مدينة الرياض
تعد مدينة الرياض من أشهر مدن المملكة العربية السعودية، كما أنها العاصمة لها، لها ماض عريق فهي من أوائل المدن المقامة في المنطقة، ولقد سميت بالرياض أي جمع روضة، والتي يقصد بها الحدائق الغناء والبساتين، ولعل سبب اختيار هذا الاسم؛ كونها إحدى المدن القليلة المتواجدة بوسط الصحراء.
اسم الرياض قديماً
تميزت هذه المدينة بخصوبة تربتها وخضرتها، فقد وصفها المؤرخون بكونها منطقةً واسعة الأرجاء، وتكثر فيها المزارع، كما أن فيها الكثير من عيون الماء، وقد أكد المؤرخون أن مدينة الرياض قد أقيمت على أنقاض مدينة حجر، فقد كانت الرياض تسمى بحجر، وهي من المدن القليلة التي وجدت في تلك الحقبة التاريخية، والتي كان بها رُبى ذات ارتفاعات محدودةً في وسط حوض صغير المساحة، تقع بين وادي الوتر الغربي (المعروف بالبطحاء)، الذي عرف بكونه من أحد روافد وادي حنيفة.
وتعتبر مدينة الرياض نموذجاً مميزاً وفريداً في النموّ العمرانيّ السريع والتطور الحضاري غير المسبوق، فقد نشأت مدينة الرياض في حوالي نصف قرن من الزمن، ويعتبر ذلك الزمن قياسياً بالنسبة للعديد من المدن الأخرى، فخلال هذا النصف قرن تأثرت مدينة الرياض بمعدلات زيادة مساحتها بشكل كبير، فقد كانت مساحتها قديماً أقل من كيلومتر واحد، وعدد سكانها كان قرابة العشرة آلاف نسمة فقط، وحين التطور وصلت مساحتها لحوالي ثمانية كيلومترات، وفيها من السكان ما يقارب الستين ألفاً، كما أنه في عهد حكم الملك عبد العزيز -رحمه الله- قد شهدت مدينة الرياض الكثير من مراحل التطوير العمراني والتنموي فيها، والتي اعتبرت الأشهر.
مراحل تطور الرياض
وفيما يخص مراحل تطور مدينة الرياض فإن أشهر مراحل التطوّر التي مرت بها مدينة الرياض كانت في العام 1353هـ إلى العام 1421هـ وكانت:
- بدايةُ بمرحلة البدء بتصدير النفط من المملكة، وذلك بغرض الاستفادة من عائداته في تطويرالتنمية والتعمير للبلاد.
- من ثم مرحلة البدء بتنفيذ الخطة العامة لدخول الكهرباء (المرحلة المعروفة بمرحلة توطين البدو).
- وبعد مرحلة التوطين كان لا بدّ من افتتاح سكة حديد الرياض-الدمام، لتسهل التنقل وربط مدينة الرياض بالمنطقة الشرقية من البلاد.
- ومن ثم مرحلة افتتاح المطار القديم لتطوير سبل التنقل للبلاد.
- وأما أخيراً، فمرحلة إقامة وافتتاح الكثير من الوزارات، وغيرها من مختلف الأجهزة الحكومية المركزية في العام 1375 هـ (1955م).
الرياض حديثاً
لقد مرت مدينة الرياض في الربع قرن الأخير بالكثير من التطور العمرانيّ، حيث بدأت حركات التعمير تأخذ منحنى آخر من حيث السرعة في التطوير لكامل المدينة وللمدن المحيطة بها، فقد وجدت الكثير من الأحياء المقامة حديثاً فيها، كما أنه أقيم فيها الكثير من المشاريع البلدية بداخلها؛ كتطوير الطرق وتوسيعها وتوفير إنارة الشوارع، وبناء الجسور والتقاطعات الحديثة فيها، كما أقيم فيها أنفاق السيارات وأنفاق أخرى للمشاة.
كما أن الدولة ركّزت على توفير الأماكن الترفيهية للسكان؛ كالحدائق والمتنزهات، والكثير من ملاعب الأطفال، كما أقيم فيها الكثير من المراكز التجارية والأسواق العامة لتلبي حاجات السكان، وفيها أيضاً المسالخ الصحية المراقبة من الدولة، والمنشآت التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد تعليمية، كما أقيم فيها أكبرالمستشفيات والمستوصفات وكل المراكز التي توفر الخدمات الصحية، وتوفرت فيها أيضاً كل وسائل الاتصالات، ومختلف أشكال وسائل النقل العامّ والخاص .