درعا
تقع مدينة درعا في أقصى جنوب الجمهوريّة العربيّة السوريّة، على الحدود الواصلة مع المملكة الأردنيّة الهاشميّة الشماليّة، وهي تعدّ إحدى أقدم المدن العربيّة العريقة بعد دمشق، وحلب الشهباء. وتبعد مدينة درعا عن مدينة دمشق حوالي مئة وعشرين كيلومتراً باتجاه الجنوب، وهي تُعتبر العاصمة التاريخية لإقليم حوران، الذي تتبع له ثلاث محافظاتٍ وهي: درعا، والسويداء، والقنيطرة، والتي لا زالت للآن يخضع جزءٌ منها للاحتلال الاسرائيليّ.
عدد سكان درعا
يبلغ عدد سكان درعا حوالي المليون وثلاثمئة ألف نسمةٍ، أمّا مساحتها فتقدر بثلاثة الآلاف وسبعمئة وثلاثين كيلومتراً مربعاً، وقد كانت عاصمة لإقليم حوران الممتد من جنوب سوريا، إلى شمال الأردن، والذي يتبع له كلٌّ من المدن التالية: مدينة طفس، وأزرع، وداعل والحراك، ونوى، والشيخ مسكين، وجاسم، ومدينة الصنمين، والطيبة.
تقسم مدينة درعا إلى قسمين هما: درعا البلد، ودرعا المحطة.
- درعا البلد: هي الجزء القديم من المدينة، وفيها معالم أثريةٌ عديدةٌ أهمها: المسجد العمريّ، وفيها عددٌ من المدرجات القديمة التي أقيم عليها عددٌ كبيرٌ من النشاطات الأدبية والفنيّة.
- درعا المحطة هي الجزء الأحدث من المدينة، والتي تضمّ المؤسّسات العامة، والخاصّة، والدوائر الحكومية، التي تخدم محافظة درعا بشكلٍ عام.
الزراعة في درعا
تعتبر درعا من أهمّ مناطق الإنتاج الزراعيّ في سوريا؛ لخصوبة أراضيها، ووفرة المياه فيها، فهي تشكل سلة الغذاء السوريّ منذ أيام الرومان، وذلك بسبب وجود ينابيع المياه المترقرقة في العديد من مناطقها كالمزيريب، ونبع الصخر، والأشعري، وعين ذكر، وشلالات تلّ شهاب، وغيرها، والتي ساعدت على زيادة الإنتاج الزراعيّ، وتطوّره فيها تطوراً ملحوظاً.
ساهم ارتفاع سهول حوران التي تزيد عن سبعمئة مترٍ عن سطح البحر، بوجود مناخٍ ملائمٍ، وتربةٍ خصبةٍ وغنية بمكوّناتها الطبيعية وخصوصاً في المناطق الغربية منها، ويزرع في درعا العديد من أنواع المحاصيل، والأشجار المثمرة، وخصوصاً أشجار الزيتون، والعنب، والحمضيات بشكلٍ عام، وهي تصدّر منتوجاتها إلى مُدن سوريا كاملةً، وما فاض عن الحاجة يصدّر إلى الوطن العربيّ، لما يُعرف عن جودة إنتاجها، ونكهته المميزة.
الصناعة في درعا
لا زالت درعا تحتفظ ببعض المهن والحرف التقليدية التي تقوم بمجملها على أدواتٍ بسيطةٍ، كطحن الحبوب بحجر الرحى، والغزل، والنسيج، والصناعات المعدنية الخفيفة، كمهن الحداد، والنجار، والحلوانيّ، وصناعات مشتقات الألبان، وهي أكثر ما يحترفها النساء في البيوت. ونجد فيها أيضاً صناعات الغزل، والنسيج، والحياكة، والتطريز، ودباغة الجلود، وصناعات القشّ القديمة، والتي تقوم على صناعة السلال، والأطباق، والكراسي وغيرها.