محتويات
الإسهال
يُشير مصطلح الإسهال (بالإنجليزيّة: Diarrhea) إلى الحالة الطبية التي تتمثّل بخروج البُراز المائي أو الرّخو ثلاث مرات على الأقل في اليوم الواحد، وقد يُصاحبه الشعور بالانزعاج وعدم الرّاحة في بعض الحالات، ومن الممكن أن يؤدي إلى الجفاف، وتحدث حالة الإسهال بوجود عوامل أو أسباب مُعينة تحول من قدرة الجسم على امتصاص الماء الموجود في الأمعاء؛ سواء الأمعاء الدقيقة أو الغليظة المعروفة بالقولون،[١][٢] وتتعدد أنواع الإسهال حيث إنّها تُصنّف إلى كلٍّ من الإسهال الحاد (بالإنجليزية: Acute)، والمستمر (بالإنجليزية: Persistent)، والمزمن (بالإنجليزية: Chronic)، ويتمثل النوع الحاد باستمرار الإسهال لمدةٍ تتراوح ما بين يوم إلى يومين ويختفي بعد عدة أيام دون الحاجة لعلاجه، ويُعد النوع الأكثر شيوعاً، في حين أنّ الإسهال المستمر يمتد حدوثه لعدّة أسابيع؛ وعادةً ما تتراوح مدّته بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، أمّا الإسهال المزمن فهو النّوع الذي يستمر لمدةٍ تزيد عن أربعة أسابيع، أو الإسهال الذي يتكرر حدوثة بانتظام لفترةٍ طويلةٍ من الزّمن.[٣]
أسباب الإسهال
يحدث الإسهال غالباً عندما يُفرز الجسم سائلًا إضافيًا في الأمعاء أو كما ذُكر سابقاً عندما لا يُمتص السائل من محتويات الأمعاء، الأمر الذي يؤدّي في كلتا الحالتين إلى إنتاج بُراز سائل، وسيتمّ بيان أسباب الإسهال بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي.[٤]
الإسهال الحاد والمستمر
فيما يأتي ذِكر للأسباب الأكثر شيوعاً التي تؤدّي إلى الإصابة بالإسهال الحاد والمستمر:[٥][٦]
- العدوى: قد يحدث الإسهال بسبب ثلاثة أنواع رئيسية من العدوى، نذكرها كما يأتي:
- العدوى الفيروسيّة، إذ تُسبب الإصابة بمُعظم حالات الإسهال؛ ومن الأمثلة على ذلك العدوى بفيروس نوروفيروس (بالإنجليزية: Norovirus) أو فيروس العَجَلِيَّة المعروف أيضًا بفيروس روتا (بالإنجليزية: Rotavirus)، كما يُعدّ التهاب الأمعاء والمعدة الفيروسي (بالإنجليزية: Viral gastroenteritis) من الأسباب الشائعة للإصابة بالإسهال الحاد، وعامةً يستمر الإسهال الناجم عن العدوى الفيروسيّة لمدةٍ زمنية تتراوح بين ثلاثة إلى سبعة أيام تقريباً، ويُرافقه أعراض تتراوح شدّتها بين الخفيفة والمعتدلة، وتترتبط أعراض هذه الحالة بتكرار حركات الأمعاء ذات القِوام المائي، وتشنّجات البطن، ووالحمى منخفضة الشدة.
- العدوى الطفيليّة، ومن الأمثلة على العدوى الطفيليّة التي تُسبب الإصابة بالإسهال: التهاب الأمعاء بخفيّة الأبواغ (بالإنجليزيّة: Cryptosporidium enteritis)، والعدوى الأميبيّة (بالإنجليزيّة: Entamoeba histolytica) وعدوى الجيارديا (بالإنجليزيّة: Giardia lamblia)، وقد تدخل إلى جسم الإنسان عن أثتاء تناول الطعام أو شرب الماء الملوث بها، بحيث تستقر في القناة الهضمية؛ وتُعرف في هذه الحالة بالأمراض المنقولة بالغذاء (بالإنجليزية: Foodborne disease)، ويُمكن أن تُسبب العدوى الطفيلية المُعاناة من الإسهال المستمر.
