محتويات
الغدد العرقية
تقع الغدد العرقية (بالإنجليزية: Sweat glands) في طبقة الأدمة (بالإنجليزية: Dermis) وتنتشر خلال الجسم كاملاً، وهي عبارة عن غدد صغيرة أنبوبية مُلتفة تُنتج العرق، وفي الحقيقة، يوجد في الجسم نوعان رئيسيان من الغدد العرقية ويختلفان عن بعضهما البعض من حيث البُنية، والتوزّع في الجسم، وطبيعة إفرازاتها وآلية طرحها، وهذان النوعان هما الغدد المُفتَرَزة (بالإنجليزية: Apocrine) والغدد الناتِحة (بالإنجليزية: Eccrine).[١]
يُنظّم الجسم درجة الحرارة الداخلية من خلال التعرّق سواء أكان ذلك أثناء الاستيقاظ أم النوم؛ حيث تستجيب الغدد العرقية للمُنبّهات العصبية والتي تتضمّن تغيرات الحرارة بالإضافة إلى المُحفّزات العاطفية والغذائية، إذ يبرد سطح الجلد بتبخر الماء من العرق، ومن الجدير ذكره أنّ العرق يتكوّن بصورةٍ رئيسية من الماء والكهارل (بالإنجليزية: Electrolytes)؛ تحديدًا الصوديوم والكلوريد، وقد يحتوي أيضًا على الأحماض الأمينية، واليوريا (بالإنجليزية: Urea)، واللاكتات (بالإنجليزية: Lactate)، والبيكربونات (بالإنجليزية: Bicarbonate)، والبوتاسيوم، والكالسيوم، ورغم انتشار الغدد العرقية في الجسم إلّا أنّها تتواجد بكثرة في الإبطين وعلى الجبهة وأسفل القدمين وراحة اليدين، وهذا يجعل من المساعدة بإمساك الأشياء وظيفةً أخرى من وظائف العرق نظرًا لكونه يعمل على ترطيب اليدين.[٢][٣]
عدد الغدد العرقية في جسم الإنسان
يوجد في جسم الإنسان نحو 2-4 مليون غدة عرقية معظمها من الغدد الناتِحة؛[٤] والتي تُشكّل ما نسبته نحو 75% من كامل مجموع الغدد العرقية في الجسم، ويُكمل النوع الآخر والذي يُمثل الغدد المُفتَرَزة النسبة المتبقيّة،[٢] مع الأخذ بالاعتبار تساوي عدد الغدد العرقية في الرجال والنساء،[٥] إلّا أنّه وبحسب دراسة نُشرت عام 2010م في مجلّة علم وظائف الأعضاء التجريبي (بالإنجليزية: Journal of Experimental Physiology) أشارت إلى أنّ الرجال يتعرّقون أكثر مُقارنةً بنظيراتهم من النّساء، ويكون ذلك بفعاليةٍ أكبر أيضًا.[٦]
أنواع الغدد العرقية
كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ هُناك نوعان رئيسيان من الغدد العرقية، وسيتمّ بيان كلّ نوع منهما بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[٢]
- الغدد العرقية الناتِحة: تبدأ بالتشكّل منذ المرحلة الجنينية، وتتركّز بصورةٍ أكبر في الجبهة، وأسفل القدمين، والإبطين، والخدود، وراحة اليدين، بينما يقل وجودها في منطقة الجذع والأطراف،[٢] ويُشار إلى أنّ قنوات هذا النوع من الغدد العرقية تفتح مُباشرةً على سطح الجلد، لتُفرز مادة شفافة عديمة الرائحة تتكوّن بشكلٍ أساسي من الماء وكلوريد الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Chloride).[٧][٨]
- الغدد العرقية المُفتَرَزة: تكون خاملة قبل البلوغ ومع حلوله يتزايد حجمها لتُصبح في البالغين أكبر حجماً من الغدد الناتِحة،[٢] وتكثُر هذه الغدد في المناطق الغزيرة ببُصيلات الشعر؛ مثل فروة الرأس، والإبطين، والمنطقة التناسلية، حيث تفتح قنوات هذا النوع من الغدد العرقية في بُصيلة الشعر ومنها إلى سطح الجلد، لتُفرز سائلًا سميكًا،[٤][٧] ومن الجدير ذكره أنّ المواد التي تُفرزها الغدد المُفتَرَزة تُحطّمها الكائنات الدقيقة الموجودة على الجلد فتظهر رائحة للجسم،[٨]
