مدينة وهران، أو المدينة الباهية، وهي مدينةٌ تنام في حضن السحر والجمال، وتعتبر ثاني أكبر المدن الجزائريّة، وأكثرها روعةً وجمالاً، فهي من أهمّ مدن المغرب العربيّ، والتي تحتلّ مكانةً مرموقةً في التاريخ، فهذه المدينة المطلّة على خليج وهران في البحر الأبيض المتوسّط، تعتبر من أهمّ الموانئ البحرية الاقتصادية، وأكثرها حركةً ونشاطاً.
تعتبر مدينة وهران من المدن التي مرت بها الكثير من الحضارات، وسكنها العديد من السكان من مللٍ مختلفةٍ، وقد تتابعت عليها العديد من السلالات الحاكمة، من عربٍ وبربر، وأتراك، بالإضافة إلى الإسبان المحتلين، والفرنسيّين، ممّا زاد في تنوّعها الثقافيّ والحضاريّ، وأغنى تاريخها العريق، ففي كلّ شبرٍ من هذه المدينة الجميلة، بصمة من بصمات الحضارة الإنسانيّة، ممّا جعلها وجهةً سياحيّةً للسياح جميع سكان العالم.
تحظى مدينة وهران بأهميةٍ اقتصاديةٍ عظيمةٍ، حيث تحتضن العديد من الصناعات الصغيرة والكبيرة، بالإضافة إلى الصناعات النفطيّة، كما أنّها تستقطب التجارة عبر مينائها الكبير، ممّا دفع بها إلى التطوّر والازدهار، ولكلّ هذه الأسباب، تتسم مدينة وهران بعدّة سماتٍ، محلية وإقليمية وعربية وعالمية، ممّا رفد حركتها الثقافية أيضاً، وتطوّرت فيها الأغنيات، حتى أصبحت الأغنية الوهرانية من الأغاني المشهورة جداً، فهي بحق مدينة الموسيقى والفرح، وقد ولد فيها العديد من المطربين المشاهير مثل الشاب خالد، والشاب حسني، وغيرهم.
تستحق مدينة وهران أن تُسمى بجوهرة البحر الأبيض المتوسط، لما فيها من معالم فائقة الجمال، ومن أهمّ المعالم السياحيّة التاريخيّة فيها، كنيسة سانتا كروز، التي تعتبر وجهةً سياحيّةً مهمة، بالإضافة إلى قصر الباي، وساحة أول نوفمبر، ومحطة قطار وهران، ومعبد وهران العظيم، ومعبد سانتا كروز، وكاتدرائية وهران، والمسرح الجهوي لوهران، كما يوجد فيها أكبر تجمّع للقلاع والحصون العسكرية القديمة، وغيرها الكثير من المعالم التي تتميّز بها هذه المدينة العريقة، التي تتميز أيضاً بوجود العمارة الدينيّة فيها، لأنّها من المدن التي شهدت تعايشاً دينيّاً رائعاً ففيها المساجد والكنائس الكثيرة، التي تعبر عن التسامح الديني بين السكان.
تحتلّ مدينة وهران أيضاً، مكانةً علميةً كبيرةً، باحتضانها جامعة وهران، التي يفد إليها الطلبة من شتى أنحاء البلاد، ومن الوطن العربي والخارج، ممّا رفد الحركة التعليمية والثقافية فيها، أمّا بالنسبة للأدب، فتعدّ مدينة وهران ملهمةً للعديد من الكتاب والأدباء، ومسرحاً مهماً لرواياتهم وأدبهم، وقد أقام فيها العديد من الأدباء من بينهم ابن خلدون، كما يوجد فيها العديد من الأضرحة والمقامات للأولياء والصالحين.