- العدوى البكتيريّة، إذ تُسبّب العدوى البكتيرية الشكل الأكثر خطورةً من أشكال الإسهال الناجم عن العدوى، وتتعدد أنواع البكتيريا التي قد تؤدّي للإصابة به، وأكثرها شيوعاً: بكتيريا العطيفة (بالإنجليزيّة: Campylobacter)، وبكتيريا الإشريكيّة القولونيّة (بالإنجليزيّة: Escherichia coli)، وبكتيريا السلمونيلا (بالإنجليزيّة: Salmonella)، وبكتيريا الشيغيلا (بالإنجليزيّة: Shigella)، ويُمكن أن تدخل البكتيريا إلى جسم الإنسان عن طريق تناول الطعام أو شرب الماء الملوّث بها، وقد تُسبب العدوى البكتيريّة أعراضًا شديدة؛ حيث يُصاحبها عادةً التقيؤ، والحمّى، وتشنجات البطن الشديدة أو ألم البطن، كما تحدث حركات الأمعاء التي قد تكون مائية بشكلٍ مُتكرر، وقد يُعاني البعض من التعرّض للإسهال المتفجّر (بالإنجليزيّة: Explosive diarrhea) والذي يتمثّل بخروج بُراز مائي رخو مصحوب بالغازات، ويتميّز بأنّه قوي جداً ويقترب من أن يكون عنيفاً،[٦][٥] وفي هذا السّياق يُشار إلى حال تُعرف بإسهال المسافرين (بالإنجليزية: Travelers’ diarrhea) والتي تُمثل أحد أشكال العدوى المعويّة التي تنتُج عن طريق تناول الطعام أو الشراب الملوّث المُقدّم للشخص من قِبل مزودي الطعام الذين لا يغسلون أيديهم بعد دخول الحمام، أمّا المسبب الأكثر شيوعاً لهذه النّوع فهو بكتيريا الإشريكيّة القولونيّة.[٧]
- استخدام أنواع مُعينة من الأدوية: قد ينتُج الإسهال كأحد الآثار الجانبيّة الناجمة عن استخدام بعض أنواع الأدوية، وتُساهم استشارة الطبيب أو قراءة منشور المعلومات المرافق للدواء في الاستدلال على مدى إمكانيّة حدوث ذلك،[٨] وقد تستدعي بعض حالات الإسهال الناجم عن استخدام الأدوية قيام الطبيب بتقليل الجرعة أو تبديل الدواء، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تجنّب إيقاف الشخص الدواء من تلقاء ذاته لمجرد أنّه يتسبّب بآثار جانبية، فيجدُر استشارة الطبيب بهذا الشأن، والطبيب قادر على اتخاذ الإجراء المُلائم وتوجيه التعليمات المُتعلقة بتقليل احتمالية حدوث الآثار الجانبية،[٩] وفيما يأتي ذِكر لبعض أنواع الأدوية التي تؤدي إلى حدوث الإسهال:[٨]
- المضادّات الحيويّة.
- مضادّات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم.
- بعض أدوية العلاج الكيميائي.
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs).
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors).
- الستاتينات (بالإنجليزية: Statins)؛ والتي تُستخدم لخفض مستوى الكوليسترول في الجسم.
- المليّنات؛ وهي التي تُستخدم لتفريغ الأمعاء.
الإسهال المزمن
تقود الإصابة بحالة الإسهال المزمن عدّة أسباب، وفيما يأتي ذكر لأبرزها:[١٠]
- عدم تحمّل اللاكتوز: (بالإنجليزية: Lactose intolerance)، إذ يُعاني المُصابين بهذه الحالة من الإسهال بعد تناولهم الحليب أو مشتقات الألبان التي تحتوي على سكر اللاكتوز، نظرًا لمواجهة الجهاز الهضمي صعوبةً في هضم اللاكتوز، وقد تزداد احتمالية حدوث حالة عدم تحمّل اللاكتوز أو شدّتها سوءًا مع التقدّم في السّن؛ فبعد فترة الطفولة تنخفض مستويات الإنزيم الذي يُساعد على هضم هذا السّكر.
- صعوبة في هضم سكر الفركتوز: إذ يُعاني الأشخاص المُصابين بهذه الحالة من الإسهال أيضًا، ويُوجد هذا السكّر في الفواكه والعسل بشكلٍ طبيعي، كما أنّه يُضاف كمُحلي بعض المشروبات.
- المحليّات الصناعيّة: تؤدي محليات السوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol) والمانيتول (بالإنجليزية: Mannitol) الصناعية إلى الإصابة بالإسهال لدى بعض الأشخاص الأصحاء، وتُوجد هذه المحليات عادةً في المنتجات الخالية من السكر واللبان.
- حساسيّة الطعام: قد يُصاب بعض الأشخاص بالإسهال كردة فعل تحسسيّة تجاه تناول بعض أنواع الطعام؛ كالبيض، والطعام البحري، ومُنتجات الألبان، وفول الصويا.[٩]
- الخضوع لبعض العمليّات الجراحيّة: قد يُعاني المريض من الإسهال المُزمن بعد إجراء عمليّة جراحيّة في البطن؛ كعمليّات الزائدة الدوديّة، أو إزالة حصى المرارة، أو تلك المُجراة في الكبد، أو الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، أو المعدة، أو البنكرياس، أو الطحال.[١١][٦]
- اضطرابات الجهاز الهضمي: قد تكون الإصابة بالإسهال علامةً على وجود مشكلة صحية أكثر خطورةً في الجهاز الهضمي،[٩] وفيما يأتي ذِكر لأبرز هذه الاضطرابات:[٨]
- متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزيّة: Irritable bowel syndrome) واختصاراً (IBS)، والتي تؤثر في وظيفة الأمعاء الطبيعيّة، وتعد من الحالات الطبيّة غير المفهومة بشكلٍ كاملٍ.
