حال البدن في القبر
إنّ المراحل التي يمر بها تحلل جسم الميت في القبر أمر لا يعلمه إلا الله، فالأبدان تختلف في مراحل التحلل ولا تتحلل جميعها بنفس الصورة والزمن، ولا حاجة للمسلم بأن يعرف ذلك وينظر ويبحثَ فيه؛ لأنّ الانشغال بهذا الأمر فيه عدول عما هو أعظم وأجدر أن ينشغل به المرء، فسواءَ تحلل البدن بسرعة أو ببطء وسواءً انفجرت المعدة في عشرة أيام أم أكثر أو أقل لا فائدة من معرفة هذا، والأولى للمسلم أن ينشغل بحال الروح التي قد تكون في نعيم أو في عذاب، فقد نجد أنّ الجثة لم تتحلل لعوامل بيئية معينة، لكنّ صاحبها في عذاب مهين مثل فرعون، قالَ تعالى: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً)،[١] فالأصل أن العذاب أو النعيم يكون على الروح، وقد تتصل الروح بالبدن ليصيبه بعض العذاب أو النعيم.[٢]
نعيم وعذاب القبر
عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين من الأمور الثابتة والمتفق عليها من قبل أهل السنة والجماعة، ووردَ فيها الكثير من الأدلة في الكتاب والسنة، قالَ تعالى: (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ*النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)،[٣] وفي الآية القرآنية إثبات صريح أنَّ عذاب القبر إلى قيام الساعة، ووردَ عن الشيخ ابن تيمية أنّه قال إنّ الأخبار المتواترة عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام تثبت أنّ عذاب القبر ونعيمه حاصل لمن هو أهلٌ له، وسؤال الملكين ثابت ويجب الإيمان به دون السؤال عن كيفيته وذلك لأنّه من أمور الغيب التي جاءَ بها الشرع بما لا يتخيله عقل.[٤]
ضمّة القبر
ضمة القبر لازمة لكل إنسان عندَ الدفن بعدَ الموت ولا ينجو منها أحد، سواءً كانَ كبيراً أم صغيراً وصالحاً أم طالحاً، ووردَ في الأحاديث أنّ سعد بن معاذ وهو الذي فتحت أبواب السماء لأجله واهتز العرش لموته وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لم ينجُ منها،[٥] فعن عبد الله بن عمر: (هذا الذي تحركَ له العرشُ، وفُتحتْ له أبوابُ السماءِ، وشهِدَه سبعونَ ألفًا من الملائكةِ، لقد ضُمَّ ضمةً، ثمَّ فُرِّجَ عنه).[٦]
المراجع
- ↑ سورة يونس، آية: 92.
- ↑ "أطوار البلاء على الميت في قبره ، والدعاء له عند ذلك !!"، www.islamqa.info، 2-6-2013، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 45-46.
- ↑ "عذاب القبر ونعيمه ثابت بالنصوص"، www.fatwa.islamweb.net، 1-9-1999، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2018. بتصرّف.
- ↑ "المبحث الثالث: ضمَّة القبرة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2054، صحيح.