سورة القلم
سورة القلم أو "ن" وهو الاسم الآخر لهذه السُّورة الكريمة، هي السُّورة الثامنة والسِّتون من سُور القرآن العظيم، تقع في الجزء التَّاسع والعشرين بعدد آياتٍ يبلغ اثنين وخمسين آيةً. سورة القلم من السُّور المكيَّة، وقد نزلت بعد سُورة العلق في مكة المكرمة في بداية البعثة المُحمديّة، وهي من السُّور الكريمة التي بدأها مُنزِّل الكتاب بالقسم، قال تعالى:"ن والقلم وما يسطرون" أي وما يكتُبون.
سبب نزول سورة القلم
سُورة القلم اشتملت على آيتين كان لهما سببٌ للنُّزول:
- الآية الأولى: قال تعالى:"وإنَّك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ"؛ حيث نزلت في وصف أخلاق النَّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ الذي كان يتّصف بالخُلق العظيم كما قالت عنه أم المؤمنين عائشة بأنّه من كمال أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنّه كان يردُّ على من يناديه بلبيَّك.
- الآية الثَّانية: "وإنْ يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم"، أي حاول كفّار قريش أنْ يحسدوك؛ لكنّ الله سبحانه وتعالى كفّ أذاهم وحماه صلى الله عليه وسلم من كيدهم.
في رحاب سورة القلم
- بدأت سورة القلم بالقسم للدّلالة على تعظيم وتكريم المُقسم به، وهو القلم وكُلُ ما هو من جنسه يُستخدم لنفس الغاية وهي الكتابة، وهذه إشارةٌ واضحة على أنّ الدِّين الإسلاميّ دين العلم الذي يعتمد على الحقائق الثَّابتة بالقراءة والكتابة؛ فسُورة القلم التي تحثُّ على الكتابة نزلت بعد سُورة العلق التي ابتدأت بقوله تعالى:"اقرأ".
- ناقشت سُورة القلم ثلاثة محاور أساسيّة وهي:
- رسالة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم وما صاحبها من أقوالٍ وتصرفاتٍ من قِبل كفّار قُريش، والشبَه التي أثاروها حول شخص الرَّسول الكريم حيث وصفوه بالجنون أو بعمل السحر وتارة أخرى بنظم الشعر.
- قصة مُلَّاك البُستان- الذين وُصفوا بالسُّورة بأصحاب الجنّة - وما كانوا يتمتّعون به من نِعم الله، وكذلك وضَّحت السُّورة العِقاب الذي لحق بهم نتيجة كُفرهم بهذه النِّعم.
- توضيح وتبيان مصير كُلٍّ من المؤمنين والكُفَّار في الآخرة وذِكر شدائد يوم القيامة وأهواله.
- ركزت السُّورة على بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم وعلى صِدقه وكمال خُلُقه وعقله.
- أمر الله تعالى النَّبيّ الكريم بالاحتمال والصّبر عمّا يلاقيه من أذى من مشركي قُريشٍ.
- سُورة القلم ليست جميع آياتها مكيّة؛ فهُناك آياتٌ مدنيّةٌ وهي الآيات ما بين 17 - 33 والآيات ما بين 48 - 50.
- الوعيد الشَّديد للكُفَّار والمشركين بأن يتولى الله عقابهم جزاءً على كُفرهم وأذاهم للنّبيّ صلى الله عليه وسلم.
- عرض لسوء أخلاق وطِباع الكُفّار وما عاناه الرَّسول الكريم منهم في بداية الدَّعوة في مكة، وكيف أطلقوا عليه الأوصاف المُسيئة للتَّنفير من دعوته.