محتويات
مفهوم الرشوة
يمكن التعريف بمفهوم الرشوة على أنّها ذلك العمل غير المشروع والمتعلق بالمال والمواد ذات القيمة النفعيّة؛ من حيث تقديم الوعود باستقبالها أو منحها بقصد الوصول لهدف فاسد من خلال التأثير في مسؤول عام صاحب قرار أثناء تأديته لواجباته الرسمية، وعند حصول هذا الفعل الفاسد فإنّ ما يترتب عليه هو العقوبة باعتبارها جناية قضائيّة مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ أحكامها لا تقتصر على القُضاة إنّما هناك صلاحيات ممنوحة للمسؤولين الحكوميين وذلك لاتساع رُقعة مفهوم الرشوة، وبغض النظر عن طبيعة الرشوة سواءً إن كانت أموالاً أم مواد قيمة وإعانات فإنّ الهدف الأسمى لصياغة قانون مكافحة الرشوة هو الحدّ من هذه الجريمة.[١]
تنوع أنماط الرشوة
يمكن القول إنّ الرشوة تأخذ أشكالاً وأنماطاً متعددة متراوحةً ما بين معاملة بسيطة بين المراجعين والموظفين وصولاً لمعاملات وصفقات كبيرة ما بين الشركات وحتى الحكومات وهذا كله يكون بصفة الرشوة الواضحة الجليّة وقد تكون الرشوة بطابع خفي كالهدايا والتبرعات أو حتى النصائح وغيرها، وقد يرى الكثير أنّه لا يوجد تعريف واحد ومتفق عليه عالمياً لمفهوم الرشوة لأنّ ما قد يكون من المعاملات التبادلية مسموحاً وجائزاً في بلد معين قد يكون غير شرعي في بلد آخر، فعلى سبيل المثال يعتبر تقديم المال لرجل الشرطة من أجل تفادي عقوبة المخالفة أمراً غير مشروع، بينما في بلدان أخرى يعتبر هذا الأمر شيئاً عادياً ومتوقع الحدوث دون تصنيفه من الأعمال غير المشروعة.[٢]
إنّ الرشوة قد تكون بين أفراد عاديين أو شركات ومصانع وحتى قد يصل الأمر لمستوى التعامل بالرشوة بين الأمم، وكما يشاع في العادة أنّها تنتشر بالغالب في الأوساط السياسية والرياضية، إلا أنّها تطورت ونمى انتشارها ليصل إلى القطاعات الطبية والصيدلية بحيث نرى الشركات الدوائية تعرض الرشوة على الأطباء الممارسين لكي تحفزهم على كتابة وصفاتهم العلاجية من ضمن إنتاج تلك الشركات لتوجيه المرضى للشراء منها حصراً.[٢]
أسباب ظهور وانتشار الرشوة
فيما يلي نلخص أبرز أسباب ظهور الرشوة وانتشارها بين الأوساط في مختلف المجتمعات والثقافات:[٣]
الجشع
يعتبر الجشع أحد الدوافع البشرية لامتلاك ما هو ليس ملكه في ظل غياب الوازع الشخصي علاوةً على أنّه يقود بصاحبه للرغبة المُطلقة لحيازة المال والسلطة متجاهلاً القيم الأخلاقية.
انحطاط القيم الأخلاقية
تُعزى أسباب تراجع القيم الأخلاقية عند الناس إلى نقص المسوى التعليمي أو التجارب العلمية السلبية التي تم تحديثها.
غياب حس الانتماء
سواءٌ كان الفرد عاملاً في القطاع الحكومي أم الخاص فإنّ شعور الموظف بعدم الانتماء للجهة التي يعمل لديها سيؤول إلى تفشي الفساد والرشوة.
تدني مستوى الوعي
عندما ينحدر مستوى الوعي بين الأفراد فإنّ النتيجة ستتمثل بعدم التحلي بالشجاعة الكافية للتخلص من الفساد والظروف المواتية له، فعندما يسكت الأشخاص المدركين للفساد ظناً منهم أنّ الأمر لا يعنيهم أو بسبب خوفهم من المجابهة فسيشكلون غطاءً لأولئك الفاسدين.
الافتقار للشفافيّة
إنّ الافتقار للشفافيّة يتجلى في جميع المستويات العملية سواءً الحكومي منها أم القطاع الخاص.
التباطؤ في الإجراءات القضائية
إنّ من شأن التباطؤ في اتخاذ الأحكام القضائية بحق الفاسدين المرتشين هو أن تؤول النتيجة لنسيان الجريمة، فالعمليات القضائية يجب أن تتحلى بالسرعة والعدالة.