المفاهيم الفلسفية
تكوّنت المفاهيم الفلسفية بفعل علاقة الذات بالموضوع، وعلاقة الذات بالذوات الأخرى، ويُعزى تعدّد المفاهيم الفلسفية إلى تعدد العقل الفردي. ويُعدّ المفهوم محوراً مهمّاً وأساسياً في قضايا الفلسفة.
مجزوء المعرفة
يُعتبر الإنسان كائناً معرفيّاً ومنتجاً للمعرفة، وكانت الحقيقة هي الغاية العليا لكل عملية معرفية، وقد شغل هذا الأمر حيّزاً من التفكير الفلسفي واشتغل عليه الفلاسفة في أبحاثهم ونظرياتهم، لذلك حاولت الفلسفة صياغة قضايا المعرفة بشكل يسمح بفهم الشروط التي تقوم عليها، ولذلك عمل الفلاسفة على ابتكار مَناهج عقليّة تنتج معرفةً بأشياء تختلف عن المعرفة السائدة، وهي مناهج تستند إلى حجج وبراهين عقلية، وقسّمت إلى أقسامٍ عدّة.
أقسام مجزوء المعرفة
- النظرية: هي القوانين والافتراضات والمفاهيم التي تؤسّس نسقاً كاملاً لتفسير ظاهرة في مجالٍ معيّن.
- التجريب: هي اللحظة التي يتمّ فيها اختبار الفرضيات، وهي لحظة ذات ارتباط بالواقع فيما يُشبه آلة التصوير أثناء مُعاينة الظاهرة؛ بحيث تنقل ما هو موجود في الطبيعة كما هو.
- العقلانية العلميّة: هي مَعرفة تنظم عالم الأشياء ضمن علاقات منطقية ورياضيّة وتقول بأولوية العقل، وتقسم ضمن نطاقين: الأول: إنّ التجربة تحدد النظرية، والثاني إنّ النظريّة هي من تُحدّد التجربة.
- المِعيار: هو مِقياس تمييز الصواب عن الخطأ، والفضائل عن الرذائل، والجميل عن القبيح، وتُقسم إلى معايير قابلة للتجريب، ومعايير قابلة للتكذيب.
- الحقيقة: يُعتبر مفهوم الحقيقة هو المفهوم المحوري في التفكير الفلسفي، وهي مطابقة التصوّر للواقع.
- العلوم الإنسانية: هي العلوم التي تهتم بالإنسان كموضوع للدراسة وذلك للكشف عنه بأبعادة المختلفة، وتعتبر العلوم الإنسانية ذات وضعية أكثر تعقيداً من التجريبية لأن الذات تلاحظ نفسها وغيرها، وكذلك تجرب على نفسها وعلى غيرها، وبها يتمّ التداخل بين الذات والموضوع في العلوم الإنساينة.
- الظاهرة الإنسانية: تختص هذه الظاهرة بالإنسان، وتنجز عنه عدّة ظواهر تتلخص بثلاث ظواهر وهي( اجتماعية، وتاريخية، ونفسية )لأنه كائنٌ يؤثر ويتأثر، ويتفاعل مع الزمن والمكان.
- المعرفة: هي النشاط العقلي الذي تدرك من خلاله الذات أمراً ما ، وهي العلاقة بين الذات العارفة والقضيّة المعروفة على أنّها صحيحة.
- الرأي: هي المعرفة العامية التي تخضع للمعتقدات السائدة، ويغلب عليها الظنّ في العادة.
إشكالات مجزوء المعرفة
طرحت عدّة إشكالات حول هذا المبحث مثل: إمكانية المعرفة، ومعاييرها، ووظيفتها، ومصدرها، وطرق إنتاجها والوصول إليها، وفيما يتعلّق تحديداً بعملية إنتاج هذة المعرفة يتم التمييز بينها عبر ثلاثة عناصر تتلخص بـ: منهج المعرفة، والذات العارفة، وموضوع المعرفة، وقد طُرحت هذه الإشكالات حول مجزوء المعرفة على ثلاث مستويات وهي:
- مستوى المعرفة بمعناها الفلسفي العام أي الحقيقة.
- مستوى المعرفة بمجال العلوم.
- مستوى المعرفة بمجال العلوم الإنسانية.