محتويات
فرنسا
فرنسا هي إحدى دول القارة الأوربيّة، عاصمتها باريس، وهي واحدة من الدول التي لها سواحل أطلسيّة وأخرى متوسطيّة، والديانة الرئيسيّة فيها هي المسيحيّة التي يعتنقها أغلب سكانها، كما ويعتبر الإسلام الدين الثاني فيها، وقد كانت فرنسا دولة لا دينيّة منذ عام 1905م، فهي لا تعترف بالأديان، كما أنّها لا تُعاديها، فالدستور فيها ينص على أنّها جمهوريّة علمانية، ولكن في القانون عليها احترام جميع الأديان.
كيفيّة وصول الإسلام إلى فرنسا
المرحلة الأولى
لقد بدأت أولى الفتوحات الإسلاميّة للأراضي الفرنسيّة في سنة 96هـ، حيثُ أرسل طارق بن زياد حملة استكشافيّة إلى برشلونة، وأربونة، ووصلت إلى بلدة أبنيون على نهر الرادنة، وقد استمرت الحملة باتجاه مدينة ليون ثم عادت إلى الأندلس، ثم أُرسلت حملة بقيادة السمح بن مالك الخولاني خارجة من برشلونة مُتجهة إلى مدينة طلوشة تولوز حالياً، وفي عام107هـ، خرجت حملة أخرى وصلت إلى مدينة نيم، ثم واصلت المسيرة إلى مدينة ليون، وفي عام 114هـ، قاد عبد الرحمن الغافقي حملة مُتّجهاً من جبال البرانس إلى مدينة برديل، حيثُ هزم جيش الفرنجة، ثمّ اتجه إلى بواتيه وهُزم المسلمون في معركة بلاط الشهداء، وفي القرن الثالث الهجريّ استطاع الأندلسيّون السيطرة على نيس، فاستوطنوا الشواطئ الجنوبيّة من فرنسا، حيثُ قامت دولة أندلسيّة هناك، وظل الحكم الإسلاميّ فيها مئة وأربعاً وعشرين سنة، وهكذا كانت المرحلة الأولى من الوصول الإسلاميّ إليها، وأيضاً اتصال الفرنسيين بالمشرق في أثناء الحروب الصليبيّة حيث ظهر مجال آخر للاتصال بالمسلمين.
المرحلة الثانية
وقد بدأت هذه المرحلة في مطلع القرن الرابع عشر الهجريّ، وخاصة بعد الحرب العالميّة الأولى عندما هاجر عدد من المسلمين إلى فرنسا من الشمال الأفريقيّ، وتزايدت أعداد المسلمين في فرنسا بسبب حاجتها إلى الأيدي العاملة، كما وأثَّر استقلال الجزائر في هجرة المسلمين إليها حيثُ وصل إليها حوالي ثلاثمئة ألف مسلم.
مناطق وجود المسلمين في فرنسا
ينتشر المسلمون في معظم أرجاء المدن الفرنسيّة، وفي الريف الفرنسيّ، حيثُ يعيش في باريس وضواحيها أكثر من مليون ونصف المليون مسلم، وفي مدينة مرسيليا، وفي ليون أكثر من 150 ألف مسلم، وأعداد كبيرة في نيس، وبوردو، وناست، وليزفلين، كما وتنتشر الجالية المسلمة في الجنوب الفرنسيّ بكثرة.
عدد المسلمين في فرنسا
أغلب التقديرات التي أجريت تُشير إلى أنّ عدد المسلمين في فرنسا ما بين 5 إلى 6 ملايين، إلاّ أنّ وزارة الداخليّة الفرنسيّة تُقدر أعدادهم ب 4.5 مليون، وقد ذكرت الإحصائيّة أن 33% فقط منهم ملتزمون بأداء الشعائر الإسلامية، ويُمارسونها باستمرار، ولكن تُعدُّ هذه الأرقام ليست رسميّة أو حكوميّة، وذلك لأن قانون الإعلام والحريات الفرنسيّ يمنع تعداد المواطنين حسب الانتماء العرقيّ، أو الدينيّ، أو الفلسفيّ، وأغلبيّة مسلمي فرنسا من دول المغرب العربيّ، وتتراوح نسبتهم قرابة 82% من مجموع المسلمين فيها.