كيفية علاج الامساك

كتابة - آخر تحديث: ٠:١٥ ، ٨ مارس ٢٠٢٠
كيفية علاج الامساك

نظرة عامة حول الإمساك

يعّرف الإمساك (بالإنجليزية: Constipation) على أنّه إحدى اضطرابات الجهاز الهضمي، التي تعدّ عَرَضاً لأمرض أخرى وليس مرضاً بحد ذاته، ومن الممكن أن تستمر الإصابة به لفترات زمنية قصيرة أو طويلة، ولأنّ حركة الأمعاء تختلف من إنسان إلى آخر فإنّه من الصعب تعميم نمط الإمساك على الجميع؛ فقد يُعاني المُصاب بالإمساك من الإخراج بصعوبة أو الشعور بالألم أثناء خروج البُراز الذي يكون قاسياً وجافاً، أو مُتكتّلاً، أو قد يشعر بعدم خروج كافّة محتوى الأمعاء من البُراز،[١] ويحدث الإمساك لعديد من الأسباب، منها حركة البُراز البطيئة جدّاً عبر القولون (بالإنجليزية: Colon)؛ فكُلّما كانت حركة الطعام عبر القناة الهضمية أبطئ (بالإنجليزية: Digestive Tract) كلما ازداد امتصاص القولون للماء، وهذا يجعل البُراز أقسى تكويناً، وقد يحدث الإمساك كذلك نتيجة عدم احتواء النظام الغذائي على كمية كافية من الماء أو الألياف، أو نتيجة انسداد الأمعاء الغليظة (بالإنجليزية: Large Intestine)، وهنا سيحتاج المُصاب للتدخّل الطبي الطارئ، وبشكل عام يدل عدم إخراج البُراز لأقل من ثلاثة مرّات أسبوعيّاً على الإصابة بالإمساك،[٢] وقد تتطور الحالة إلى الإمساك المزمن (بالإنجليزية: Chronic Constipation)، في حال استمر الإمساك لأسابيع متعدّدة، وبالرغم من أنّ الإمساك العابر أكثر شيوعاً إلّا أنّ البعض قد يُعاني من الإمساك المزمن الذي يؤثر في قيام المُصاب بمهامه اليومية، والذي قد يُسبّب الإجهاد الشديد في محاولة للإخراج.[٣]


بالإضافة للإخراج أقل من ثلاث مرّات أسبوعيّاً وخروج البُراز قاسياً أو مُتكتّلاً، والشعور بعدم القدرة على تفريغ كامل الشرج من البُراز الموجود فيه، يُعاني المُصاب بالإمساك أيضاً من الشعور بانسداد في الشرج (بالإنجليزية: Rectum) يمنع خروج البُراز، وقد يحتاج المصاب إلى الضغط على البطن باليد لإخراج العالق منه، أمّا بالنسبة للأسباب، فيؤدي وجود انسداد في القولون أو الشرج لعديد من الحالات المرضية إلى تجمّع الفضلات وتصلُّبها، ومشاكل الأعصاب كذلك خاصة تلك المُحيطة بالقولون والشرج؛ فهذه الأعصاب هي المسؤولة عن انقباض الأمعاء وحركة البُراز فيها، وقد يحدث الإمساك أيضاً بسبب حدوث تغييراً في الهرمونات كحالات الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy)، والإصابة بمرض السُّكري (بالإنجليزية: Diabetes) وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك يسبب تعرض عضلات الحوض لأي إصابة تؤثر في عملها إلى الإصابة بالإمساك أيضاً.[٣]


علاج الإمساك

غالباً ما يُعالج الإمساك فقط من خلال تعديل نمط الحياة للمُصاب الذي يتضمن تغيير نوع الأطعمة والأشربة التي يتناولها الشخص، والإكثار من الحركة والرياضة، والقيام بتمارين تُسهّل حركة الأمعاء، وقد يتم اللجوء في بعض الحالات إلى التدخل الطبي واعطاء الأدوية لتسهيل حركة الأمعاء، كما قد يلجأ الى التدخل الجراحي أيضاً، وسنذكر فيما يأتي العديد من النصائح الأخرى بالتفصيل.[٤]


اتباع نمط حياة صحي

يبدأ علاج الإمساك عادةً بإجراء بعض التغييرات اللازمة لتسهيل حركة البُراز في الأمعاء وتسريعها، وذلك من خلال اتباع نمط حياة صحّي، ومن النصائح التي قد يعطيها الطبيب للمُصاب الذي يعاني من الإمساك نذكر الآتي:[٥][٦]

