به أمّة محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام- عن غيرهم من الأُمم، وقد بَيَّن ذلك الإمام مسلم في صحيحه بِما رواه أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (نَحْنُ الآخِرُونَ، ونَحْنُ السَّابِقُونَ يَومَ القِيامَةِ، بَيْدَ أنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الكِتابَ مِن قَبْلِنا، وأُوتِيناهُ مِن بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هذا اليَوْمُ الذي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنا، هَدانا اللَّهُ له، فالنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ، اليَهُودُ غَدًا، والنَّصارَى بَعْدَ غَدٍ)،[١٥] وما رواه حُذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- بما يتعلّق في تفرّد المسلمين بيوم الجُمعة، فقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ)،[١٦] كما تفرّد يوم الجُمعة عن غيره من الأيّام بالعديد من الخصائص؛ فقد روى أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ)،[١٧] ويُستجاب الدُّعاء يوم الجُمعة في ساعةٍ اختصّها الله -تعالى- لعباده، جعلها لقبول الدُّعاء، وقضاء الحاجات، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).[١٨][١٩]
والجدير بالمسلم الاجتهاد في العديد من الطاعات؛ كالصلاة والسلام على النبيّ محمّدٍ -عليه الصلاة والسلام-، وتلاوة القرآن الكريم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ فأَكْثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ)،[٢٠][٢١] بالإضافة إلى ما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أكثِروا الصَّلاةَ عليَّ يومَ الجمُعةِ و ليلةَ الجمُعةِ ، فمَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليهِ عَشرًا)،[٢٢][٢٣] كما أخرج الإمام البُخاريّ في صحيحه فيما يتعلّق ببيان فَضْل يوم الجُمعة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بَابٍ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ).[٢٤][٢٥]
المراجع
- ↑ "وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة"، ar.islamway.net، 4-2-2015، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2020. بتصرّف.
- ↑ عبدالعزيز بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 291-292، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2651، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 8913، حسن.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي سعيد الخدريّ، الصفحة أو الرقم: 8910، صحيح.
- ↑ أحمد متولي، 30 فضيلة من فضائل يوم الجمعة، صفحة 38-39. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 291، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 428، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1/366، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1127، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 809، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاريّ، الصفحة أو الرقم: 2937، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 786، أخرجه في صحيحه.
- ↑ ماجد البنكاني، تحذير الخلان من فتنة آخر الزمان المسيح الدجال ، صفحة 91-92. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 855، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 856، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 854، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 935، صحيح.
- ↑ عبدالله الفوزان، الأحاديث الواردة في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، صفحة 10-11. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم: 499، إسناده صحيح.
- ↑ "أفضل أعمال يوم الجمعة"، www.islamweb.net، 9-2-2011، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1209، حسن.
- ↑ وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ، الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ (الطبعة الرَّابعة)، سوريا-دمشق: دار الفكر، صفحة 1326، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3211، صحيح.
- ↑ محمد البخاري (1422هـ)، صحيح البخاري (الطبعة الأولى)، لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 111، جزء 4. بتصرّف.