التفاؤل والتأمل صفتان متلاصقتان للمسلم في كل وقت وحين، وهو دائم التفاؤل، ينظر إلى المستقبل نظرة أمل بغد مشرق، ولابد للأمل ليحال إلى واقع بعد أحلام، وأن نباشر بالتغيير، وهذا هو لب حديثنا اليوم بإذن الله. إليك هذه الكلمات والعبارات لعلك تشحذ بها همتك، أو همة من يئسوا.
الأمل يتعثر لكنه لا يموت.
في خضم الواقع المرير الذي نعايشه، وبحر المتغيرات الصعبة، الذي يعصف بنا كل حين، ومن وسط الغمة، وقلب الظلمة، هناك ثمة أمل كبير دفين، يجهز نفسه للخروج والبيان، يقول للظلمة أُحلُكِ أكثر وأكثر، فعند أشد درجات الحلكة أولد أنا، من أقسى الظلمة أُجهز لأغدو شمساً مضيئة، ونجماً لا يستطيع أحد أن يحجبه بغربال، سأكون الأمل والملهم لآلاف بل لملايين من المعذبين والمقهورين، سأغدو قصيدة الشعر الأولى، وكذلك سأكون اللوحة الأجمل، التي سيشعر بها الجميع، اللوحة التي تسر الناظرين، فسحة المتعبين، وسبيل المتألمين، وسلاح المقهورين.
هكذا يقول الأمل، وفيه من الأمل ما يفوق الأمل طموحاً وإيجابية، وكما يقولون من قلب المعاناة يبزغ الأمل، ومن وسط الظلمة ينبلج الفجر الجديد ويظهر، وليس هذا فقط، بل ينتشر ليعم بضيائه المعمورة، ويشعر به كل من علا البسيطة.
الأمل بمستقبل مشرق وواعد هو حلم الجميع، الذي ولو طال الزمان به، لابد وأن يصبح واقعاً ملموساً حقيقياً، اليأس لا يقتل إلا من أراد الموت، ولا يغرق فيه إلا كل مستسلم، قالوا قديماً: "لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس"، وما زلنا نرددها أنشودة نعلمها لصغارنا، لأملنا الذي يكبر فينا، من نرى فيهم أنفسنا، ومن نرى نجاحهم نجاحنا، ومن نكبر بهم، ونعتز بهم، ونضحي بكل شيء من أجلهم، هم الأمل، والأمل يخفت، ولكنه لا يموت لا يموت!
التغيير: الكل يبحث عن التغير ويريده، ولكن!!
جل البشر -إن لم يكن كلهم- يحب التغيير، ويحب الفارق الذي يصنعه، والإيجابية التي تنبثق منه، ولكن معظم هؤلاء ينتظرون أن ينزل التغيير من السماء، أو أن يشربوه مع الماء، دون بذل جهد وتقديم تعب. مساكين هم؛ فهم ما علموا أن لذة التغيير تنبع من رؤية نتيجة تعبهم ونصبهم واقعاً ملموساً أمام أعينهم، فيشار إليهم بالبنان.
التغيير تلك الكلمة التي باتت أغرودة الأحرار في العالم، بل باتت حلماً جميلاً يتمنون لو أنه يتحقق. فلتعلم ان التغيير لا يبدأ إلا بك أنت، من داخلك أنت، لا تنتظر أحدا ليبدأ، بل ابدأ أنت، فلربما عندما يراك أحدهم يستأنس بك، ويشد آزره بك، ويستجمع شجاعته منك، هو وغيره نفر كثير. اعلم أن من أصعب المعارك في الحياة هي معركة التغيير، فهي معركة مجاهدة النفس، وكبح جناحها عن شيء ألفته، وتعودت عليه، بدايتها مظلمة موحشة، وقاعها بارد سحيق، قلة هم من ينجحون في الوصول إلى القمة، فإن وصلت استطعت أن تنقذ من هم دونك، وإن قضيت فيكفيك شرف الموت في سبيل غاية نبيلة وهدف سامٍ.
فلتعلم أن عدو التغيير الأول هو التسويف وإطالة الأمل، فإن عزمت على التغيير، واتخذت القرار بذلك، فابدأ في نفس اللحظة، ولتغلف نيتك بالتوكل على الله، واسأله الخير والتوفيق في كل خطوة؛ ليحفظك، ويمن عليك بتحقيق هدفك وغايتك، فمن توكل على الله كفاه.
بهذه الكلمات والعبارات تكون قد ملأت جعبتك بالتفاؤل والأمل، ممزوجاً بطريقة تطبيق، وإحلاله واقعاً في حياتنا، لتضيفه إلى جعبتك، وتكمل مسيرتك في هذه الحياة.