تأثير الزهري على الفم

كتابة - آخر تحديث: ٩:٣٣ ، ٢٢ يوليو ٢٠١٩
تأثير الزهري على الفم

الزهري

تُعتبر عدوى الزهري (بالإنجليزيّة: Syphilis) أحد أنواع العدوى المنقولة جنسياً (بالإنجليزيّة: Sexually transmitted infection)، والتي تنتج عن بكتيريا اللولبية الشاحبة (بالإنجليزيّة: Treponema pallidum)، وعادةً ما تظهر الأعراض الأولية للمرض في منطقة دخول العدوى للجسم على شكل قُرح غير مؤلمة، كما أنّها قد تتعافى دون أن يلاحظ المريض ذلك، وتُعدّ المنطقة التناسلية، والشرجية أكثر المناطق التي تظهر فيها قُرح الزهري، كما قد تظهر على الشفاه، وداخل الفم أيضاً،[١] وتزيد القُرح من خطر الإصابة بأمراض جنسية أخرى مثل؛ الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزيّة: HIV)، وذلك عن طريق دخول مسبّبات المرض عبر هذه القرح إلى داخل الجسم. وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الزهري ينتقل من شخص لآخر عن طريق ملامسة القُرح بشكل مباشر، وذلك من خلال التقبيل، أو الاتصال الجنسيّ بكافة أشكاله، كما ينتقل مرض الزهري من الأم الحامل إلى جنينها خلال الحمل، أو أثناء الولادة، بالإضافة إلى انتقاله بين مدمني المخدرات عند تبادلهم لبعض الأدوات مثل الحقن. ومن الجدير بالذكر أنّ عدد الإصابات بمرض الزهري عند الذكور أكثر من الإناث، خاصةً بين الشواذ جنسياً.[٢]


مراحل الزهري

يمر مرض الزهري بأربع مراحل، وهي كالتالي:[٣]


الزهري الأولي

تظهر خلال هذه المرحلة العلامات الأولية لمرض الزهري، وذلك بعد مرور عشرة أيام وحتى ثلاثة أشهر من التعرض للبكتيريا المسبّبة للمرض، وتتمثل الأعراض بالقُرح الصلبة (بالإنجليزيّة: Chancres) ذات اللون الأحمر، التي قد تحتوي على مواد سائلة، ولكن سرعان ما تختفي هذه القُرح غير المؤلمة خلال بضعة أسابيع من ظهورها، بالإضافة إلى ذلك قد يحدث تورم لبعض الغدد في هذه المرحلة، وفي الحقيقة قد لا يكون من السهل على الفرد رؤية قُرح الزهري، وذلك لأنّها غالباً ما تظهر على عنق الرحم، أو المستقيم، أو فتحة الشرج، أو داخل الفم، ولهذه الأسباب قد يكون من الصعب على الفرد اكتشاف إصابته بالمرض، بالرغم من استمرار تطور المرض، واحتمالية نشر العدوى من الفرد للآخرين. ومن الجدير بالذكر أنّ مرض الزهري يكون معدٍ جداً خلال هذه المرحلة.[٣]


الزهري الثانوي

تبدأ أعراض المرحلة الثانية من الزهري بالظهور بعد 2-12 أسبوع من ظهور القُرح، وتتمثل بالطفح الجلديّ الذي يظهر على الجذع، وراحة اليد، وباطن القدم، مع وجود احتمالية لفقدان الشعر بشكل رقعي لفترة مؤقتة في اللحية، أو الرأس، أو الحاجبين في حال أصيبت هذه المناطق بالطفح الجلديّ الخاص بمرض الزهري، وبالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن يعاني المريض من ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل بسيط، وفقدان الشهية، والتعب، وقلة الطاقة، واحتقان الحلق. وتظهر في هذه المرحلة قُرح مختلفة على الأنسجة الرطبة من الأعضاء التناسلية، والفم، والحلق، واللوزتين تُسمّى لطخات مخاطية (بالإنجليزيّة: Mucous patches)، وتمثل هذه اللطخات نقاطاً شديدة العدوى بمرض الزهري. وفي 40% من المصابين بالمرحلة الثانية من مرض الزهري تصل العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي، ممّا يؤدي لظهور أعراض مثل؛ طنين الأذن، ومشاكل في السمع والرؤية بوضوح، والصداع.[٢]


