خلْقُ الإنسان
خلق الله الإنسان مما تحتويه الأرض أي من ترابها، وأول الخلق هو آدم عليه السلام،[١] في قوله تعالى: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى)،[٢] بعد ذلك جُبلت هذه التربة بالماء فأصبحت طينًا،[١] قال تعالى: (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون)،[٣] وهذا الطين كان لازبًا يعني لزجًا،[١] قال تعالى: (إنا خلقناهم من طين لازب)،[٤] وهذا الطين اللازب أصبح منتنًا،[١] قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون)،[٥] والحمأ بفتح الحاء والميم يعني الطين الأسود، ومسنون في لسان العرب يعني منتن، وحين كان هذا الطين مختلطًا بالرمل فهو صلصال، وقال الرازي إنّ الطين الحر حين يختلط بالرمل يتصلصل إذا جف، وحين يطبخ في النار يصبح فخارًا، وبعد أن أصبح بنو آدم يتاكثرون صار خلقهم من الماء، وهو المني المعروف الذي يخرج من الرجل والمرأة، أي أنّ التناسل أصبح بالجماع وإنزال المني،[١] قال تعالى: (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين).[٦]
أول البشر
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أنّ آدم عليه السلام هو أول إنسان خلقه الله تعالى، وفي ذلك أدلة كثيرة، ومن بعد ذلك خُلقت أمّنا حواء منه، ومن ثمّ خُلقت البشرية جمعاء منهما، وهذا التسلسل هو من المسلّمات التي لا تقبل الشك،[٧] قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً).[٨]
الغاية من خلق البشر
لم يخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان عبثًا، وإنما خلقه لعبادته، واتباع أمره وشرعه، ووعد من حاد عن هذه الغاية أشد العذاب، ومن استقام عليه فإنه له نعيمًا مقيمًا، وهذه الحقائق قد دلّ الله تعالى عيله في القرآن الكريم في أكثر من موضع،[٩] منها قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[١٠] والعاقل يعرف حقّ اليقين أنه لم يخلق نفسه، ولم تخلقه الطبيعة أيضًا، إنما خلقه الله تعالى،[٩] ومن هنا فإنّ الله لم يخلق البشر ليكونوا كالبهائم فقط تأكل وتشرب وتتكاثر، ولكنّ الله كرمه وفضله على الخلق جميعًا، فالله هو الأدرى بخلقه وأعلم بالحكمة بخلقهم من غيره، والحياة ابتلاء واختبار، يبتلي الله بها البشر ليعلم من يطيعه ويشكره فيثيبه، ومن يعصيه فيعاقبه،[١١] قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)،[١٢] وهنا تتجلّى أسماء الله، الرحمن، والتواب والرحيم وغيرها.[١١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "فلينظر الإنسان مما خلق"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2018.
- ↑ سورة طه، آية: 55.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 2.
- ↑ سورة الصافات، آية: 11.
- ↑ سورة الحجر، آية: 26.
- ↑ سورة السجدة، آية: 8.
- ↑ "الأدلة على أن آدم أول إنسان خلقه الله"، إسلام ويب، 30-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 1.
- ^ أ ب "الحكمة من خلق الإنسان"، إسلام ويب، 30-12-2001، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 56.
- ^ أ ب " الحكمة مِن خَلْق البشر"، الإسلام سؤال وجواب، 4-9-2005، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2018.
- ↑ سورة الملك، آية: 2.