المساحات الخضراء صفةٌ من صفات الجِنان؛ فاللون الأخضر يرمُز إلى السّلام والخير والنعمة وهو يُضفي على النفسِ الشعور بالجمال وحُبَّ الطبيعة والراحة النفسية. فيلجأ من يعاني من ضغوطات الحياة ومن يريد الاستجمام إلى الطبيعة الخضراء؛ فالله سبحانه وتعالى عندما خَلق الكون أوجد فيه مساحاتٍ خضراء بشكلٍ طبيعيّ. وفي المقابل هناك مساحاتٌ قاحلةٌ أو قليلة الأشجار؛ فجاء دور العقل البشري ليبتكر طرقاً لزيادة عدد الأشجار فظهر في علم الزراعة مصطلح التشجير.
التشجير
تعريف التشجير
هي عملية زيادة المساحات الخضراء داخل المدن والمناطق السكنية والمناطق القاحلة والجافة؛ وذلك عن طريق غرس المئات من الشجيرات الصغيرة والغراس ضمن خطةٍ زراعيةٍ واضحةٍ تتناسب مع المكان جغرافياً ومُناخياً.
أمور يجب مراعاتها في عملية التشجير
- اختيار الأشجار الملائمة للبيئة من حيث درجات الحرارة، والمُناخ، ونوعية التربة، وتوفر مصادر المياه.
- اختيار الأشجار الّتي تعيش لسنوات طويلة (المُعّمِرَة) والّتي تستطيع أن تقاوم تقلبات المُناخ من حرٍ وبردٍ، وكذلك الآفات والحشرات؛ مِثل شجر الكينا، والسّرو، والكافور.
- اختيار الأشجار سريعة النمو والّتي تمُد جذورها عميقاً في التربة؛ لتَمتص الماء والعناصر الغذائية وفي نفس الوقت تكون لها غصوناً وفروعاً ممتدةً خارجاً لتوفر الظل والزينة.
أهمية التشجير
تتعدّد المناحي الّتي تظهر فيها أهمية عملية التشجير ونُضِيء عليها فيما يلي:
- من خلال عملية التمثيل الضوئي يأخذ النبات ثاني أكسيد الكربون ويطلق غاز الأكسجين فيُقلل التلوث في الهواء.
- من خلال عملية النتح يطلق النبات بخار الماء الّذي يعمل على تلطيف الجو وخفض درجة الحرارة صيفاً.
- النبات بحاجة دوماً إلى أشعة الشمس لتكوين مادة الكلوروفيل، فيقلل من سطوع الشمس في المكان المتوافر فيه بكثرة، كما أنّه يعمل على الحد من الضوضاء والازعاج بقدرته على امتصاص الصوت.
- في المناطق الرملية الصحراوية يعمل النبات على تثبيت التربة ومنع زحف الرمال إلى مناطق أخرى، فيقلل من التصحّر وتعرية التربة.
- النبات يقلّل من شدة الرياح العاتية ويعمل كمصدٍ طبيعي لها؛ كما أنّه يزيد من خصوبة التربة بشكلٍ طبيعي.
- النبات والأشجار تُشْعِر الناس بالسّعادة وتُقَلل من الاكتئاب والضغط النفسي.
- بعض أنواع الأشجار المُعَمّرة الّتي تزرع يكون لها صفةً علاجيةً فتُصنع منها الأدوية مثل شجر الصفصاف.
- تستعمل الأشجار كحواجزَ طبيعيةٍ بين المنازل أو الشوارع داخل المدن والقرى بدلاً من استخدام الحواجز الإسمنتية.
ولما للتشجير من أهميةً كبيرةً فقد ورد ذكر الشجر في القرآن الكريم ست وعشرين مرة؛ وقد نهى الرسول الكريم عن قطع الأشجار لما لها من فوائد جمة وحث على زراعة الشجر حتى ولو كان الوقت هو وقت قيام الساعة.