كم مدة حمل مريم عليها السلام

كتابة - آخر تحديث: ١٦:٤٤ ، ٢٧ يونيو ٢٠١٦
كم مدة حمل مريم عليها السلام

مريم -عليها السلام-

هي مريمُ بنت عمران، وأمّ نبي الله عيسى -عليه السلام-، ولدت يتيمةً وربّتها أمها "حنة" وكفلها أحدُ أعيان قومِها زكريا، وهبتها أمها عند ولادتها لخدمة البيت المقدّس، فنشأت زاهدة عابدة، تقضي وقتها بالعبادة والدعاء، وكان كفيلها زكريّا يأتي لزيارتها وإحضار الطعام لها، إلا أنّه كان يجدُ لديها كلّ ما تشتهيه من طعام وشراب، وعندما يسألها عن مصدر هذا الطعام والشراب، كانت تجيبُ بأنه من عند الله، اصطفاها الله دون نساءِ الأرض جميعاً، ووهبَ لها ابناً من دون أن يمسسْها بشر، حيث أرسل لها ملاكاً بهيئةِ بشر ليبلّغها بالمهمة العظيمة التي ستقوم بها، وبكلمة من الله، نفخ من روحه في رحم مريم بنت عمران فحملت بالنبيّ عيسى.


سمّيت بمريم العذراء كشهادةٍ لها بعفّتها وطهارتها، وقد أكرمها الله بأن أنزل سورة "مريم" وسورة "آل عمران" في قرآنه الكريم، وهي شخصيّة لها قدسيتها عند المسلمين والمسيحيّين.


مدة حمل مريم -عليها السلام-

اختلف جمهور العلماء بالمدة الزمنيّة التي قضتها السيدة مريم العذراء -عليها السلام- بحمْل نبيّ الله عيسى -عليه السلام-، فانقسمت آراؤهم إلى ثلاثِ وجهات نظر مختلفة، يدعم أصحاب كلّ وجهة نظر فكرتهم باجتهادهم الشخصيّ، وتتلخّص هذه الوجهات بالتالي:

  • الحمل لمدة تسعة أشهر: وهذا ما ذهبَ إليه معظم علماء الدين، فما حمل مريم إلا كغيرها من النساء، أي تسعة أشهر، لأنّ الله لم يذكر في كتابه شيئاً يخصّها بقدرة عجيبة أو مختلفة عن النساء، بالإضافة إلى الدلالات التي تشيرُ على أنها ابتعدت عن قومها عندما بدأت علامات الحمل بالظهورِ عليها، وعند سؤال يوسف النجار لها عن والد طفلها، فتسلسل الأحداث يشير إلى الفترة الزمنيّة للحمل الطبيعي.
  • الحمل لمدة ثمانية أشهر: علماء آخرون يشيرونَ إلى أنّها حملت لمدة ثمانية أشهر، لأن معظم من يولدون بالشهر الثامن لا يعيشون، وفي هذه المعجزة تكريمٌ للنبيّ عيسى -عليه السلام-.
  • الحمل والولادة بالوقت نفسه: وهذا رأي بعض علماء الدين وعلماء اللغة، فمن يفسّر آيات القرآن ويتأملها، فقد قال تعالى: (فحملته فانتبذت به مكانا قصيّا*فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة)، فتوظيف الله تعالى لحرف الجر الفاء فيهِ دلالةٌ على التعقيب، على اختلاف قوله تعالى في بيان طريقة الخلق: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين)، فتوظيف "ثم" هنا للدلالة على وجود فترة زمنيّة بين كل حدث، وهذا ما لم يكن موجوداً في حمل مريم العذراء.
1,345 مشاهدة