مدينة الشلف
الشلف هي ولاية تقعُ في الشمال الغربيّ لدولة الجزائر، على بعد مئتيْ كيلومترٍ غربَ العاصمة، ويحدُّها البحر المتوسّط من الجهة الشماليّة، أمّا من الجهة الجنوبيّة فولاية تيسمسيلت، ومن الجهة الشرقيّة ولايتا تيبازة وعين الدلفى، وأخيراً ولايتا مستغانم من الجهة الغربيّة.
تتميّزُ ولاية شلف بأنّها منطقةٌ زراعيّة خصبة تكثرُ فيها الحقولُ وأراضي الفلاحة؛ نظراً لمُناخِها الذي تغلبُ عليه الرطوبة العالية من المنطقة الشماليّة، أمّا المنطقة الجنوبيّة فطقسها ماطرٌ وبارد شتاءً وحارٌّ صيفاً، ممّا يساعدُ على نموّ الأشجار والنباتات المتنوعة.
محطّات تاريخيّة
مرّت الشلف بالعديد من الأحداث، وخضعت لغزو العديد من القبائل، ففي القرن الأول من الميلاد دخلها الرومان وأنشأوا فيها مدينة كاستيليوم تانجيتانيوم العسكريّة، كما وقعت تحت حكم القسطنطين في عام 324 ق.م، وفُرضتْ الديانة المسيحيّة فيها، وأقاموا بعض المعابد ومن أبرزها معبد كبير زين، واستمرّ عليها الحكم حتّى بداية الفتوحات الإسلاميّة فاحتُلّ المغربُ العربيّ بأكمله، وأُطلقَ على مدينة الشلف اسم (الأصنام)؛ نظراً للمباني والمعابد والأعمدة، والتماثيل التي خلّفها الرومانيّون فيها، ومن الآثار التي تركتْها الزلازل خلفها في منتصف القرن الخامس عشر.
مع حلولِ القرن السادس عشر، خضعتْ هذه المدينة تحتَ حكم حَمّو القصيري، وهو من أسلافِ القبائل العربيّة، وقد استقرّ فيها طمعاً في موقعها الاستراتيجيّ، وطبيعتها المميّزة، فبقي فيها وساعد شعبَها لتنميتها وزراعتِها، وإعمارها.
سبب التسمية
سمّيت مدينة الشلف بالعديدِ من الأسامي، مثل كاستليوم تانجتانيوم، ويعني هذا الاسم القلعة الطنجيّة؛ وسبب تسميتها بهذا الاسم يعود لتبعيّة الشلف آنذاك لموريتانيا الطنجية، أمّا بالنسبة لاسم (أورليان فيل) الذي أطلقه عليها الماريشال بيجو، فهو يعني مدينة الدوق أورليان، وهو ملك فرنسي الأصل.
استقرّت هذه المدينة على اسم الشلف؛ وذلك نسبة لواد الشلف الذي يمرّ بها، كما يقولُ البعض إنّ الوادَ هو من استمدّ اسمه منها، وأنّ الشلف كلمة مشتقة من الشليفان أو شيليماث الفينيقيّة، والتي ترمزُ للإله الفينيقيّ الذي يمدّ الأراضي بالخصوبة والخيرات، وهذا ما يميّزُ هذه المدينة.
السكان والمساحة
يصلُ عددُ سكّان الشلف لما يزيدُ عن 1.079691 نسمة، كما تصلُ الكثافة السكانيّة فيها ل179،23 نسمة لكلّ كم²، وتصلُ مساحة الشلف إلى ما يقارب 4791 كم²، وهي بذلك صغيرة مقارنةً بعددِ سكانها، الأمر الذي يقيّد حريّة سكانها في الإنجاب وزيادة نسبة المواليد، حيثُ إنّ ستّين بالمئة من مجمل العدد الكلّي منهم ما دونَ سنّ الشباب.