الدعاء هو أن يطلب الإنسان من ربه شيئاً معيناً سواء لدينه أم لدنياه، ومن هنا فالدعاء له فضل عظيم، ولقد غبّ الله تعالى في الدعاء وبين فضله في مواضع كثيرة من القرآن الكريم كقوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " حيث تبين هذه الآية أن الله تعالى قريب على كل منيتوجه إليه بقلب صادق وخاشع بأي طلب كان. والدعاء يظهر مدى تعلق الإنسان بربه عز وجل، ودى إيمانه بأنه وحده القادر على إلحاق الضرر به أو الخير إن أراد ذلك، وأنه لا يوجد أي مخلوق قادر على أن يلحق الضرر فيه إلا الله تعالى، ولنقس هذا على حياتنا العادية – ولله المثل الأعلى – فعندما يطلب إنسان من إنسان آخر طلباً محدداً، فإن ذلك يكون لأحد احتمالين اثنين، الأول أن يكون هذا الشخص الذي طلب منه هو الشخص الوحيد الذي يمتلك هذا الأمر، أو لأنه هو أفضل من يقوم بهذا الأمر. وهذا تماماً ما يحصل في حالة الدعاء إلا أنه لا يوجد احتمال ثانٍ، فقط هناك احتمال واحد وهو أن الله تعالى هو وحده من يملك أمراً معيناً.
لا يشترط وجود صيغة محددة حتى يدعو الإنسان ربه، إذ يمكن للإنسان ان يدعو ربه بأية صيغة أرادها، كما انه لا توجد لغة محددة ليدعو الإنسان ربه، بل إن الإنسان قادر على أن يدعو ربه بأي لغة أرادها أيضاً، وأخيراً لا يشترط في الدعاء أن يكون جهراً بل يمكن للإنسان أن يدعو ربه في قلبه، والله عليم بما تخفي الصدور.
من شروط الدعاء عدم استعجال الإجابة، فليس من الضروري أن يستجاب الدعاء بمجرد أن يرفع الإنسان يديه إلى السماء، بل يتوجب عليه أن يكون صبوراً، فالله لا يضيع أجر عامل عمل عملاً معيناً، كما أن إجابة الدعاء قد تكون في أن ييسر الله لنا أمراً في موطن آخر غير الذي دعونا الله تعالى فيه، بل قد يدخره الله تعالى لنا في الآخرة، فالله أعلم بما هو خير لنا، وهو أعلم بما كان وبما يكون وبما سيكون فالزمان مخلوق من مخلوقات الله تعالى يجري على مخلوقاته فقط، ولا يجري عليه هو – جل في علاه - ، كما ويتوجب على الإنسان أن يكون لحوحاً في دعائه لا ييأس ولا يقنط من رحمة الله تعالى.