المركبات الفضائية
تعتبر المركبات الفضائية كسفينة مأهولة غالباً برائد فضائي أو أكثر تنطلق نحو الفضاء الخارجي من خلال صاروخ قوي ينطلق بها من الأرض، والتي يتمكّن بفضلها من الوصول إلى القمر، كما يحمل الرائد الفضائي في رحلته في المركبة الفضائية معدات متخصصة تساعده على العيش في الفضاء والقيام بما هو مطلوب منه بواسطتها، وتنطلق المركبة الفضائية متألفة من ثلاثة أقسام رئيسية وهي المركبة نفسها التي تطوف في الفضاء، وخزان خارجي خاص للوقود السائل، وأخيراً صاروخان بالوقود الصلب للدفع.
إنّ هناك اهتماماً كبيراً في المركبات الفضائيات والضغط الجوي بواسطة طب الطيران، حيث يركز هذا الفرع الضوء على ما يتعرض له الإنسان من تأثر في عوامل التسارع؛ نظراً لما يسببه الارتفاع الشاهق من مشاكل خطيرة على حياة الإنسان.
الضغط داخل المركبة الفضائية
عند بدء ارتفاع المركبات الفضائية إلى أكثر من 10 آلاف قدم تبدأ كميات الأكسجين والضغط الجوي بالتناقص تدريجياً؛ لذلك فإنّ أعراض نقص الأكسجين والضغط الجوي تبدأ بالظهور على الإنسان، حيث يصبح الإنسان أكثر عرضة لفقدان حياته بعد بلوغه ارتفاع يتجاوز 50 ألف قدم حتى لو تنفس بنسبة 100% من الأكسجين، لذلك يتطلب منه الأمر ارتداء بزّته الفضائية المزودة بإمداده بالقدرة على تحمل الانخفاض الكبير الذي يطرأ على الضغط الجوي ودرجات الحرارة والأكسجين في الارتفاعات، فعندما يصل رائد الفضاء إلى ارتفاع 40 ألف قد ينخفض الضغط الجوي للأكسجين بشكل تلقائي وبسرعة عالية ما يشكل خطورة على الحياة، أما الارتفاع الحرج فإنّه يعتبر في حال وصوله إلى 87مم/زئبق.
يرتبط الضغط الجوي في المركبات الفضائية ارتباطاً وثيقاً بنقص الأكسجين؛ إذ أن نسبة تركيز الأكسجين في دم رائد الفضاء داخل المركبة ترتفع تلقائياً عند تجاوزه ارتفاع يعلو عن 10 آلاف قدم، أي أكثر من 16 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر، فيرتفع ضغط الدم وتزداد سرعة الدورة الدموية، فقد يفقد الإنسان وعيه وحدوث خلل تام في الجهاز العصبي.
حالة المركبة الفضائية من الداخل
تعيش المركبة الفضائية من الداخل حالة من الجاذبية الصغرى فور دخولها في مدار فضائي، إذ تبدأ محتويات المركبة بالسقوط تلقائياً نتيجة انعدام الوزن داخل المركبة، لذلك فإنّ هذه الحالة تعرف بالجاذبية الصفرية أيضاً، ويكون السقوط نحو الأرض وليس بشكل عشوائي، ويشار إلى أنّه لتفادي هذه الحالة يُلجأ إلى ضخ غاز في مستودعات الوقود بضغط عالٍ ليؤدي إلى عدم ارتفاع الهواء الساخن، إنّما تُنشط دورة الهواء عبر المراوح، فتبدأ جسيمات الغبار والماء بالانتشار في القمرة وتتجمع في مرشحات المراوح.