صحراء النفوذ
في جزيرة العرب توجد أربعة بحارٍ رمليةٍ (سميت بحاراً رملية لاتساع مساحاتها وتحرّك رمالها كالموج) وهي: صحراء الربع الخالي، وصحراء النفوذ الكبير، وصحراء الدهناء، وصحراء الجافورة.
صحراء النفوذ هي عبارة عن نطاقٍ واسعٍ من الأراضي الصحراوية، وتشكل جزءاً من أراضي المملكة العربية السعودية وأحد أقاليم نجد، فتمتد إلى الجنوب من بادية الشام، وفي شمال شبة الجزيرة العربية، بمساحة تصل 56000 كلم مربع، يغطي سطحها حواف صخريةً تأثرت بعوامل التعرية من رياحٍ وأمطارٍ وحرارةٍ فعملت على تفتيت أجزاء كبيرة منها.
أمطار هذه المناطق نادرة وعلى الرغم من ندرة الأمطار، فإن بعض النباتات الرعوية تنمو فيها، وتتجمع أحياناً الأمطار في بعض المنخفضات مكونةً واحاتٍ تزرع على أطرافها أشجار النخيل وبعض الزراعات الأخرى كما يستفيد مربي المواشي من مياه هذه الواحات.
تسمية صحراء النفوذ
لم يستخدم العرب القدماء اسم النفوذ بل كانوا يُطلقون على كل منطقة اسم القبيلة التي تسكنها؛ مثل رمال عالج أو رمال كلب أو رمال بحتر وغير ذلك من الأسماء، ويرجح كثير من الباحثين بأن كلمة نفوذ مأخوذة من كلمة نهود كنايةً عن البروز المرتفع عن أصله، وقد حُرّفت الكلمة لتصبح نفوذ، ويقول آخرون بأن كلمة نفوذ حُرفت من كلمة نفوث بسبب نفث الرياح للرمال التي تحملها.
خصائص صحراء النفوذ
المنظر السائد والعام لهذه الصحراء هي الكثبان الرملية التي تتكون بفعل عوامل التعرية الخارجية التي تُفتّت الصخور، وتحمل الرياح هذه الذرات الناعمة وتلقيها خلف أي حاجز يعترضها أو في مناطق حوضية تهبط عن مستوى سطح الأرض أو خلف حوافٍ صخريةٍ، فتأخذ هذه الترسبات أشكالاً مختلفة حسب شكل الجسم الذي يعترضها.
على الرغم من صعوبة العيش في هذه المناطق إلا أنه سكنها بالقرب من عيون الجواء مشاهير العرب؛ أمثال حاتم الطائي الذي ذاع صيته بين العرب بكرمه، كما سكنها عنترة بن شداد الذي قطع رمالها إلى العراق لجلب عددٍ من الإبل مهراً لحبيبته عبلة، التي رفض عمُّهُ تزويجها إياه بسبب لونه الأسود وطالبه بمهرٍ تعجيزي.
تأتي صحراء الربع الخالي بالمرتبة الأولى في صحاري السعودية من حيث المساحة، ويسود فيها خصائص الإقليم الصحراوي من حيث ندرة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وانعدام الحياة فيه كبيئةٍ طبيعيةٍ، وصعوبة السير على الرمال لسماكتها، وتتكون من حبيباتٍ خشنةٍ متحركةٍ يصل ارتفاعها إلى حوالي 200م، و تبلغ مساحة هذه الصحراء حوالي 640000كم مربع، وكان الفضل إلى شركات البترول كشركة أرامكو في كشف أسرار هذه الصحراء بالتحليق فوقها بالطائرات.