- أمراض الأمعاء الالتهابية، والمُتمثلة بالإصابة بمرض كرونز (بالإنجليزيّة: Crohn's disease) أو التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزيّة: Ulcerative colitis).
- الداء البطني المعروف أيضًا بالداء الزلاقي أو مرض السيلياك (بالإنجليزيّة: Celiac disease)، ويُعدّ أحد الحالات الهضميّة التي تحدث كردة فعل نتيجة التعرّض لمادة الغلوتين.
- سوء امتصاص الحمض الصفراوي (بالإنجليزيّة: Bile acid malabsorption)، والتي تتمثل بتراكم الصفراء أو العصارة الصفراويّة المُنتجة من قِبل الكبد في الجهاز الهضمي.
- التهاب البنكرياس المُزمن.
- مرض الرتج المعروف أيضًا بالردب أو الرتوج (بالإنجيلزية: Diverticular Disease)، ويحدث عندما تتطوّر نتوءات أو جيوب في بطانة الأمعاء.
- سرطان الأمعاء، فقد يتسبّب بعدّة أعراض؛ من بينها الإسهال وخروج الدّم مع البُراز.
- التهاب القولون المجهري (بالإنجليزيّة: Microscopic Colitis)، ومن أعراضه حدوث إسهال مستمر يحدث عادةً أثناء الليل، وغالبًا ما تؤثر هذه الحالة في كبار السن.[١٢]
- أسباب مُتعلقة بالغدد الصماء: قد يحدث الإسهال نتيجة عوامل هرمونيّة في بعض الأحيان، كما يحدث عند الإصابة بالأورام السرطاويّة (بالإنجليزيّة: Carcinoid tumors) ومرض أديسون (بالإنجليزية: Addison disease).[١٢]
- العدوى المزمنة: قد تُعزى الإصابة بالإسهال المزمن إلى استخدام المضادّات الحيويّة أو السّفر في وقتٍ سابقٍ، وقد يعود السبب إلى العديد من أنواع البكتيريا والطفيليات.[١٢]
- استهلاك المشروبات الكحولية: قد يقود استهلاك الكحول لإنتاج البراز الرّخو بغض النّظر عن الكميّة.[٥]
- الإفراط في استخدام المليّنات: يُعد استخدام المليّنات بجرعاتٍ عالية أو باستمرار من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالإسهال.[٥]
الفئات المعرضة للإصابة بالإسهال
على الرّغم من أنّ الإسهال أمراً شائعاً جداً وليس حالةً طبيةً مُثيرةً للقلق عند معظم الأشخاص؛ فقد يُصيب أيّ شخص عدة مرات في السنة الواحدة، إلّا أنّه قد يكون مشكلةً خطيرةً لفئاتٍ معينةٍ تتضمّن التالي:[١٣]
- كبار السّن.
- الأطفال الصغار.
- الأشخاص الذين يُعانون من حالاتٍ مرضية.
المراجع
- ↑ "diarrhea", medlineplus.gov, Retrieved 01-06-2020. Edited.
- ↑ "Diarrhea ", www.cancer.org,02-2020، Retrieved 13-05-2020. Edited.
- ↑ "Diarrhea", my.clevelandclinic.org,13-04-2020، Retrieved 13-05-2020. Edited.
- ↑ "Diarrhoea", www.nhsinform.scot,14-02-2020، Retrieved 15-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث John P. Cunha, DO, FACOEP (14-04-2020), "How to Treat Diarrhea"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 18-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Symptoms & Causes of Diarrhea", www.niddk.nih.gov, Retrieved 18-05-2020. Edited.
- ↑ "Traveler's Diarrhea", www.webmd.com, Retrieved 18-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What is diarrhea?", www.your.md, Retrieved 18-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Ashley Welch (29-08-2019), "Diarrhea: Symptoms, Causes, and Treatment Options"، www.everydayhealth.com, Retrieved 18-05-2020. Edited.
- ↑ "Diarrhea", www.mayoclinic.org,16-05-2019، Retrieved 18-05-2020. Edited.
- ↑ "Diarrhea", www.nchmd.org,16-05-2020، Retrieved 18-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Markus MacGill (28-11-2017), "What you should know about diarrhea"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-05-2020. Edited.
- ↑ "Diarrhea", my.clevelandclinic.org, Retrieved 19-05-2020. Edited.