من مؤلف كتاب البداية والنهاية

كتابة - آخر تحديث: ٢١:٢٩ ، ٢١ يناير ٢٠١٨
من مؤلف كتاب البداية والنهاية

كتاب البداية والنّهاية

يُعدّ كتاب البداية والنّهاية من الكُتُب التي ذاع صيتها واشتُهِرت بين الناس؛ وذلك لما احتواه الكتاب في طيّاته من المعلومات الغزيرة والحقائق الدقيقة، كما أنّه يتعلّق بأمرٍ شديد الأهمية بالنسبة لجميع المسلمين، بل حتّى غير المسلمين قد يهتمّون بما حواه الكتاب؛ حيث جاء فيه ما حصل في التاريخ المُمتدّ منذ عصر سيدنا آدم -عليه السلام- في بدايات الحياة البشريّة على الأرض، مروراً بحياة الأنبياء والصالحين، وسيرة المصطفى محمد -صلّى الله عليه وسلّم- التي سلّط عليها ابن كثير الضوء في كتابه البداية والنّهاية، حتّى حساب الناس يوم القيامة، ودخولهم إمّا إلى الجنة أو النار،[١] لذلك فالجهد المبذول في كتاب البداية والنّهاية لا يُستَهان به، فمن هو مؤلّفه، وما هي أبرز مؤلفاته، وما أبرز ما جاء فيه؟


إسماعيل بن كثير مؤلّف كتاب البداية والنّهاية

إنّ مؤلّف كتاب البداية والنّهاية هو الإمام الحافظ إسماعيل بن كثير، صاحب كتاب التفسير المشهور بتفسير ابن كثير، وهو من أكبر علماء عصره وأبرزهم، فما هو نسب ابن كثير، وما هي مكانته العلميّة، ومتى توفّي؟


نسب ابن كثير

ابن كثير هو الإمام الحافظ العالم الجليل، المُؤرّخ والمُفسّر أبو الفداء عماد الدين، إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء القرشيّ البصروي الدمشقيّ، وقد كان مولده سنة سبعمئة وواحد من الهجرة النبوية الشريفة، وقد وُلِد في منطقة المجدل التابعة لدمشق، وبعد موت والده انتقل هو وشقيقه إلى دمشق للعيش فيها، وكان عمره حينها ما يُقارب ستّ سنوات، حيث كان انتقالهما سنة سبعمئة وسبعة من الهجرة النبوية.[٢]


علم ابن كثير

لَمَع نجم الإمام الحافظ ابن كثير في سنٍّ مبكّرةٍ، فقد أتمّ حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره؛ حيث أتمَّ حفظه سنة سبعمئة وإحدى عشرة للهجرة النبوية، ثمّ اطّلع على قراءات القرآن وقرأها، وتعلّم التفسير وبَرَع فيه، وتفقَّه في المذهب الشافعي، وحفظ كتاب التنبيه في الفقه الشافعي، ومختصر ابن الحاجب، كما تتلمذ على شيخين من كبار علماء الشام حينها، هما: برهان الدين الفزاري، وكمال الدين بن قاضي شهبة، وقد تزوّج بابنة الإمام الحافظ المزّي أبي الحجاج، وقد لازمه فترةً لا بأس بها، أخذ عنه أثناءَها علم الحديث فأتقنه، كما صَحِب الإمام ابن تيمية وعاصره في فترةٍ أخرى من حياته، وكان يأخذ برأيه في بعض المسائل ومنها مسألة الطلاق، إلا أنّه تعرّض للإيذاء بسبب ذلك.[٢]


برع الإمام ابن كثير في العديد من العلوم والمعارف الأخرى، فقد تعلّم أصول الفقه على يد الإمام الأصفهاني، وسمع من علي أبي نصر بن الشيرازي، وابن عساكر، وغيرهم الكثير، ثمَّ انصرف إلى حفظ متون الكُتُب فأتمَّ حفظ أكثرها، وتوجّه كذلك إلى معرفة علم الجرح والتعديل، والعِلل، وأحوال الرجال فيه، وقد برع في ذلك العلم، وتعلّم التاريخ وأصبح فيه من الأعلام، وقد جمع كلّ تلك العلوم وهو شاب يانع، فأتقن علوم الفقه، والتفسير، والنحو، وبرع فيها.[٢]


