محتويات
الزيادة السكانية في مصر
كانت مصر قبل نحو 20 عاماً تمتلك نظاماً فعّالاً لعمليّة تنظيم الأسرة،[١] إلّا أنّها اليوم أصبحت الدولة الأولى عربيّاً من حيث عدد السكان،[٢] فقد وصل عدد سكانها نحو 102.550.597 نسمة حسب إحصائيّات عام 2020م،[٣] أيّ أنّها تعاني حاليّاً من زيادة سكانيّة كبيرة تشكّل تحدياً كبيراً للدولة،[١] خاصّة أنّ السكّان يتركزون في مساحة جغرافيّة لا تتجاوز 5% من إجماليّ مساحة مصر البالغة نحو مليون كم²؛ وذلك لأنّ معظم أراضيها ذات طبيعة صحراويّة، فيتركز السكان في منطقة الحوض الخصب لنهر النيل.[٢]
وبحسب الإحصائيّات فإنّ أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في مصر هي منطقة القاهرة الكبرى، إذ يقطن فيها حوالي 24 مليون نسمة، ويتركز حوالي 10 ملايين نسمة منهم في مدينة القاهرة عاصمة الدولة، لتتجاوز الكثافة السكانيّة فيها نحو 40 ألف شخص/كم² تقريباً،[٢] وقد بيّنت نتائج دراسة أجرتها الأمم المتحدة أنّ مصر تعدّ واحدة من أسرع الدول نمّواً من حيث عدد السكان في العالم، لذا من المتوقع أن يصل عدد سكانها بحلول عام 2030م إلى نحو 121 مليون نسمة، كما يتوقع أن يرتفع العدد بحلول عام 2050م إلى نحو 160 مليون نسمة، وإلى حوالي 225 مليون نسمة مع نهاية القرن الحالي، أيّ نحو ضعف عدد السكان الحاليين، لذلك صُنّفت مصر ضمن البلدان التسعة التي يتوقع أن تظهر أكبر فرق في الزيادة سكانيّة بين الوقت الحاليّ ومنتصف القرن الحاليّ.[٤]
أسباب الزيادة السكانية في مصر
تتعدد الأسباب التي تؤذي إلى زيادة عدد السكان في مصر، وفيما يأتي بعض هذه الأسباب:
- زيادة عدد المواليد: وهو أحد أهمّ الأسباب المؤدية لزيادة عدد السكان في مصر، حيث إنّ عدد المواليد يفوق بشكل كبير عدد الوفيّات، فقد أظهرت الإحصائيّات أنّ متوسط معدّل الإنجاب الحاليّ في مصر يصل إلى نحو 4 مواليد في اليوم، ومن الحلول المقترحة للحد من زيادة أعداد المواليد، العمل على طرح برامج توعوية متخصصة تهدف إلى تخفيض معدلات الإنجاب، على أن تتركز هذه البرامج في المناطق البسيطة التي يرتفع فيها عدد أفراد الأسرة الواحدة.[٥][٦]
- انخفاض معدل الوفيّات: تظهر الإحصائيّات انخفاض في معدل الوفيّات بشكل كبير، وخاصة في فترة النصف الثاني من القرن العشرين، ويعود الفضل بذلك إلى تطوّر الرعاية الصحيّة في مصر، وعمل الدولة على توفير الوحدات الصحيّة الحكوميّة في كافة أنحاء البلاد.[٧]
- التوزيع غير المتكافئ للسكان: يظهر في مصر ارتفاع كبير في الكثافة السكانيّة، حيثُ يتركز نحو 99% من إجماليّ سكان مصر في مناطق الدلتا والوادي، وهي منطقة لا تتعدى نسبتها 3.5% من إجماليّ مساحة مصر، ويتركز نحو 25% من إجماليّ السكان في إقليم القاهرة الكبرى، وهو إقليم يضمّ محافظة العاصمة، والجيزة، والقليوبيّة، ويؤدي هذا التوزيع غير المتكافئ للسكان إلى حدوث ضغط كبير على البنية الأساسيّة، كما يتسبب بتركيز أغلب الخدمات في المدن والمراكز الحضريّة وغيابها عن باقي مناطق الدولة.[٨]
- العادات والتقاليد: تؤثر العادات والتقاليد التي اكتسبها المجتمع المصريّ من ثقافة المجتمع الزراعيّ في معدّل أفراد الأسرة الواحدة، كفكرة أنّ كثرة الأولاد عزوة، وضرورة الاستمرار في الإنجاب حتى يولد طفلاً ذكراً، إذ تشير دراسة أنّ متوسط الإنجاب لدى المرأة المصريّة عالٍ نسبة لمتوسط الإنجاب العالميّ، إذ يصل معدل الإنجاب في مصر إلى 3.5 طفلاً، بينما يصل إلى 2.5 طفلاً لكلّ امرأة عالميّاً.[٨]
الجهود المبذولة لتنظيم الزيادة السكانية في مصر
تبذل دولة مصر العديد الجهود لمساعدة المجتمع المصري على تنظيم الأسرة، ومنها ما يأتي:
الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية
