أهمية اللغة العربية
تحتلّ اللغة العربية أهمية كبيرة عند المسلمين؛ فهي لغة مصادر التشريع الإسلامي القرآن والسنة النبوية، ولا تجوز الصلاة في الإسلام إلا بإتقانها، ومع انتشار الإسلام وحضارته ارتفعت مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة، والعلم، والأدب لفترة طويلة في الأراضي التي كانت تحت حكم المسلمين، كما أثّرت على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلاميّ، كاللغة التركية، والفارسية، والأردية،[١] وقد اكتسبت اللغة العربية أهميتها ممّا يأتي:[٢]
- تتميّز اللغة العربية بالبيان والبلاغة، وعليه فالقرآن لم ينزل إلا بها؛ قال تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)،[٣] فمثلاً كلمة السيف في اللغة الفارسيّة تقتصر على معنى واحد، بينما في اللغة العربية فيوجد عدّة معانٍ تدلّ عليه.
- تقيم اللغة العربية الحجّة على الناس، فلا يجوز للإنسان أن يشهد بالله دون فهمه لما يشهد به؛ لأنّ العلم شرط من شروط الشهادة؛ حيث قال الله تعالى: (وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ).[٤]
- اعتياد التكلّم باللغة العربية يؤثّر على العقل، والخلق، والدين.
- اللغة العربية مصدر عزّ للأمة، وتعدّ مقوّماً أساسيّاً من مقوّماتِ الأمة الإسلاميّة.
العربية لغة الابتكار والتجديد
تمتاز اللغة العربية بقدرتها على التكيّف والإبداع في مختلف العلوم: كالهندسة، والجبر، والطبّ، والفنون، والتجارب العلميّة، بالإضافة إلى ما وصلت إليه من الإبداع في مجالات الأدب والتأليف حيث استطاع الكثير من العلماء أن يكتبوا عدّة مؤلفات في فنون مختلفة، ومن أبرز أمثلة هذا النمط كتاب العلامة اليمنيّ إسماعيل بن أبي بكر بن المُقرئ (عنوان الشرف الوافي في علم الفقه والعروض والتاريخ والنحو والقوافي)، إذ لا تزال اللغة العربية لغة العلم، والثقافة، ووسيلة التواصل في العصر الحديث؛ فهناك جامعات سورية تتبنّى اللغة العربية في جميع كلياتها بما فيها كلية الطبّ.[٥]
تطوّر اللغة العربية
كانت اللغة العربية تكتب غير منقوطة وغير مشكولة بالحركات حتى منتصف القرن الأول الهجريّ، فعندما دخل أهل الأمصار في الإسلام واختلط العرب بهم، ظهر الخوف على القرآن الكريم من التحريف، فتوصّل أبو الأسود الدؤَليّ إلى طريقة لتشكيل كلمات المصحف، فوضع نقْطة فوق الحرف لتدلّ على الفتحة، ونقْطة تحته لتدلّ على الكسرة، ونقطة على شِماله لتدلّ على الضَمة، ونقطتين فوقه، أو تحته، أو عن شماله لتدلّ على التَنوين، وترك الحرف الساكن دون نقاط، ولكن هذا التشكيل لم يكن يُستخدم إلا للقرآن الكريم.[١]
وفي القرن الثاني الهجري قام الخليل بن أحمد بوضع طريقة أخرى، فوضع ألفاً صغيرة فوق الحرف لتدلّ على الفتحة، وياء صغيرة تحت الحرف لتدلّ على الكسرة، وواواً صغيرة فوق الحرف لتدل على الضمة، وكان يكرر الحرف مرتين في حال التنوين، ومن ثمّ تطورت هذه الطريقة للشكل المتعارف عليه اليوم، أمّا تنقيط الحروف فتمّ في عهد عبد الملك بن مروان، حيث قام عاصم الليثيّ، ويحيى بن يعمر العدواني، بترتيب الحروف بشكل هجائيّ، وتركا الترتيب الأبجدي، وقد دخلت اللغة العربية العالمية في الثلث الأخير من القرن الأول الهجري، عندما انتقلت مع الإسلام إلى المناطق المجاورة للجزيرة العربية، حيث أصبحت لغة رسمية في تلك المناطق، وأصبح استخدامها يدلّ على الرقيّ والمكانة الاجتماعيّة، وقبل نهاية العصر الأُمويّ دخلت اللغة العربية مجال التأليف العلميّ بعد أن كان تراثها مقتصراً على الشعر.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت راغب السرجاني (6-8-2008)، "اللغة العربية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
- ↑ صادق محمد الهادي (19-11-2011)، "أهمية اللغة العربية ومميزاتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 195.
- ↑ سورة يوسف، آية: 81.
- ↑ أحمد فال بن أحمد (30-5-2010)، "مكانة اللغة العربية وأصالتها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2018. بتصرّف.