سمرقند
تُعتبر سمرقند من مدن أوزبكستان الكبيرة بالغة الجمال، وهي مبنية على شاطئ وادٍ يُعرف باسم وادي القصَّارين، وأصل اسمها شمر أبو كرب، ثمّ تم تحريفه إلى شمركنت، وعُرِّب بعد ذلك إلى سمرقند، ومعناها وجه الأرض، ووصف ابن بطوطة سمرقند بقوله: "إنها من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالاً، مبنية على شاطئ وادٍ يعرف بوادي القصَّارين، وكانت تضم قصورًا عظيمة، وعمارة تُنْبئ عن هِمَم أهلها"، وسنعرفكم في هذا المقال على موقع هذه المدينة العظيمة، وتاريخها، ومعالمها.
أين تقع سمرقند
تقع مدينة سمرقند في بلاد ما وراء النهر، وهي الآن ثاني مدن أوزبكستان، وبقيت عاصمة لبلاد ما وراء النهر لفترة تمتد إلى خمسة قرون، أي منذ عهد الساميين، وحتى عهد التيموريين، وعُرفت لدى الرحالة العرب باسم الياقوتة الراقدة على ضفاف نهر زارافشان، وكانت سمرقند مُنافساً قوياً لمدينة بُخارى.
تاريخ سمرقند
فتح القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي سمرقند عام 705م، وفي عام 710م فتحها مرة ثانية، وبعد الفتح حوّل المسلمون العديد من المعابد إلى جوامع تؤدى الصلاة بها، ويُتعلم الدين الإسلامي داخلها، وعندما غزا المغول المدينة دمروا أغلب العمائر الإسلامية، وبعد أن دخل المغول في الإسلام بنوا الكثير من العمائر الإسلامية، وبالأخص في العصر التيموري، وتم ذلك طيلة مئة وخمسين عاماً، وهي الفترة التي تواصل حكم المغول لبلاد ما وراء النهر، وجعل تيمورلنك من سمرقند عاصمة لملكه، فنقل أصحاب الحرف، والعمال إليها من أجل تطويرها، وازدهارها من كافة النواحي، فكان عهده عهد العمران، والتشييد.
عندما حلّ القرن التاسع عشر استولت روسيا على بلاد ما وراء النهر، ومنها سمرقند، وعندما قامت الثورة الشيوعية عام 1918م استولى الثوار على مدينة سمرقند ، وبقيت تحت حكمهم إلى أن سقطت الشيوعية عام 1992م، وحصلت سمرقند على استقلالها ضمن جمهوريات رابطة الدول المستقلة بعد أن تفكك الاتحاد السوفييتي.
معالم سمرقند
- القصور: اشتهرت سمرقند بعدد القصور الكبير التي بناها تيمورلنك، ومن ضمنها: قصر دلكشا، والمعروف باسم القصر الصيفي، وتميز هذا القصر بمدخله العالي، والمُزين بالآجر الأزرق والمُذهّب، واحتوى على ثلاث ساحات، في كل ساحة منها فسقية، ومن القصور الأخرى قصر باف بهشت المعروف باسم روضة الجنة، وشُيِّد من الرخام الأبيض الآتي من منطقة تبريز، وكان مُحاطاً بخندق مُعبأ بالمياه، وعليه قناطر تصله بالمنتزه.
- مدرسة بيبى خانيم: وهي تشتمل على صحن متوسط مكشوف، وأربعة إيوانات.
- مدرسة وخانقاه وضريح الأمير تيمورلنك: وهو مجمع ديني بناه المهندس الأصفهاني محمد بن محمود البنا.
- ميدان داجستان: كان تيمورلنك يستعرض فتوحاته في هذا الميدان.