  • الإكثار من تناول الألياف نظراً لدورها في تكبير حجم البُراز وتسريع عبوره في الأمعاء، فيبدأ المُصاب بتناول كميات محددة من الخضار والفواكه الطازجة يوميّاً، وكذلك حبوب القمح أو الخبر كامل الحبوب، ويجدر التنويه إلى أنّ تناول الألياف بمكيات كبيرة بشكل مُفاجئ سيؤدي إلى الإصابة بالانتفاخ (بالإنجليزية: Bloating) وتكوّن الغازات، لذلك من الضروري أن يكون إدخال الألياف إلى النظام الغذائي ببطء وبكميات مدروسة.
  • عدم إهمال الحاجة للإخراج وأخذ الفترة الزمنية الكافية لإخراج الفضلات دون الاستعجال أو صرف الانتباه.
  • ممارسة التمارين الرياضية معظم أيام الأسبوع، وذلك لأنّ الحركة تزيد من النشاط العضلي في الأمعاء، وعليه فإنّه من الضرورة مشاورة الطبيب المُعالج بالحالة الصحيّة العامة للمصاب إن كانت تسمح له بممارسة الرياضة والمُباشرة بها فور وضع البرنامج المُناسب.
  • الإكثار من شرب الماء لتجنّب الجفاف.
  • رفع القدمين على مقعد صغير أثناء استخدام المرحاض بحيث ترتفع الركبتين فوق مستوى الحوض فيتسهّل بذلك خروج الفضلات.
  • استشارة الطبيب المُعالج في حال كان الإمساك ناتجاً عن دواء مًعيّن يستخدمه المُصاب، فقد يلجأ الطبيب إلى أن يستبدله ببديل آخر.


المُليّنات

تعدّ المليّنات (بالإنجليزية: Laxatives) إحدى أنواع الأدوية تُساعد على تفريغ الأمعاء من محتواها فتُعالج الإمساك، ويمكن أن تؤخذ عبر الفم على هيئة حبوب، أو كبسولات، أو شراب، وأغلبها يُباع دون الحاجة إلى وصفة طبيّة، كما يمكن أن تؤخذ عبر الشرج على هيئة حُقَن شرجية (بالإنجليزية: Enemas)، أو تحاميل (بالإنجليزية: Suppositories)،[٧] وتُستخدم المُليّنات بعد فشل تغيير نمط الحياة وممارسة التمارين الرياضية في مُعالجة الإمساك، وتُقسم إلى أنواع نفصلها على النحو الآتي:[٨]

  • الملينات المشكلة للكتلة: (بالإنجليزية: Bulk-forming Laxatives) وهي إحدى أنواع المُليّنات التي تمنع حدوث الإمساك من خلال زيادة حجم البُراز، وذلك عن طريق زيادة امتصاص الماء من الأمعاء، وبالتالي يُصبح البُراز أطرى تكويناً وأسهل حركةً، وتُعرف الملينات المشكلة للكتلة بمُكمّلات الألياف (بالإنجليزية: Fiber Supplements)، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من المُليّنات يحتاج لفترة تتراوح ما بين يوم إلى ثلاثة أيام ليبدأ مفعوله، وعليه فإنّها غير مُناسبة للتخلص السريع من الإمساك، وتُستخدم هذه المُليّنات لعلاج الحالات التي تتطلّب تحريك الأمعاء أكثر مثل متلازمة القولون المُتهيّج (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome)، والبواسير (بالإنجليزية: Haemorroids) وغيرها، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الملينات لا يعطى مباشرةً قبل النوم، كما يجب تجنب تناول أدوية أخرى في غضون ساعتين من تناول الملينات المشكلة للكتلة.[٩]
  • المُليّنات التناضحيّة: (بالإنجليزية: Osmotic Laxatives)، تعمل هذه المُليّنات على تليين البُراز المتكوّن من خلال زيادة تدفق الماء عبر الأمعاء حيث تتكوّن المُليّنات التناضحيّة من جزيئات صغيرة كالألياف، أو السُّكر، أو البروتينات التي تزيد من كميّة الماء الداخلة إلى تجويف القولون بعملية تُعرف بالارتشاح الغشائي (بالإنجليزية: Osmosis)، وتهدف هذه العملية إلى مُعادلة تراكيز السوائل والمواد الصلبة داخل وخارج تجويف الأمعاء، وعليه فإنّ مبدأ عمل هذه المُليّنات يتلخص بزيادة الماء الداخل إلى القولون.[١٠]


العلاجات الدوائية

يلجأ الطبيب إلى وصف العلاجات الدوائية التي تحتاج إلى وصفة طبية في حال فشل العلاجات التي ذكرت سابقاً، وخاصة في حال كان المريض يعاني من متلازمة القولون المتهيج، ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:[٤][٥]

