الفرق بين الأسماء والصفات

كتابة - آخر تحديث: ٢١:١٦ ، ١٧ أكتوبر ٢٠١٦
الفرق بين الأسماء والصفات

الأسماء والصِّفات والفرق بينها

تعدَّدت التَّعريفات لمعنى الاسم لغويًّا وفقهيًّا، ومن هذه التَّعريفات من يقول بأن الاسم هو كل ما يدل على معنى بنفسه [1]، وقيل أيضاً بأن الأسماء التي تُطلق على الأشياء هي ألفاظٌ تُطلق لتدُلَّ على هذه الأشياء [2]، وقيل أيضاً أن الاسم هو الذي يُنبِّئ عن المُسمَّى [3]، أمّا الصِّفة فهي الاسم الذي يدلُّ على حال الذات، حيث إنّ هذه الصِّفة تكون متلازمةً بذات الموصوف الذي يمكننا أن نعرفه بها [4]، وكذلك قال ابن فارس في مُعجم مقاييس اللغة: "الصِّفة هي الإمارة اللازمة للشيء، والنَّعت: هو وصفك للشيء بما فيه حسن".


الفرق الفقهيُّ بين الأسماء والصِّفات

بيَّنت الشَّريعة الإسلاميّة تخصيصاً مُعيَّناً في الفرق بين أسماء الله وصفاته؛ حيث إنَّ أسماء الله هي كل ما يدلّ على ذات الله سبحانه وتعالى مع صفات الكمال القائمة به، فمثلاً من أسماء الله: العليم، والحكيم، والقادر، والبصير، والسميع، تدلُّنا على ذات الله سبحانه، وعلى ما يقوم بها من القدرة، والحكمة، والعلم، والسَّمع، ولكنَّ كلَّ صِفةٍ من صفات الله هي عبارةٌ عن كمال النَّعتِ القائم بذاته، كالعلم، والحكمة، إذاً فأسماء الله تعالى تدلُّ على أمرين، وأمّا صفاته فإنَّها تدلُّ على أمرٍ واحدٍ، ولذلك يقول العلماء: "الاسم مُتضمِّنٌ للصفة، وأمّا الصِّفة فهي مسلتزمةٌ للاسم" [5].


التَّمييز بين الأسماء والصِّفات

  • يمكن اشتقاق صفاتٍ من أسماء الله، ولكن لا يمكن اشتقاق أسماء من صفات الله؛ فمثلاً من أسماء الله، القادر، والرَّحيم، والحكيم؛ حيث إنّ هذه الأسماء يمكن أن نشتقَّ منها هذه الصِّفات والتي هي: القُدرة، والرَّحمة، والحكمة، غير أننا لا يُمكننا اشتقاق من صفات المكر، والمجيء، والإرادة، أسماءً كأن نقول: الماكر، والجائي، والمريد.
  • لا يمكن اشتقاق أسماءٍ من أفعال الله، ولكن يمكن اشتقاق صفاتٍ من هذه الأفعال، فمن أفعال الله سبحانه، أنه يحبُّ، ويغضب، ويكره، فلا نستطيع أن نقول المُحب، أو الغاضب، أو الكاره، ولكن بالنِّسبة للصِّفات فنستطيع أن نثبت لله سبحانه وتعالى صفة الحب، والغضب، والكره، ولذلك يقول أهل العلم بأن باب الصفات أوسع من باب الأسماء [6].
  • يمكن أن نستعيذ، أو نحلف بأسماء الله وصفاته جميعها، كأن نقول: اللهم إنَّا نستعيذ برحمتك من عذابك، أو نحلف فنقول: وعِزَّةِ الله وقوَّته، ولكن لا يمكن أن نعبد، أو ندعو بغير الأسماء، فمثلاً يمكن أن نتعبّد بالأسماء الحسنى، فنقول: عبد الحليم، أو عبد الرحمن، أو عبد الكريم، ولكن لا يمكننا أن نقول: عبد الحِلْم، أو عبد الرَّحمة، أو عبد الكَرَم، وأما بالنِّسبة للدعاء فيمكننا أن ندعو الله سبحانه وتعالى بأسمائه، فنقول: يا غفور اغفر لنا، يا رحمن ارحمنا، يا كريم أكرمنا، وأما أن ندعو الله بصفاته فهذا لا يجوز كأن نقول: يا مغفرة الله، أو يا رحمة الله، أو يا كرم الله، والسبب في ذلك أن الصِّفة ليس هي الموصوف، فالمغفرة ليست هي الله، وإنما هي صفةٌ لله، حيث يقول الله تعالى: (يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)، ويقول سبحانه: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [7].


المصادر

  • [1] بتصرُّف، التعريفات للجرجاني.
  • [2] بتصرُّف، مجموع الفتاوى.
  • [3] بتصرُّف، الكليات لأبي البقاء الكفوي.
  • [4] بتصرُّف، التعريفات للجرجاني.
  • [5]بتصرُّف، فتاوى اللجنة الدائمة (116/3 الفتوى رقم 8942).
  • [6] بتصرُّف، مدارج السَّالكين للإمام ابن القيِّم الجوزيَّة.
  • [7]بتصرُّف، فتاوى الشيخ ابن عثيمين، بترتيب أشرف عبد المقصود.
907 مشاهدة