غزوة بدر
الإسلام هو رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وخاتم الرسالات السماوية، ظهر لأول في مكة المكرمة، وهي المكان الطاهر الذي وُلد فيه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأسلم معه العديد من الرجال والنساء، وواجهوا الكثير من العداوة والتعصب والتعذيب، فما كان من سبيل للخلاص من ذلك إلا بالهجرة إلى مكانٍ آمن، وهي المدينة المنورة، وعندما هاجر المسلمون وتركوا ديارهم، خلفوا وراءهم أموالهم وتجارتهم، فاستولت عليها قريش، ولاسترجاع أموالهم المنهوبة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالاستيلاء على قوافل قريش التي كانت تعود مُحمّلة بالتجارة من الشام، ويعتبر هذا هو السبب الأهم في قيام أول غزوة في الإسلام؛ وهي غزوة بدر الكبرى.
متى وقعت غزوة بدر
غزوة بدر هي أعظم الغزوات في الإسلام؛ لأنها أول الغزوات والمواجهات القتالية التي وقعت بين المسلمين وكفار قريش، وتعتبر أولى الغزوات التي قادها قائد الدولة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم، فعندما أعلن بدءها والتحرك للقتال كان المسلبمون صائمين في شهر رمضان المبارك، فكان يوم السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة هو التاريخ الفعلي لظهور الدولة الإسلامية وإعلان قوتها في جزيرة العرب، وأصبح لها شأن قوي وقوة لا يستهان بها، وساهمت في دخول الكثيرين في الإسلام، مما أدى إلى انتشاره إلى بقاع مختلفة من جزيرة العرب، ثم اتسع الإسلام فيما بعد إلى خارج الجزيرة العربية.
أحداث غزوة بدر
وقعت غزوة بدر في وادي بدر الشهير ببئر مياه بدر، حيث يقع هذا الوادي بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويشتهر هذا الوادي بأنه أحد الأماكن التي يجتمع بها العرب للتجارة والمفاخرة، والمواجهات الشعرية كنوع من التواصل، واختار النبي عليه الصلاة والسلام هذا المكان على وجه الخصوص لقطع المياه عن قافلة قريش التي كان يقودها معاوية بن أبي سفيان، فمياه بدر كانت تقصدها القوافل للاستراحة عندها والتزود بالماء.
عندما علم أبو سفيان بنية المسلمين بالخروج للاستيلاء على القافلة غيّر اتجاهها، وفي هذه الأثناء أرسل خبراً يُعلم فيه أهل قريش بخروج المسلمين الذين بلغ عددهم 313 رجلاً بقيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأعدّ أهل قريش العدة والعتاد، وخرجوا لملاقاة جيش المسلمين الذين بلغ عدد جيشهم 1000 رجل بقيادة أبي جهل.
نتائج غزوة بدر
التقت الجيوش في موقعة بدر، ودار قتال عنيف انتهى بانتصار المسلمين، واستشهاد 13 رجلاً منهم، وخسارة جيش قريش الذين قُتل منهم 70 رجلاً، أُسر منهم 70 رجلاً أيضاً، وفرح المسلمون بهذا الانتصار، وبالغنائم التي عادوا بها إلى المدينة المنورة، فغزوة بدر هي أم المعارك والغزوات في إظهار الحق ونصرة الدين الإسلامي، وتعتبر غزوة بدر وغزوة الفتح هما الغزوتان الوحيدتان اللتان قادهما الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان المبارك.