قدّم فريق من الخبراء تحت إشراف المجلس القوميّ للسكان استراتيجيّة أطلق عليها اسم (الاستراتيجيّة القوميّة للسكان والتنمية)، وذلك للأعوام الممتدة بين 2015-2030م، وهي استراتيجيّة تتعلّق بمشكلة النموّ السكانيّ في مصر، حيث أظهر الوضع الحاليّ للسكان في مصر حاجة ملحة لوضع خطّة استراتيجيّة تحول دون وضع الدولة في ظروف صعبة في حال استمرّت الزيادة السكانيّة فيها، وبالتالي عدم القدرة على تحسين ظروف الحياة للسكان، وقد أطلقت هذه الاستراتيجيّة بداية عام 2014م تحت رعاية رئيس وزراء مصر آنذاك، وحددت الوسائل المتاحة لتنفيذها، كما وضعت خطّة تنفيذيّة وضحت الأدوار لجميع الأطراف المعنيين في تنفيذ الخطّة.[٩]
تمتلك الاستراتيجيّة عدّة أهداف على رأسها بناء مجتمع متجانس ومتماسك، وزيادة الترابط الاجتماعيّ بين أفراد المجتمع، وتحقيق التوازن بين عامل النموّ السكانيّ وبين توفر الموارد الطبيعيّة، والتطلّع لتوفير حياة أفضل للسكان، وإعطاء جميع أفراد المجتمع الخدمات الأساسيّة بشكل متساو، وزيادة التنمية البشريّة والريادة الإقليميّة، ومن الوسائل التي اتبعتها الاستراتيجيّة لتحقيق أهدافها السعي لخفض معدلات الإنجاب في مصر، وذلك عن طريق زيادة عدد النساء اللواتي يستخدمن وسائل تنظيم الحمل، ولرفع نسبة النساء اللواتي يستخدمن هذه الوسيلة من 59% لتصل إلى 72%، إذ تهدف الاستراتيجيّة إلى خفض متوسط الإنجاب من 3.5 طفلاً إلى نحوِ 2.4 طفلاً بحلول عام 2030م، وبالتالي لن يتجاوز عدد السكان في ذلك العام 111 مليون نسمة، بدلاً من الوصول إلى عدد سكان يبلغ حوالي 119 مليون نسمة في حال بقاء النسبة الحاليّة لمعدلات الإنجاب.[٩]
الاستراتيجيات الداعمة الأخرى
ومن الاستراتيجيّات الأخرى المتبعة للحد من الزيادة السكانيّة في مصر:[٩]
- استراتيجيّة الطفل: تهدف هذه الاستراتيجيّة إلى تحسين جودة الحياة بالنسبة للأطفال والأمهات في مصر، وذلك من خلال تقديم الدعم والحماية اللازمة، وتحسين الحياة البدنيّة والذهنيّة لهم، وتحقيق المساواة في توزيع الخدمات للأطفال في مختلف المناطق الجغرافيّة في الدولة، والحرص على حماية حقوق الأطفال.
- استراتيجية الزواج المبكر: وضعت هذه الاستراتيجيّة بهدف خفض نسبة حالات الزواج المبكر في المجتمع المصريّ، وتسعى هذه الاستراتيجية لخفض النسبة إلى نحو النصف بدءاً من عام 2015م وحتى نهاية عام 2020م، وتركز الاستراتيجيّة على بعض المناطق التي تسود فيها هذه العادة.
وللتعرف أكثر على السياحة في مصر بشكل عام يمكنك قراءة المقال السياحة في مصر
المراجع
- ^ أ ب هولي داجريس (1-6-2015)، "الزيادة السكانية: أزمة مصر الوجودية"، blogs.worldbank.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "The Challenges of a Growing Population for Egypt", www.fanack.com,19-2-2016، Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "Egypt Population", www.worldometers.info, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ "Egypt has one of the fastest growing populations in the world", www.enterprise.press,19-6-2019، Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ د. إيمان مصطفى (1-6-2020)، "أثر الزيادة السكانيّة المتسارعة على التنمية المستدامة في مصر خلال الفترة 1977 – 2018"، المجلة العربيّة للإدارة، العدد 2، المجلد 40، صفحة 144. بتصرّف.
- ↑ أحمد مرسي (6-9-2018)، "الزيادة السكانية .. العدو الأول للتنمية"، www.sis.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
- ↑ د. أيمن زهري (2018)، الديموغرافيا الخطرة: سكان مصر في القرن الحادي والعشرين ، مصر: الجمعية المصرية لدراسات الهجرة، صفحة 9. بتصرّف.
- ^ أ ب د.أحمد بدوي، د.محمد عز (23-5-2017)، "رؤية مقترحة لحل المشكلة السكانية في مصر"، www.acrseg.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت د.أحمد راغب، د.هناء جرجس، د.حسن زكي، وآخرون (2016)، تحليل الوضع السكانى، مصر: المركز المصري لبحوث الرأي العام، صفحة 27،28. بتصرّف.