كيف أحافظ على هدوئي مع أطفالي

كتابة - آخر تحديث: ٣:٢٠ ، ٢٩ يناير ٢٠١٧
كيف أحافظ على هدوئي مع أطفالي

تربية الأطفال

إن كنت أمّاً أو حتى أباً فمن المؤكّد أنّك تعرف التوتر والعصبيّة التي يمكن أن تبعثها فيك تربية أطفالك وخاصةً إن كانوا أطفالاً مشاغبين وكثيري الحركة، وهذا أمر طبيعي تماماً ولا يعني أنك والد سيئ بل على العكس تماماً فهو يعني أنّك تحاول جاهداً مسك أعصابك وكبت توترك حتى لا تقدم على عمل قد تندم عليه مثل توبيخهم أو ضربهم، فهذه الطرق من أسوأ الطرق للتربية ومن أكثرها تسبباً في المشاكل النفسيّة والعقد عند الأطفال، ولكن ما الحلّ لنوبات العصبية التي تنتابك وخاصّةً إن قام طفلك بعمل سيئ ككسره لكوبك المفضّل أو تلطيخه لثوبه الجديد أو ضربه لأخيه الصغير، هذا ما ستعرفه في المقال التالي الذي سنذكر فيه طرقاً ونصائح لحفاظك على هدوئك مع أطفالك.


طرق للحفاظ على الهدوء مع الأطفال

تغيير النظرة لتصرفات الأطفال

  • غير نظرتك لتصرفات طفلك لأنها تؤثر بشكل مباشر على تأثير هذا التصرف عليك، ومن أفضل الطرق لتغيير نظرتك تجاه تصرفات الأطفال هي استيعاب التطوّر والنموّ الفكري الذي يمر به طفلك، فبعض الأطفال يصبحون عنيدين ومشاكسين في سنّ معيّن؛ لأنهم يتعلمون الاعتماد على الذات ويتعلّمون من خلال التجربة، ولا يعني بالضرورة أنّهم أطفال مشاكسون أو يريدون أذية غيرهم بل على العكس فهذا يدلّ على ذكائهم ورغبتهم في استكشاف محيطهم، فلو نظرت إلى تصرف طفلك السيء على أنه محاولة لإغضابك لا أكثر فمن المؤكد أنك ستتوتر وتغضب منه.


إنّ الأطفال لا يطوّرون الفكر الذي يحثهم على التأثير على غيرهم بأفعالهم وتصرّفاتهم حتى وصولهم إلى سنّ معين، وهذا يعني أن تصرفات الأطفال المزعجة من المستحيل علمياً أن تكون محاولةً لإغضاب الأهل أو إزعاجهم، بل هي مرحلة من مراحل النموّ الفكريّ والتصرفيّ لديهم، وعند التحكم به بشكل مناسب قد يتطور هذا التصرف وينعدل ليستفيد منه الطفل بأفضل الطرق، أمّا إن تمّ التعامل معه بطرق خاطئة فمن المحتمل أن يولد هذا التعامل عند الطفل مشاعر سلبية ستؤثر على شخصيّته التي ينميها في المستقبل.


تغيير السلوك مع الأطفال

قلل من المواقف المبعثة على التوتر لأنها إن قلت فنسبة إصابتك بنوبات القلق والتوتر ستقل بشكل طردي، وضع في عين الحسبان أن الأطفال يشعرون بتوتّر أهلهم ويتأثرون بذلك ممّا يؤدي إلى توترهم وزيادة مشاغبتهم، لذا حافظ على نبرة صوت هادئة ومؤدبة وحازمةً بنفس الوقت، وتجنّب الأسلوب التهكمي مثل قول: (أنا أحب تنظيف فوضاك كثيراً) أو أسلوب التهديد مثل قول: (إن لم تسرع فسأتركك في المنزل) أو أسلوب الذم كقول: (أنت أناني للغاية)، أو أسلوب النقد كقول: (أنت بليد للغاية لأنك تتأخر في إنجاز مهمامك)، فعلى المدى القريب ستسبب هذه الأساليب في إزعاج طفلك وعلى المدى البعيد ستسبّب عقداً وألماً نفسياً سيطبع في قلب طفلك حتى يكبر وسيقلل من ثقته بنفسه، ونادراً ما يقدّر الأهل أسلوب المدح وتعزيز التصرّف الجيّد، فحتى لو كان طفلك يقوم بعمل سيئ عليك مدحه بتصرّف جيّد يقوم به، وقد يكون هذا الأمر صعباً في بادئ الأمر لذا ضع في بالك أن تقوك بمدح أربعة تصرفات في اليوم الأول وخمسةً في اليوم التالي حتى تتمكن من مدحه على الدوام، فكلّما زاد مدحك زادت التصرّفات الجيدة التي يقوم بها وبالتالي قلت مواقف التوتر والعصبية بالنسبة لك.


التحكّم بردود الأفعال

تعامل مع التوتر والعصبية التي تُصاب بها مع أطفالك بشكل جيّد فعادةً ما تؤدّي تصرفات الطفل السيّئة إلى ردات فعل خاطئة من الأهل مثل الضرب، أو الشتم، أو الصراخ، الأمر الذي لا يفيد سوى في إشعار الأهل بالذنب وإشعار الطفل بالسوء والانزعاج، فالشعور بالعصبية أمر طبيعيّ ولكن أن تجعل هذا الشعور يسيطر عليك وعلى ردات فعلك هو شيء مذموم ولا يفيد في تربية الأطفال، لذا عندما تشعر أنك ستصاب بالعصبية تجاه تصرف ما من طفلك كأن تشعر بسرعة دقات قلبك أو كنت تشعر بالرجّة أو التعرق المفرط اترك ما تقوم به في الحال واتجه نحو طفلك وتحقّق من ما يريده منك وحاول أن تقلب الموقف لصالحك، أو ابتعد قليلاً عن طفلك إن كان بعمر كبير وانتظر حتى تهدأ وتروق قبل أن تبدأ بالتصرّف معه.

636 مشاهدة