موضوع تعبير عن عيد الاستقلال
يُعدّ عيد الاستقلال يوماً تاريخياً في مسيرة كل دولة من الدول، فهو تاريخ إشراق شمس الحرية في سمائها، وهو اليوم الذي تخلّصت به هذه الدول من احتلالٍ نغّص عليها حياتها لسنوات طويلة، وهو الهدف المقدّس الذي تسعى إليه كل الدول، والذي يستطيع الوطن عند تحقيقه الوقوف شامخاً مزدهياً عالي القامة، فحريّة الأوطان أغلى ما في الوجود، وهي الكنز الذي يمكّن أبناء الوطن من الافتخار به، والاختيال عند العيش على أرضه، والشعور بالرضا عند الاستفادة من ثرواته، والتلذّذ بطعم نشوة الانتصار عند تذوَق خيراته وارتشاف مائه الممزوجين بالعزّ والكرامة.
في يوم الاستقلال يعمّ الحبور والبهجة شوارع البلاد ويسكنان قلوب أهلها، ففي هذا اليوم ترى الطرقات مزدانة بالأعلام المرفرفة عالياً، وتلمح العروض العسكرية المنظمة لإمتاع الشعب والتعبير عن الفرحة بأسلوب عسكري لائق، فيما تلتفت عالياً لتستمتع بعروض الطيران العسكرية الجميلة التي يؤديها أبناء الوطن الغالي من الطيارين، فتراهم يرسمون أجمل لوحات الانتماء للوطن في السماء بألوان العلم الزاهية، في الوقت الذي تتناهى فيه إلى أذنيك أجمل الأغاني الوطنية التي تثير في النفس الطاقة والحماس، أمّا عن الألعاب النارية التي تُطلق في سماء الوطن حينها فهي بهجة لا تكتمل إلّا بأداء الأفراد لبعض الرقصات الشعبية والفلكلورية الخاصة بكل بلد، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم البلدان تتخذ هذا اليوم التاريخي عطلة رسمية تعمّ البلاد، يقوم فيها رئيس الدولة أو ملكها باستقبال وفودٍ من الوزراء والنوّاب وعامة الشعب وغيرهم في القصور لتَقبُّل تهانيهم بهذه المناسبة، ولا يُغيّّب أبناء الوطن من المغتربين عن هذه المناسبة حيث تقيم سفارات البلدان احتفالات رسمية في تاريخ استقلال بلدانها في مختلف دول العالم لإشراكهم في مثل هذا اليوم العظيم.
يوم الاستقلال فرصة لإعادة شحن الهمة للنهوض بالوطن، وفرصة للتحفيز على العمل والبناء والنهوض بجميع المرافق التعليمية والصحية والاقتصادية والسياسية، فالوطن الذي يستطيع أن ينتزع استقلاله من دولة أخرى، هو بحق قادر على أن يواكبَ التطور والنمو في جميع مجالات الحياة، ولهذا يقع على مواطنيه عبءٌ كبير ومسؤولية عظيمة يجب أن يكونوا على قدرها، وأن يُثبتوا أنهم قادرين على حمل لواء الوطن دون الحاجة إلى تبعية دولة أخرى، فالاستقلال روحٌ جديدة وولادة جديدة.