الدولة العباسية
استطاعت بنو أميّة بناء دولةٍ إسلاميةٍ قويةٍ قائمةٍ على العدل، وكانوا يحترمون آل البيت ويجلونهم إلا أنّه في أواخر عهدهم ضعُفت سلطة الخلفاء على الولاة فظهر الفساد والاستبداد في البلاد، مما تسبب بكره الناس لهم، فبدأت الفتن الداخلية بالظهور وتمرّد بعض الولاة على الخليفة وعَصَوا أمرة مما اضطر الخليفة إلى توجيه جُلّ اهتمامه لإخماد هذه الفتن.
بداية الدولة العباسية
انطلقت الدولة العباسية من بلدةٍ واقعةٍ في جنوب الأردن وهي " الحميمة"، حيث كان يقيم فيها محمد علي بن عبد الله بن عباس أحد زعماء بني العباس، فزاره ابن عمه عبد لله بن محمد " أبو هاشم" الذي كان عائداً من زيارة الخليفة سليمان بن عبد الملك، وكان قد أصابه المرض فاعتقد بأن الخليفة سليمان قد دسّ السمّ له وأخبر ابن عمه محمد علي بن عبد الله بذلك وطلب منه أن يقتصّ من بني أمية وكان ذلك في عام 99 هــ، شاع هذا الخبر بين الناس مما تسبب بزيادة الكره لبني أمية.
استغلّ محمد بن علي بن العباس هذه الحادثة وأخذ يفكر في إزالة ملك بني أمية، فبدأ يخطط ويعمل على تنفيذ هذه الفكرة مستعيناً بإخوانه وأبنائه أولاً، فقد كان له عشرون أخاً يدعمونه فأخذ يبحث عن مكانٍ لانطلاق دعوته للخروج على الخليفة الأموي، فوقع اختياره على الكوفة وخرسان لنشر دعوته فأرسل الدعاة إلى تلك البلاد وبقي مركز القيادة في الحميمة.
الخلفاء العباسيون
بدأ تاريخ الخلافة العباسية من عام 132 هــ واستمر حتى عام 656 هــ، وكان أول الخلفاء أبو العباس السفاح فتولّى الخلافة من عام 132هـ إلى عام 136هــ وآخرهم كان الخليفة أبو أحمد المعتصم الذي تولى الخلافة من عام640هــ وحتى عام 656هــ، وبلغ عدد الخلفاء الذين جاؤوا من بعد السفاح ستةً وثلاثين خليفةً.
مرت الخلافة العباسية بمراحل ذهبية وبمراحل ضعفٍ حتى استطاع التتار القضاء على خلافتهم، ويعتبر الخليفة هارون الرشيد مثالاً على العصر الذهبي للخلافة العباسية، حتى أنّ بعض المؤرخين يحسبونه مع الخلافة الراشدية.
هارون الرشيد
بويع هارون الرشيد بالخلافة بعد وفاة أخيه موسى وكانت الدولة العباسية مترامية الأطراف تمتد من آسيا حتى المحيط الأطلسي، فأمسك الخليفة بزمام الأمور وكان عمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين عاماً، واستطاع أن يبني دولةً قائمةً على العلم والعدل فبنى المدارس ودور العلم وقرّب العلماء منه وشجّعهم على التأليف.
كان يغزو عاماً ويحج عاماً وكانت أهم الغزوات التي قام فيها قيادته لجيشٍ مكوّنٍ من 135 ألف جنديّ ضد نكفور مللك الروم، الذي هاجم حدود بلاده، فانتصر عليه مما أجبر ملك الروم طلب الهدنة ودفع الجزية لهارون الرشيد.