همزة الوصل
إنّ همزة الوصل همزة أولية، أي أنها تأتي في أول الكلمة، وتُنطق ألفها إذا قرأنها لوحدها، ولكن إن وصلناها يُنطق الساكن الذي يأتي بعدها، ومن هذا المعنى سمّيت بهمزة وصل؛ لأنها لا تُنطق حين وصلها، ونتوصل بها إلى النطق بالساكن الذي يأتي بعدها، وتُرسم بهذا الشكل (ا) دون أن نضع عليها الهمزة، وهذا أحد الفروقات التي تميزها عن همزة القطع، وهو فرق في الشكل، فهمزة القطع تُرسم هكذا (أَ، أُ، أِ)، وهنالك عدة مواضع تكون فيها الهمزة هي همزة وصل، وليست همزة قطع، وما سبق هو خلاصة ما جاء على لسان أهل اللغة العربية بخصوص (تعريف همزة الوصل)، وهذا الشرح سيتكرر معنا خلال الحديث عن مواضع همزة الوصل، وسيتضح لنا أكثر فأكثر حين نبدأ بالشرح التفصيلي ووضع الأمثلة على كل حالة، وإليكم التفصيل كالتالي:
الأسماء المشهورة
- الأسماء المشهورة التي تأتي فيها الهمزة همزة وصل: (اسْم، ابْن، ابْنان، ابْنة، ابْنتان، اثْنان، اثْنتان، امْرؤ، امْرأة)، نلاحظ هنا أننا إذا قرأنا هذه الأسماء وهي في بداية الكلام، دون وصلها بكلمة قبلها، فإننا ننطق بحرف الألف، ولكن إن وصلناها سننطق بالحرف الساكن الذي يأتي بعد الألف، وإليكم الأمثلة التوضيحية التالية:
- المثال الأول: فلان اسْمه محمد: نلاحظ أننا حذفنا حرف الألف نطقاً، ونطقنا بالساكن الذي بعده، وهو حرف السين.
- المثال الثاني: أحمد ابْن بار بأبيه: حذفنا حرف الألف نطقاً، ونطقنا بالساكن الذي بعده، وهو حرف الباء.
- هكذا الحال بالنسبة لباقي الأسماء.
ال التعريف
إن ألف ال التعريف هي همزة وصل، ولكننا نعرف بأن ال التعريف نوعان؛ القمرية والشمسية فأيهما تُعد همزة وصل؟ أم أن كلاهما كذلك؟ إليكم الأمثلة التوضيحية التالية التي ستجيبكم على هذا السؤال:
- المثال الأول: يقول المؤذن أثناء الأذان: حيّ على الْفلاح: نوع ال التعريف هنا هو الـ القمرية، وإذا عدنا إلى تعريف همزة الوصل نجد بأننا حينما وصلنا كلمة الفلاح، حُذفت الألف نطقاً، وأن الحرف الساكن الذي نطقنا به هو حرف اللام. إذاً الـ التعريف القمرية ألفها همزة وصل.
- المثال الثاني: دخل الرّجل إلى المسجد: نوع الـ التعريف هنا هو الـ الشمسية، ونجد أيضاً بأن الألف قد حُذفت نطقاً، ولكن أين الحرف الساكن؟ فحرف الراء هنا هو حرف مشدّد، والجواب سهل؛ لأننا كما نعرف بأن حركة التشديد هي عبارة عن حرفين أوّلهما ساكن والثاني متحرك، فحرف الراء المشدّد في كلمة الرّجل أصلها راء ساكنة وراء متحركة، وبالتالي فإننا عندما حذفنا نطق الألف نكون قد نطقنا بالحرف الساكن وهو حرف الراء الأول.
- يتبين لنا هنا بأن ألف ال التعريف بنوعيها القمرية والشمسية هي همزة وصل.
الأفعال
هناك عدة أفعال تكون الألف فيها همزة وصل وهي: (فعل الأمر من الفعل الماضي الثلاثي، الفعل الماضي الخماسي ومصدره وفعل الأمر منه، الفعل الماضي السداسي ومصدره وفعل الأمر منه)، وإليكم الأمثلة التي تبين لكم ذلك:
- فعل الأمر من الفعل الماضي الثلاثي: ثم اضْرب بعصاك، فعل الأمر هنا هو كلمة اضْرب، وهو من الماضي الثلاثي ضَرَبَ، حُذفت الألف نطقاً، ونطقنا بالحرف الساكن وهو حرف الضاد.
- الفعل الماضي الخماسي: محمد اعْتمد في دراسته طريقة معينة، والفعل الماضي الخماسي هنا هو كلمة اعْتمد، (ا ع ت م د)، حُذفت الألف نطقاً، ونطقنا بالحرف الساكن الذي يأتي بعدها وهو حرف العين.
- المصدر من الفعل الماضي الخماسي: إن اتّخاذ هذا القرار أمرٌ حسن: والمصدر هنا هو كلمة اتّخاذ، وهو من الماضي الخماسي اتّخذ (ا ت ت خ ذ)، حُذفت الألف نطقاً، ونطقنا بالحرف الساكن وهو حرف التاء، نلاحظ أن حرف التاء جاء مشدّداً، وبالتالي فكما ذكرنا آنفاً بان الحرف المشدّد هو عبارة عن حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك، إذاً فإن الحرف الذي نطقنا به هو الحرف الأول التاء الساكنة.
- فعل الأمر من الفعل الماضي الخماسي: قم واخْتر لك حذاءً لتشتريه، فعل الأمر هنا هو كلمة اخْتر، وهو من الماضي الخماسي اختار (ا خ ت ا ر)، حُذفت الألف نطقاً، ونطقنا بالحرف الساكن وهو حرف الخاء.
- الفعل الماضي السداسي: سليمان اسْتبدل الهاتف الأرضي بالهاتف النقّال، والفعل الماضي السداسي هنا هو كلمة اسْتبدلَ، (ا س ت ب د ل)، حُذفت الألف نطقاً، ونطقنا بالحرف الساكن الذي يأتي بعدها وهو حرف السين.
- المصدر من الفعل الماضي السداسي: عمر وصل الى اسْتنتاج مهم، والمصدر هنا هو كلمة استنتاج، والفعل الماضي السداسي هو اسْتنتجَ (ا س ت ن ت ج)، حُذفت الألف نطقاً، ونطقنا بالحرف الساكن الذي يأتي بعدها وهو حرف السين.
- فعل أمر من الفعل الماضي السداسي: عند الصلاة اسْتقبل القبلة، وفعل الأمر هنا هو كلمة اسْتقبل، وهو من الفعل الماضي السداسي استقبلَ (ا س ت ق ب ل)، حُذفت الألف نطقاً، ونطقنا بالحرف الساكن وهو حرف السين.