لكل شخص منّا حياة مؤقتة على هذه الأرض ، ليموت ثم يحيا للدخول الى الحياة الخالدة ، بعد أن عاش تجربة القطار السريع في هذه الدنيا الفانية ليدخل القبر ويعرف حسابه ، ويقسم الناس منهم الى الجنة والآخر الى النار كلاً حسب عمله ، فمن عمل صالحاً قابله الله عز وجل بالأجر والثواب العظيم في الجنة ، وقد خصص الله للرجال الصالحين بعد الحساب بتأشيره الدخول الى الجنة ، ففيها كل ما تشتهي النفس من مأكولات وشراب ولبس وحرير ، وللرجال نصيب كبير من الحور العين فما هي الحور العين وما مقدار جمالها في الجنة ؟
قال تعالى : " فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ ". سورة الرحمن
قال تعالى : " وحور عين ، كأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ، جِزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " . سورة الواقعة
فحور العين من أجمل ما خلقه الله للرجال الصابرين في الدنيا ؛ لما تمتاز بشدة سواد العين وبياض البشرة ، وكما أنهم لم يطأهن أياً من الرجال سواء من الإنس والجن ، ومن صفات الحور العين أنها لا تنظر الى الرجال غير زوجها الذي خصصت من أجله . وكل رجل يدخل الجنة له زوجتان من الحور العين .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ لا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلا تَحَاسُدَ ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ " رواه البخاري برقم 3014.
وقال تعالى : " بِيضٌ مكنون كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ" سورة الواقعة ، وهذا الأمر يدل على بياض ونضارة بشرتها الجميلة بياض في صفاء ناعم ، ومكنون بمعنى الشيء الثمين والغالي.
كما أن الرجل يجامع زوجاته من الحور العين وكذلك زوجاته من النساء في الدنيا اذا دخلن معه الجنة ، ومن الحديث الذي يدل على ذلك عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ " رواه الترمذي برقم 2459 " .
وهذا الأمر يجب على جميع الناس أن يسعوا الى رضا الله سبحانه وتعالى حتى ننال الأجر العظيم من الجنة والفردوس الأعلى حيث قيل لنا أن في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . أسال الله لي ولكم أن يرزقنا الجنة والفردوس الأعلى بجانب سيدنا الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم.