هايتي
نشأت جمهورية هايتي كمستعمرةٍ إسبانيّةٍ كأغلب دول منطقة الكاريبي، إلى أن وقعت تحت الاحتلال الفرنسيّ عام 1626 ميلاديّ، ومع ذلك فقد نالت استقلالها مبكراً في بدايات القرن التاسع عشر، فكانت من الدول أولى التي اكتشفها الإسبان في العالم الجديد، وثاني الجمهوريّات الّتي نالت استقلالها.
تُعد ثورة هايتي الّتي كانت ضد الاستعمار الفرنسي والّتي دارت أحداثها بين عام 1791 وعام 1804 على أنّها الثورة الوحيدة التي قام بها العبيد وأدت إلى قيام دولة مستقلة، وأعلنت اليونسكو يوم إعلان استقلال هايتي يوماً عالميّاً للاحتفال بإلغاء الاتّجار بالعبيد السود.
موقعها وتضاريسها
تُعد جمهوريّة هايتي من إحدى دول البحر الكاريبي، والّتي تشمل على الثلث الغربيّ من جزيرة هسبانيولا،الّتي تم اكتشافها على يد المستكشف كريستوفر كولومبس، بينما يضمُّ الجزء الشرقيّ جمهوريّة الدومينيكان، أما حدودها على البحر الكاريبي غرباً فتفصلها عن جامايكا وكوبا. كما أنّ معظم أراضي هايتي جبليّة، حيث تخترقها من الشمال والجنوب سلستي جبال تكوّنان شبه جزيرة ممتدّة داخل البحر الكاريبي، وأعلى الجبال جبل لاسل.
مناخها
أدّى المناخ المداريّ إلى وجود مساحاتٍ كبيرةٍ من الغابات في المناطق السهليّة من هايتي، إلا أنّه قد تمّت إزالة معظمها واستغلالها في الزراعة، كما أنّ معدّلات هطول الأمطار تختلف من منطقة إلى أخرى، وذلك بحسب ارتفاعاتها المتباينة، وتؤدي حالة المناخ إلى حدوث العديد من الأزمات الطبيعيّة في البلاد من سيول وعواصف مدارية يمكن أن تدمر قرى بأكملها كما حدث في عام 2008.
اقتصادها
يعيش ما يزيد عن ثمانين بالمئة من سكان هايتي تحت خط الفقر، وتعتبر الزّراعة من الأنشطة الاقتصاديّة الأساسيّة في البلاد، والّتي تقوم على المساحات الصّغيرة الصالحة. تصدر جمهوريّة هايتي السلع الأساسية التي يتم تصنيعها في البلاد، وهي عبارة عن الملابس بشكلٍ أساسيٍّ إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وعلى الرّغم من ذلك فإنّ البلاد لازالت تُعاني من ارتفاع في معدّلات التّضخم، وعجز واضح في الميزان التجاري، وذلك نتيجةً لاستيراد السلع الأساسيّة من خارج البلاد. يعتمد النّشاط الاقتصاديّ على المساعدات الخارجيّة بشكلً كبيرً؛ سواء في صورة معونات، أو قروضٍ من البنك الدوليّ لتحقيق معدّلات تنمية متوسطة وطويلة الأجل.
سكّانها
إنّ الغالبية العظمى من سكان هايتي من أصول إفريقية، جُلبوا إلى المنطقة في ظلّ العبوديّة للعمل في الزّراعة وقطع الأشجار، واللغة الفرنسيّة هي لغة البلاد الرسميّة، بالإضافة إلى لغةٍ محليّةٍ هايتيةٍ ظهرت نتيجةً لاختلاط عدّة لغاتٍ إفريقيّةٍ مع اللغة الفرنسيّة، وأصبحت لغةً مستقلّةً بذاتها مع مرور الوقت.يعيش معظم السكان في المناطق الريفيّة في أكواخٍ بسيطةٍ مُعرّضةٍ للتدمير بسبب العوامل البيئية، كما تسود حالةٍ من التدهور الصحيّ وانتشار الأمراض لضعف الخدمات الأساسيّة.