مراحل تطور الفلسفة عند اليونان

كتابة - آخر تحديث: ٤:٥٦ ، ٩ أبريل ٢٠١٧
مراحل تطور الفلسفة عند اليونان

الفلسفة عند اليونان

كانت بدايات التفكير الفلسفي عند اليونان في القرن السادس قبل الميلاد، وخلال تاريخها الطويل تناولت الكثير من المواضيع المختلفة الواسعة مثل: الفلسفة السياسية، والأخلاقية، وعلم الوجود، والمنطق، وعلم الأحياء، والبلاغة، وقد عرفت تحولات فكرية كانت نتائجها ظهور عدد من الفلاسفة والمذاهب والاتجاهات الفلسفية، وبالتالي فإنّ الفلسفة اليونانية مرت بعدة مراحل، تتميز كلّ مرحلة عن غيرها بصفات خاصة ومختلفة، ومن خلال المقال سوف نتعرف على أهم مراحل تطور الفلسفة عند اليونان.


مراحل تطور الفلسفة اليونانية

الفلسفة قبل سقراط

حيث كانت هذه المرحلة تدور حول نشأة الكون وعلم الأساطير، وقد مرت المرحلة بعدة أدوار مختلفة وهي:

  • الدور الذي تمثله المدرسة الأيونية: وكانت على يد الفلاسفة الطبيعيين وعلى رأسهم طاليس، وتعتبر أول مدرسة ظهر فيها التفكير الفلسفي المنظم في اليونان، وكان زعماء هذا الدور هم: طاليس، وهيراقليطس، وأنكسمندر، وأنكسمنس، وقد ركزوا على أصل العالم وكيف نشأ، واتفقوا على أنّ ذلك الأصل هو عبارة عن مادة موجودة في الطبيعية دون الاتفاق في تعيين هذه المادة، وأنّ أصل الكون هو الماء.
  • الدور الذي تمثله المدرسة الفيثاغورية: والتي كانت على يد الفيلسوف فيثاغورت، حيث يرى أنّ أصل الكون هو العدد لأنّه شبيه بعالم الأعداد أكثر من عالم الهواء أو النار أو الماء، حيث كانت نظريتهم أنّ العدد أصل لجميع الكائنات.
  • الدور الذي يمثله الفلاسفة الإيليون: وأهمهم بارمنيدس، حيث يرى هذا الدور أنّ الوجود هو الوجود نفسه، إذ لا يوجد في الكون كله إلّا تلك الحقيقة وهي حقيقة الوجود، وقد كان طابع الدورعقلياً.
  • دور الطبيعيون المتأخرون: وكان أشهرهم ديموقريط، ويعتمد قولهم على أنّ أصل العالم هو الذرة، حيث يفسرون الفساد والكون في هذا العالم بالوجود والعدم.


فلسفة السفسطائيين وسقراط

في هذه المرحلة يتم ملاحظة أنّ موضوع الفلسفة قد تغير، حيث أصبح موضوعها يدور حول الإنسان بدلاً عن الكون الطبيعي المحسوس، ويعود ذلك إلى أنّ الفلاسفة السفسطائيين قاموا بتحويل البحث الفلسفي من الطبيعة إلى الإنسان، وبعد أن اختلف الفلاسفة في بيان أصل العالم وتناقض أقوالهم، فقد ظهر مجموعة من الفلاسفة ووجهوا النقد والتشكيك لآراء الفلاسفة السابقين، فقد ذهبوا على أنّه ليس هناك قضايا عامة تتساوى العقول في إدراكها، وبالتالي فإنّ الإنسان وحده هو مقياس كل شيء، وبمعنى آخر فإنّ شعار السفسطائيين كان: الإنسان مقياس كل شيء، ومن أشهر الفلاسفة السفسطائيين: بروتاجوراس، وجورجياس.


أما بالنسبة لسقراط فقد عاش في نهاية المرحلة الثانية من تطور الفلسفة اليونانية وانتهاء عصر السوفسطائيين، وقام سقراط بفلسفته بافتتاح مرحلة جديدة في ازدهار الفلسفة اليونانية، وبالتالي فقد مهّد الطريق أمام تلميذه أفلاطون بتطوير هذه الفلسفة إلى مجالات كثيرة مختلفة، وكانت ذروتها على يد أرسطو، وتميز سقراط بحدة الذهن وسرعة الفهم والبراعة وحضور البديهة في إخفاء سخريته، كما كان بارعاً في المناقشات، ودقيقاً في كشف خداع الناس، وتعتمد فلسفة سقراط على موضوع واحد ألا وهو الإنسان، كما وبحث فيما وراء الطبيعة.


فلسفة أفلاطون وأرسطو

هي أهم مراحل تطور الفلسفة، حيث أصبح موضوعها شاملاً لكل بحث إنساني، كما امتازت هذه المرحلة بتنظيم المسائل الفلسفية، وبعد موت سقراط ترك أفلاطون أثينا وذهب إلى ميغازي، وأقام عند الفيلسوف إقليدس والذي أسس مدرسة فلسفية في تلك المدينة، وبعدها اتجه أفلاطون إلى مصر ثمّ إلى إيطاليا، ومن خلال رحلاته وتعرفه على ثقافات الشعوب، فقد تعدد الجوانب الفكرية والموضوعات الفلسفية لديه، حيث تناول موضوع المعرفة وكيفية تحصيلها، والطبيعة وما وراء الطبيعة والتي تبحث في ظواهر الوجود، والأخلاق وتبحث في واجبات الفرد، والإنسان والقيم.

961 مشاهدة