وفاة ابن كثير

تُوفّي الإمام الحافظ ابن كثير عام سبعمئة وأربعة وسبعين للهجرة النبوية، وكان قد أصابه العمى قبل وفاته، ودُفِن في دمشق التي عاش وترعرع فيها، وأخذ فيها العلوم، وكتب فيها الكتب والمؤلّفات، فمات بعد أن ترك ثروةً غزيرةً من العلوم والمعارف التي ينتفع بها طلاب العلم في شتى المجالات الشرعيّة.[٣]


نبذة عن كتاب البداية والنّهاية

يُعدّ كتاب البداية والنِّهاية للإمام ابن كثير موسوعةً علميّةً بحدِّ ذاته، فقد جمع فيه صاحبه علوم الأُمَم السابقة ممّا ثبت نقله في الدين الإسلامي الصحيح، وكان الإمام ابن كثير يُراعي نقل ما صحَّ من الأخبار عن تلك الأمم، وكانت مصادره المعتبرة في ذلك القرآن الكريم، وسنّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وما نقله أسلافه من العلماء من الأخبار والتفاصيل الدقيقة عن الأمم السابقة، وما جاء في كتب أهل الكتاب ممّا يُوافق الشريعة الإسلامية.[٤]


وقد خصّ بالذكر بعثة النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ انتقل إلى الفِتَن والملاحم، وذكر علامات الساعة وأشراطها، ثمّ تطرّق إلى البعث والنُّشور، ثمّ انتقل إلى يوم القيامة، ثمّ وصف الجنة والنار وذكر الأحاديث والآيات القرآنية التي تتعلق بهما، وتعرّض لمبدأ خلق العرش والكرسي، وخلق السماوات والأرض وما بينهما من مخلوقات، وتعرّض أيضاً لمبدأ خلق الملائكة والجنّ والشياطين، وذكر أيضاً الأحداث التي حصلت أيام بني اسرائيل، وأيام الجاهلية.[١]


مؤلّفات ابن كثير

ألَّف الإمام ابن كثير العديد من الكتب والمُصنَّفات التي تُظهِر زخارة علمه، وانقطاعه له وانشغاله به طوال فترة حياته المُمتدّة في الفترة ما بين 701هـ-774هـ، وقد كانت تلك المصنّفات متنوّعة الموضوعات، فقد تنقّل فيها الإمام بين التاريخ الذي تمثّل بكتابه البداية والنّهاية، إلى التفسير الذي تمثّل بكتابه تفسير القرآن العظيم، الذي يُعدّ من أفضل كتب التفسير على الإطلاق، وذلك لخلوّه من الأخبار الباطلة والمُنكَرة، أمّا مؤلّفاته العلميّة فهي على النحو الآتي:[٣]

  • السيرة النبويّة.
  • قصص الأنبياء.
  • البداية والنّهاية.
  • تفسير ابن كثير.
  • الفصول في السيرة.
  • تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب.
  • النّهاية في الفتن والملاحم.
  • طبقات الشافعيين.
  • الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث.
  • جامع المسانيد والسُّنن.
  • فضائل القرآن.
  • معجزات النبي صلّى الله عليه وسلّم.
  • مسند الفاروق.
  • التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل.
  • الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام.


المراجع

  1. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنّهاية (الطبعة الأولى)، صفحة: 6، جزء: 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد صالح المنجد (26-5-2008)، "ترجمة موجزة للحافظ ابن كثير"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2018.
  3. ^ أ ب "ابن كثير"، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2017. بتصرّف.
  4. عبد الحليم إبراهيم عبد الحليم (28-1-2010)، "نبذة عن كتاب تهذيب البداية والنّهاية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-1-2018. بتصرّف.
1,314 مشاهدة