الزهري الكامن

تبقى عدوى الزهري في الجسم، وتستمر في الانتشار في حال لم يتلق المصاب العلاج المناسب، ولكن تختفي جميع أعراض مرض الزهري، وتُسمّى هذه المرحلة بالزهري المخفي أو الكامن (بالإنجليزيّة: Latent syphilis)، وقد تستمر لعدة سنوات.[٣]


الزهري الثالثي

تعود الأعراض للظهور من جديد بعد 3-10 سنوات من الإصابة الأولية بعدوى الزهري، وتتميز مرحلة الزهري الثالثي بظهور أورام حُبيبِية منفردة على الجلد، والحلق، وداخل الفم، والعظام، وتبقى في الجسم لسنوات عدة.[١] وتنتشر عدوى الزهري إلى أجزاء مختلفة من الجسم بالتدريج خلال هذه المرحلة، كالجهاز العصبيّ المركزيّ، والقلب، والأوعية الدموية، والكبد، والكلى، والعينين، وغيرها من الأعضاء، ويؤدي ترك مرض الزهري دون علاج إلى حدوث مضاعفات خطيرة للمرض قد تصل لحد الموت، ومن هذه المضاعفات ما يلي:[٢]

  • صعوبة النوم.
  • مشاكل النظر.
  • اعتلالات الأعصاب الطرفية.
  • مشاكل الانتصاب.
  • تغيّرات في الشخصية.
  • ضعف في الذاكرة.
  • التهاب السحايا.
  • ضعف التحكم في عضلات الجسم.
  • تلف المفاصل.
  • النوبات التشنجية (بالإنجليزيّة: Seizures).
  • السكتة الدماغية.


تشخيص الزهري

يمكن تشخيص مرض الزهري من خلال الحصول على عينة من خلايا القُرح الأولية للمرض، أو عينة من السائل الموجود في القُرح، ثم تفحّصها تحت المجهر، كما يمكن الاعتماد على الفحوصات المخبرية لمصل الدم (بالإنجليزيّة: Serological tests) في تشخيص مرض الزهري بعد مرور خمسة إلى ستة أسابيع من انتقال عدوى الزهري للجسم.[١]


علاج الزهري

تُعدّ المراحل المبكّرة لمرض الزهري هي الأنسب لتلقي العلاج؛ حيث يستجيب الجسم للمضادات الحيوية ويتعافى تماماً من المرض خلال فترة بسيطة، وفي الحقيقة يحتاج مريض الزهري لتلقي العلاج لمدة أطول نسبياً في حال وصوله للمراحل المتقدّمة من المرض، وبالرغم من أنّه لا يمكن علاج التلف الحاصل في الأعضاء خلال هذه المراحل، إلا أنّ أهمية علاج الزهري تكمن في منع حدوث المزيد من التلف والمضاعفات للمرض.[٣] وتُعتبر حقن البنسلين (بالإنجليزيّة: Penicillin) حتى الآن العلاج الأساسيّ لمختلف مراحل الزهري، مع إمكانية استبدالها بمضادات حيوية أخرى مثل تتراسيكلين (بالإنجليزيّة: Tetracyclines)، أو إيريثروميسين (بالإنجليزيّة: Erythromycin)، أو سيفالوسبورين (بالإنجليزيّة: Cephalosporins)، وذلك في حال كان هناك تحسس من دواء البنسلين. وتجدر الإشارة إلى ضرورة متابعة حالة المريض من قبل الطبيب المعالج، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات المخبرية بشكل روتيني لمدة سنة إلى سنتين، وذلك لاحتمالية حدوث فشل في معالجة المريض. وفي الحقيقة يجب على المريض الامتناع عن ممارسة جميع أشكال الاتصال الجنسيّ حتى الشفاء التام من المرض، والتئام جميع القُرح الجلدية من جسم المريض.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Vanessa Ngan (1-7-2015), "Syphilis"، www.dermnetnz.org, Retrieved 19-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Hosein SR (2016), "Syphilis"، www.catie.ca, Retrieved 19-6-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Rupal Christine Gupta (1-11-2015), "Syphilis"، www.kidshealth.org, Retrieved 19-6-2018. Edited.
2,174 مشاهدة