يوجد نوع ثالث من الغدد العرقية يجمع بين النوعين السابقين يُعتقد أنّه يتكوّن من الغدد الناتِحة أثناء البلوغ يُعرف بالغدد المُفتَرَزة الناتِحة أو الغدد العرقية المختلطة (بالإنجليزية: Apoeccrine Glands)، وتقع هذه الغدد تحت الإبطين وفي المنطقة المُحيطة بالشرج وهي أكبر حجماً من الغدد الناتِحة ولكنّها أصغر من المُفتَرَزة.[٢]
أمراض الغدد العرقية
فيما يأتي بيان لأبرز اضطرابات الغدد العرقية:
طَفَح الحرّ
ينتج طَفَح الحرّ (بالإنجليزية: Prickly Heat) عن انسداد في القنوات الضيّقة التي تحمل العرق من الغدّة العرقية إلى سطح الجلد، ويُسبّب احتباس العرق حدوث التهاب وتهيج والذي بدوره يُسبّب الحكّة، والشعور بالإزعاج، والوخز، وظهور الطفح الجلدي على هيئة نتوء أو بثور صغيرة جدّاً مصحوبة بالألم في بعض الأحيان، وتؤثر أعراض الحالة في الغالب في مناطق الجسم التي يحتك فيها الجلد مع بعضه البعض؛ مثل أسفل الصدر، والإبطين، والسطح الداخلي للفخدين، وقد تؤثر أيضًا في أيّ سطح آخر من جسم الإنسان تبعًا لحالة الشخص، وفي هذا السياق يُشار إلى أن اضطراب طفح الحرّ يشيع في الأجواء المناخية الدافئة والرطبة ولدى الأشخاص كثيري التعرّق، إلّا أنّ هذه الحالة قد تتطوّر أيضًا في المناخ البارد إذا ارتدى الأشخاص الكثير من الملابس، أو لدى المرضى الذين طالت إقامتهم في المستشفى فيستلقون على ظهورهم لفترةٍ زمنيةٍ طويلة.[٩]
الصُّنان
تظهر رائحة للعرق تقريباً لدى كافّة الناس تقريبًا، إلّا أنّ انبعاث رائحة كريهة للعرق بشكلٍ ملحوظ يُعتبر حالة مرضية تُعرف بالصُّنان (بالإنجليزية: Bromhidrosis)، ويُشخّص هذا الاضطراب عندما تؤثر رائحة العرق سلباً في طبيعة حياة الشخص ونظرته لبنفسه وتفاعله الاجتماعي مع الآخرين؛ ذلك أنّ الاعتماد على شدّة الرائحة فقط غير كافٍ للتشخيص، ومن الجدير ذكره أنّ اضطراب الصُّنان يُقسم إلى نوعين حسب نوع الغدد العرقية؛ وهما صُنان الغدد الناتِحة والذي غالباً ما يُصيب القدمين، وصُنان الغدد المُفتَرَزة الذي يشيع في الإبطين.[١٠]
فرط التعرّق
يُمثل فرط التعرّق (بالإنجليزية: Hyperhidrosis) حالةً مرضية يزيد فيها إفراز العرق بشكلٍ غير طبيعي، ومن أشهر أنواعه ما يُعرف بفرط التعرّق مجهول الأسباب (بالإنجليزية: Idiopathic Hyperhidrosis) والذي لا يُعرف له سبب مُحدّد كما يوحي الاسم، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الحالة قد تُصيب الأشخاص من مُختلف الفئات العمرية، وقد تؤثر في أيّ جزءٍ من الجسم لكنّها أكثر شيوعًا في منطقة أسفل القدمين واليدين أو الإبطين، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ هُناك بعض العوامل التي من شأنها التسبّب بزيادة فرط التعرّق سوءاً؛ كالطقس الحار والتوتر العاطفي، مع الأخذ بالاعتبار احتمالية تطوّر هذه الحالة أثناء الطقس البارد، وفي معظم الحالات لا يتطلب الأمر فحوصاتٍ لتشخيص هذا الاضطراب باستثناء فحص دم مخصوص لأمراض الغدة الدرقية يُجرى أحياناً باعتبار فرط نشاط الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) أحد الأسباب المعروفة لفرط التعرّق، أمّا من الأسباب الأخرى فنذكر منها ما يأتي:[٣]
- السمنة.
- مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes).
- الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة؛ كالعدوى والملاريا (بالإنجليزية: Malaria).
- الهبّات الساخنة الناتجة عن اضطرابات الهرمونات المتعلّقة بانقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause).
- استخدام أنواع مُعينة الأدوية.
قلّة التعرّق
يتعرّق الشخص بمعدّل أقل من الطبيعي عند الإصابة باضطراب قلّة التعرّق (بالإنجليزية: Hypohidrosis)، ويُعدّ هذا الاضطراب حالة أقل شدّة وخطورة من انقطاع التعرّق (بالإنجليزية: Anhidrosis) التي يفقد فيها الشخص قدرته على إفراز العرق بصورةٍ تامّة، وبشكلٍ عامّ إنّ إفراز العرّق يُخفّض من حرارة الجسم؛ وعليه فإنّ احتباسه في الداخل وعدم طرحه يُسبّب مشاكل في السيطرة على درجة حرارة الجسم تنتهي بارتفاع شديد في حرارة الجسم خاصّة خلال الأيام الحارّة وهذا أمر شديد الخطورة وقد يُهدّد الحياة أحياناً، كما يتسبّب بحدوث أمراضٍ مرتبطة بالحرارة؛ كالإنهاك الحراري (بالإنجليزية: Heat Exhaustion)، وبشكلٍ عامّ ينتج اضطراب قلّة التعرّق عن عدد من الأسباب تشمل ما يأتي:[١١][٣]
- الجفاف.
- بعض اضطرابات الجلد.
- خمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism).
- الحروق التي تُسبّب تلف الغدد العرقية.
- ممارسة الرياضة في الأجواء الحارّة أو التعرّض للحرارة لفترةٍ زمنية طويلة.
المراجع
- ↑ "Structure and function of the sweat glands", www.kenhub.com, Retrieved Jun.03.2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Sweating (perspiration)", healthengine.com.au, Retrieved Jun.05.2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Sweat", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved Jun.05.2020. Edited.
- ^ أ ب "Understanding Sweating", www.sweathelp.org, Retrieved Jun.05.2020. Edited.
- ↑ "Myth or Fact: Men Sweat More Than Women", www.aurorahealthcare.org, Retrieved Jun.05.2020. Edited.
- ↑ "Men perspire, women glow: Men are more efficient at sweating, study finds", www.sciencedaily.com, Retrieved Jun.05.2020. Edited.
- ^ أ ب "Sweat glands", www.mayoclinic.org, Retrieved Jun.05.2020. Edited.
- ^ أ ب "Ultrastructure of Skin", teachmeanatomy.info, Retrieved Jun.05.2020. Edited.
- ↑ "Prickly Heat", www.msdmanuals.com, Retrieved Jun.06.2020. Edited.
- ↑ "Bromhidrosis", www.uptodate.com, Retrieved Jun.07.2020. Edited.
- ↑ "What to know about hypohidrosis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved Jun.07.2020. Edited.