  • مستقبلات السيروتونين HT-5: التي تعّرف أيضاً باسم مستقبلات 5-هيدروكسي تريبتامين (بالإنجليزية: Serotonin 5-Hydroxytryptamine 4 Receptors)، ومن أمثلتها دواء البروكالوبريد (بالإنجليزية: prucalopride)، حيث تساعد هذه الأدوية القولون على تحريك البراز المتراكم بداخله، وتستخدم في حال كان المريض يعاني من الإمساك طويل الأمد ولسبب مجهول.
  • الأدوية التي تسحب الماء إلى الأمعاء: تعمل هذه الأدوية كما يوحي الاسم على سحب الماء إلى داخل الأمعاء لتسهيل وتسريع حركة البُراز كما أنه ينظم حركة الأمعاء إذا كان المريض يعاني من متلازمة القولون المتهيج، ومن أمثلتها بليكاناتيد (بالإنجليزية: Plecanatide) الذي يُستخدم كذلك لعلاج الإمساك المستمر لفترة زمنية طويلة دون سبب معروف.
  • مُضادات مُستقبلات الأفيونات المحيطية: (بالإنجليزية: Peripherally acting μ-opioid Receptor Antagonist)، توصف هذه الأدوية عندما يكون سبب الإمساك هو استخدام المُصاب للأفيونات (بالإنجليزية: Opioids) كمُسكّنات للألم، حيث تُعاكس هذه الأدوية مفعول الأفيونات على الأمعاء وتُعيد حركتها للوضع الطبيعي.


الجراحة

يمكن اللجوء إلى الجراحة في حال إن لم تجدي جميع العلاجات السابقة نفعاً، ويعتمد خيار الجراحة على مُسبّب الإمساك، مثل وجود انسداد في الأمعاء، أو بسبب وجود شقّ شرجي (بالإنجليزية: Anal Fissure)، أو تبسبب دلّي المستقيم (بالإنجليزية: Rectum Prolapse) -وهو خروج جزء من الشرج خارج الجسم-، كما أنّ الإمساك الناتج عن عُطل في جزء من القولون قد يستدعي إزالة هذا الجزء جراحيّاً.[١١]


مراجعة الطبيب

في الحقيقة لا يثير الإمساك القلق عادةً، لكن في بعض الحالات قد يكون عَرَضاً لحالة مرضية أخرى مثل مرض السُّكري، وداء باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson's Disease)، والجلطات (بالإنجليزية: Strokes)، والتصلّب اللويحي المُتعدّد (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis) وغيرها، وينصح المريض بالانتظار لمدة ثلاثة أسابيع عند إصابته بالإمساك ثم مراجعة الطبيب، إلا في بعض الحالات التي يتوجب على المريض مراجعة الطبيب فوراً في حال ظهورها، وذلك ليقوم بدوره بإجراء الفحوصات اللازمة التي تتضمن التحاليل، والصور الشعاعية، وتنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy)؛ للوقوف على مُسبّب الإمساك الرئيسي، ومن هذه الحالات نذكر الآتي:[١٢][١٣]

  • ظهور الدم مع البراز.
  • عدم الإخراج لمدّة أسبوع كامل.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • عدم الإصابة بالإمساك من قبل.
  • وجود تاريخ عائلي مرضي للإصابة بسرطانات القولون أو متلازمة القولون المُتهيّج.
  • الإصابة بالإمساك المصحوب بالاستفراغ أو ألم البطن الشديد.
  • حدوث الإمساك بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى الشعور بألم في البطن وعدم القدرة على إخراج الغازات.[١٤]


المراجع

  1. "Definition & Facts for Constipation", www.niddk.nih.gov, Retrieved Jan.02.2020. Edited.
  2. "What to know about constipation", www.medicalnewstoday.com, Retrieved Jan.02.2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Constipation", www.mayoclinic.org, Retrieved Jan.02.2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Treatment for Constipation", www.niddk.nih.gov, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Constipation", www.mayoclinic.org, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  6. "Constipation", www.nhsinform.scot, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  7. "Laxatives for constipation: All you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  8. "Overview -Laxatives", www.nhs.uk, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  9. "Bulk forming laxatives", www.healthnavigator.org.nz, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  10. "Osmotic Laxatives for Constipation", www.verywellhealth.com, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  11. "When can surgery help with chronic constipation?", www.webmd.com, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  12. "Constipation Emergency: When to Worry About Constipation", www.griswoldhomecare.com, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  13. "Constipation – It's time to see a Doctor | Arshad Malik, MD", www.arshadmalikmd.com, Retrieved Jan.03.2020. Edited.
  14. "What Is Constipation?", www.webmd.com, Retrieved 8-3-2020. Edited.
2,902 مشاهدة